أعلنت مجموعة عسكرية استولت على السلطة في النيجر بعد تنفيذها انقلاباً أطاح الرئيس مامادو تانجا، اختياررئيس لها وتعليق العمل بالدستوروحلّ كل المؤسسات السياسية في البلاد. ونشرت دبابات وآليات عسكرية في مقر القصر الرئاسي وأمام وزارة الخارجية وهيئة اركان الجيش في نيامي، فيما استعادت شوارع العاصمة نشاطها الطبيعي، وفتحت الاسواق والمصارف والمدارس أبوابها. وكان عسكريون هاجموا القصر الرئاسي الخميس الماضي، واقتادوا تانجا الى ثكنة عسكرية خارج العاصمة التي شهدت إطلاق نار كثيفاً، فيما أفادت معلومات بمقتل 3 جنود وإصابة 10 بجروح على الاقل. وجاء الانقلاب بعد شهور من المشاحنات السياسية، إثر إقدام تانجا (71 سنة) الذي يتولى السلطة منذ عشر سنوات، السنة الماضية، على حل البرلمان والمحكمة الدستورية وتمديد ولايته ثلاث سنوات اضافية على الاقل، في استفتاء نظمه في آب (اغسطس) الماضي وطعنت به المعارضة. وقاطعت المعارضة الاستفتاء والانتخابات الاشتراعية المثيرة للجدل في تشرين الاول (اكتوبر) الماضي، منددة بما اعتبرته انقلاباً على الدستور، فيما انتقد المجتمع الدولي تصرفات تانجا وعلّق الاتحاد الأوروبي مساعداته للنيجر. وأعلن الانقلابيون الذين أطلقوا على أنفسهم اسم «المجلس الاعلى لإعادة الديموقراطية» في النيجر، تعليق الدستور الذي تم تبنيه في آب الماضي، وحلّ كل المؤسسات المشكّلة بموجبه، موكلاً تصريف الشؤون العامة الى المديرين العامين في الوزارات والمحافظات. كما اعلن المجلس فرض حظر للتجول من السادسة مساءً حتى السادسة صباحاً، وإغلاق الحدود البرية والجوية. وشدد الانقلابيون على سعيهم الى تحويل النيجر الى «مثال للديموقراطية والحكم الرشيد. وأعلن المجلس ان قائده هو سالو جيبو غير المعروف من الرأي العام، والذي يقود وحدة الدعم في نيامي التي تضم اسلحة ثقيلة مثل المدرعات. لكن ديبلوماسيين اشاروا الى ان قائد الانقلابيين هو الكولونيل عبدالله أدامو هارونا، وهو مساعد سابق لداودا ولام وانكي الذي قاد انقلاباً عام 1999، لكنه أجرى انتخابات ديموقراطية بعد ذلك بأقل من سنة، فاز فيها تانجا. وشهدت النيجر وهي ثالث مصدر عالمي لليورانيوم، ثلاثة انقلابات في 1974 و1996 و1999. ودان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ «الاستيلاء على السلطة بالقوة» في النيجر، مطالباً ب «عودة سريعة الى النظام الدستوري»، فيما ذكّر الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي بأن تانجا «حاول تمديد ولايته، ومن الواضح ان هذا هو ما سرّع» إطاحته. وقال: "نعتقد ان هذا يؤكد حاجة النيجر الى المضي قدماً في تنظيم انتخابات وتشكيل حكومة جديدة".