" نيرون " عربي.. يتحدث إليكم من هنا .. من القارة السمراء.. من قريتنا: " المجد أنا.. الثورة أنا.. الزعيم أنا.. الأمة أنا.. الوطن أنا.. الدولة أنا.. ملك الملوك أنا.. الشعب أنا.. القوة أنا.. الشرعية أنا.. الحق أنا.. الكون أنا.. صوت الشعب أنا.. ضمير الأمة أنا.. صانع الثورة ولجان الشعبية أنا.. أنا الثائر المقدام الوحيد في عالمنا.. لا أحد غيري يستحق الوجود هنا.. أنا وحدي الآمر الناهي فيكم وفينا.. قدركم أن تموتوا حتى أحيى أنا.. أنا الخلود.. أنا الوجود.. أنا السنا.. أنا الحياة.. أنا الموت.. أنا الدنا. " فإن صممتم.. أن لا تحبونني.. سأحرقكم واحدا واحدا.. صدقوني.. ففي قتلكم وحده.. يكمن التخلص مني.. فموتي أو قتلي..نهاية لهذا الكون.. إن حقا.. عن مكاني.. أزحتموني.. أزحتم مجدا تليدا.. فخلدوني .. فلا مجد حقا.. لكم بدوني.. لا شعبا.. ولا دولة بدوني.. لا أمة.. لا وطنا بدوني.. لا ملك.. لا زعامة بدوني.. لا شرعية.. لا مستقبل بدوني.. أنا أنتم.. أنتم أنا.. فلا تخذلوني.. أنا الكل في الكل أبدا.. فأطيعوني." هكذا خاطبكم نيرون العربي.. بعد ما استعبد الخلق لسنين.. بالكذب.. بالوهم.. بالظلم.. بالاستلاب.. بالاستغلال.. بالقمع.. بالعقاب.. بالتخويف.. بالاحتقار.. بالسباب.. بالقهر.. بالتدمير.. بقتل الشباب.. جماع للمال.. والسلطة.. والأسباب.. متحكم بالنار والحديد.. في كل الرقاب.. مخرب البلاد.. قذاف الجيران والأحباب.. بزيف الأحلام وإخوته.. وجنون العصاب.. لم يترك للإنسان مكان.. في هذه الرحاب.. قطيع يتبع الراعي.. بلا إرادة وأسباب.. أربعة عقود ويزيد.. من الصولة والعذاب. كابوس الخوف.. جاثم على الصدور.. لعقود..ذاك نصيب الشعب المقهور.. من سلالة أحفاد وحفيدات عمر المختار.. رمز المقاومة والنضال.. وقاهر الاستعمار.. من بيئته.. خرج نيرون القبح والشرور.. يمتص عرق الشعب.. و دماء الصقور.. يحتكر الحكم..باسم لجان الثوار.. اليوم.. تحطم جدار الخوف القهار.. في ثورة الياسمين.. وساحة التحرير.. أزيح كابوس الخوف.. بإرادة وإصرار.. نطق الحق.. زهق الباطل بوهمه الدوار.. تحرر اللسان واليد.. من بطش الأشرار.. الغد المشرق آت.. يبشر بالانتصار.