يوم الحساب قادم لا ريب فيه.. ( حول أحداث ثورة الفل بأرض الكنانة، مهداة إلى الشعب المصري العظيم وإلى كل الشعوب المقهورة في العالم ) زلزلت شوارع مصر تحت أقدام المفسدين الطغاة.. وأخرجت أثقالها للتعبير عن واقع الحفاة العراة.. وعن الظلم والتسلط والفقر وفقدان الكرامة.. فويل لمن يدعي الخلود في السلطة الفانية.. لا مبارك فيه ولا حسنى في حكمه.. اليوم استيقظ مارد الشعب من سباته.. خرج من تحت الرماد بقمقمه.. يحتج بالشوارع بإصرار مناضليه.. يبغي الخلاص من مغتصبيه.. غدا جمعة الخلاص تؤذن برحيله.. يوم الحساب قادم لا ريب فيه.. ما ضاع حق المظلوم عند طالبه.. فليهنأ شعب النيل بما بيده يجنيه. أرض الكنانة وورثة العرابي تستيقظ.. خيولفجر الحرية والانعتاق تنتفض .. علمنا التاريخ أن الشعوب إذا تشبثت بالحياة.. يستجيب القدر لها بالتأييد والتمكين والثبات.. بالدماء يكتب تاريخ ملاحمها لا بالمعجزات.. لا تاريخ ولا مجد ولا ملاحم للطغاة.. يحيون ويموتون كالحشرات المسمومات.. يقتاتون منظهر الآخرين.. يموتون بلا صلواتمن العالمين.. كموت الحشرات تحت أقدام المارين.. في الغالب يموتون بسمومهم.. لا أحد يأسف أبدا لموتهم.. الجميع يسعد دوما لرحيلهم.. الكل يفرح للتخلص من ظلمهم.. لا يتذكر التاريخ إلا أخطاءهم.. لا يتذكر التاريخ إلا بطشهم.. لا يتذكر التاريخ إلا شرورهم.. لا يتذكر التاريخ إلا طغيانهم.. لا يتذكر التاريخ إلا فسادهم.. لا يتذكر التاريخ إلا إجرامهم.. تلحقهم اللعنة في الحياة والموت.. مغضوب عليهم في الدنيا والآخرة.. هل سمعتم يوما بفلاح أبناء الطغاة؟؟ هل سمعتم يوما بنجاح أحفاد الطغاة؟؟ يعيشون أبدا في الغربة لا وطن لهم.. عندما ينتهون ينتهي تاريخهم.. عندما يموتون تضمحل آثارهم.. البقاء أبدا للعظماء.. المجد دائما للشرفاء.. الخلود دوما للأقوياء.. أولائك الذين يصنعون تاريخ الإنسانية.. أولائك الذين يشيدون الحضارات.. أولائك الذين يبتكرون الثقافات.. أولائك الذين يسهرون على تقدم البشرية.. والشعب العظيم من ينتفض ضد الظلم.. والشعب القوي من يتصدى للطغاة بالحزم.. والشعب الشريف من يذود على الكرامة.. فالشعوب لا تموت إذا تشبثت بالإرادة.. تتجدد أبدا باستمرار.. تتغير دوما بإصرار.. بالنضال بالصمود.. بالثبات.. الشعوب باقية أبدا لا تقهر.. فللشارع هيبة وسلطة لا تقدر.. مهما الطاغية بقوته يتجبر.. يعتقد الطغاة أنهم مسيطرون.. بالسياسة وبالقانون متمكنون.. بالمال وبالسلطة متشبثون.. يحسبون أنفسهم أبدا خالدين.. لا بد للأنهار الصامتة.. لا بد للبراكين الهادئة.. أن تخرج يوما عن صمتها بقدرة.. وتجرف ما بطريقها بلا رحمة.. أي حق للطغاة وأي معنى للشرعية.. أمام شرعية الجماهير المنتفضة الصامدة. تعطلت لغة القمع بالاحتجاجات.. تجمدت سواعد الأمن بالهتافات.. لم يبق لها إلا حق التخريب.. والشغب الحقير التافه الغريب.. لتبرير التدخل السافر الهمجي المريب.. على يد " بلطجية " الأبالسة الذئاب.. جرب الطغاة في شعوبهم كل أشكال الإذلال.. جربوا فيها كل أصناف الجهل والتنكيل.. جربوا فيها لغة الترهيب وفعل التقتيل.. جربوا فيها أسلوبا التخويف والتجويع.. جربوا فيها كل أصناف وسائل الخضوع.. فماذا يريد الطغاة مصاصو دماء الشعوب.. غير تبعية الشعوب لهم على الدوام المطلوب؟؟ من ثورة الياسمين التونسية البعزيزية.. إلى ثورة الفل بميدان التحرير بالقاهرية.. وفي كل مدن وقرى أرض الكنانة.. إلى ثورة الشعوب المقهورة.. في كل مكان من البسيطة.. رسالة إلى شعوب العالم الثائرة..: يا شعوب العالم المقهورين.. أفيقوا، انتفضوا في وجه الغاصبين.. فلا مرد لثورة المقهورين الغاضبين.. وما فاز إلا الثوار المنتفضون.. وما عاش إلا المحتجون الثائرون.. أما الحكام الطغاة.. لم يكونوا إلا آلهة من الورق.. لم يكونوا إلا أسود من قش وثعالب من الزئبقي.. لم يكونوا إلا دمى في يد أسيادهم في الغرب والمشرق.. يا طغاة العالم أحزموا أمتعتكم وارحلوا.. لقد ضاقت الشعوب بكم ذرعا دون أن تملوا.. فانسحبوا في صمت أو تحت الظلام ولا تسألوا.