الثورات المباركة.. ( فقرات من قصائدي الثائرة ) شمولية الأنظمة.. تهدد شعوبنا.. منظومة أمنها.. تخنق أنفاسنا.. طغيان حكامها.. يستبد بمواطنينا.. جشاعة ذوي المال.. تمتص دماءنا.. الفساد يستشري في عروق إدارتنا.. الإفلاس ينخر سياسة أحزابنا.. الكساد يسريفي مثقفينا وثقافتنا.. قتلوا فينا الإبداعوحريتنا.. قتلوا فينا الكرامة وأنسنتنا.. فمن بلدة الزيتونة بابن عليها.. ومن بلدة الفراعنة بمباركها .. انتقل الوضع إلى يد شبابها.. بشرارة نار " بعزيزية " ولهيبها.. هبت رياح التغيير.. فلا مرد لها.. إلى بلدة عمر المختار بقدافها .. إلى بلدة بلقيس بصالحها.. إلى بلدة البحرين بملكها.. إلى بلدة الشام بأسدها.. إلى كل بلدة عربية بطغاتها.. ونظمها الشمولية بديكتاتوريتها.. سيسود التغيير على يد شبابها.. آجلا أم عاجلا.. لا ريب في حدوثها.. ما دامت إرادة الشعوب من ورائها.. بصمود الشباب الثائر تحقق أهدافها.. *** علمنا تاريخ القدماء أن فلاسفة اليونان.. أنزلوا الآلهة إلى الأرض من السماء.. وحولوا ها إلى إنسان.. أنزلوا الحكمة من العلياء.. وجعلوها في خدمة الإنسان.. المال والسلطة عندنا في العادة.. تحول البشر إلى آلهة.. إلى طغاة وفراعنة.. إلى كوارث " نيرونية "1.. حتى نسوتهم وأبنائهم يتجبرون.. من خارج القانون يتصرفون.. وينسون.. ربما يتناسون.. أصولهم الإنسانية.. يا عجبا.. عندنا آلهة وأنصاف آلهة.. والباقي عبيد.. وحثالة بشرية.. لقد جرب الطغاة فينا كل أشكال الإذلال.. جربوا فينا أساليب الطاعة والامتثال.. جربوا فينا كل أصناف الجهل والتنكيل.. جربوا فينا لغة الترهيب وفعل التقتيل.. جربوا فينا أشكال التخويف والتجويع.. جربوا فينا أصناف الاحتقار و" التضبيع ".. فماذا يريد الطغاة مصاصو دماء الشعوب.. غير خضوع الشعوب لهم.. على الدوام المطلوب؟؟ *** بالاحتقار بالازدراء بالشماتة يتعامل معنا.. أصحاب السلطة والمال كأنهم ليسوا منا.. من فوق أبراجهم العالية ينظرون إلينا.. يعتقدون أنهم آلهة خالدون.. آلهة.. متكبرون.. لا يشيخون.. آلهة.. متجبرون.. لا يخطئون.. آلهة.. أبديون.. لا يموتون.. هكذا.. يعتقدون..هكذا.. يؤمنون.. بسواعدنا وعقولنا تجبروا.. لا بإرادتهم. بجهدنا تألهوا.. لا باجتهادهم.. بضعفنا تجبروا.. لا بقوتهم.. بجهلنا تألهوا.. لا بعلمهم.. بفقرنا تجبروا.. لا بثرواتهم.. بتفرقتنا تألهوا.. لا باتحادهم.. ونحن.. من نكون يا عقلاء؟ نحن من صنع هؤلاء.. نحن من أله هؤلاء.. نحن منرفع هؤلاء.. نحن من زكا هؤلاء.. نحن الذين يجب أن يحاسب هؤلاء.. نحن الذين يجب أن يحاكم هؤلاء.. نحن الذين يجب أن يعاقب هؤلاء.. نحن الذين يجب أن يطرد هؤلاء. *** البقاء أبدا للعظماء.. المجد دائما للشرفاء.. الخلود دوما للأقوياء.. أولائك الذين يبنون تاريخ الإنسانية.. أولائك الذين يشيدون الحضارات.. أولائك الذين يبتكرون الثقافات.. أولائك الذين يصنعون المعجزات.. أولائك الذين يسهرون على تقدم البشرية.. والشعب العظيم من ينتفض ضد الظلم.. والشعب القوي من يتصدى للطغاة بالحزم.. والشعب الشريف من يذود على كرامته بالدم.. فالشعوب لا تموت إذا تشبثت بإرادة ربانية.. تتجدد وتتغير أبدا باستمرار وبإصرار.. بالنضال بالصمود.. بثبات الثوار.. فالشعوب باقية أبدا لا تقهر.. ول" فايس بوك" سحر لا يتصور.. وللشارع هيبة وسلطة لا تقدر.. مهما الطاغية بقوته يتجبر.. يعتقد الطغاة أنهم مسيطرون.. بقوة أمنهم وعتادهم متمكنون.. بالمال، بالسلطة، بالعروش متشبثون.. يحسبون أنفسهم أبدا أنهم خالدون.. لا بد للأنهار الهادئة.. لا بد للبراكين الكامنة.. لا بد للعواصف الساكنة.. أن تخرج يوما عن معاقلها بقوة.. وتجرف ما بطريقها بلا رحمة.. أي حق للطغاة، وأي معنى للشرعية.. أمام شرعية الجماهير المنتفضة الصامدة. *** كفى..يا أصحابالسلطة والامتيازات.. يا حكامنا.. يا صانعي القرارات!! من " تضبيع " ذكاء الشعوب.. من سرقة خفقات القلوب.. من إشعال فتيلة الحروب.. من خنق حرية التعبير.. وقتل الأمل وبشائر النور.. واحتكار الحياة وزرع الشرور.. حذار من صمت الوديان والأنهار الهادئة.. حذار من كمون البراكين وسكون العاصفة.. فإذا فاضت أو انفجرت فانتظر النهاية.. فحذار من انتفاضة المظلومين.. وحذار من غضب الساخطين.. من بطش المتآلهين الغاصبين.. فويل لمن يدعي الخلود في السلطة الفانية.. وويل لمن يتمسك بالعروش الهاوية.. اليوم استيقظ مارد الشعوب من سباته.. خرج من تحت الرماد بلسان حاله.. يحتج بالشوارع بإصرار مناضليه.. يبغي الخلاص من مغتصبيه.. يوم الحساب قادم لا ريب فيه.. ما ضاع حق المظلوم عند طالبه.. *** من ثورة الياسمين التونسية " البعزيزية ".. من ثورة الفل بميدان التحرير بالقاهرية.. إلى كل مدن وقرى في الأراضي العربية.. إلى ضمير الشعوب المقهورة.. في كل مكان من البسيطة.. رسالة إلى شعوب العالم الباسلة: يا شعوب العالم المقهورين.. أفيقوا، انتفضوا في وجه الغاصبين.. فلا مرد لثورة المقهورين الغاضبين.. وما فاز إلا الثوار المنتفضون.. وما عاش إلا المحتجون الثائرون.. أما الحكام الطغاة.. لم يكونوا إلا آلهة من الورق.. لم يكونوا إلا أسود من قش وثعالب من الزئبقي.. لم يكونوا إلا دمى في يد أسيادهم في الغرب2والشرق3.. يا طغاة العالم أحزموا أمتعتكم وارحلوا.. انتحوا.. لقد تبرأت الشعوب منكم ولن تخجلوا.. لقد ضاقت الشعوب بكم ذرعا ولم تملوا.. فانسحبوا تحت الظلام في صمت دون أن تسألوا. *** لقد علمنا التاريخ أن الشعوب إذا تشبثت بالحياة.. يستجيب القدر لها بالتأييد والتمكين والثبات.. بالدماء يكتب تاريخ ملاحمها لا بالمعجزات.. كابوس الخوف.. جاثم على الصدور.. لعقود..ذاك نصيب الشعب المقهور.. اليوم.. تحطم جدار الخوف القهار.. في ثورة الياسمين.. وساحة التحرير.. أزيح كابوس الخوف.. بإرادة وإصرار.. نطق الحق.. زهق الباطل بوهمه الدوار.. تحرر اللسان واليد.. من بطش الأشرار.. الغد المشرق آت.. يبشر بالانتصار. 1 . نسبة إلى نيرون الروماني الذي أحرق روما 2 . نعني بالغرب أوربا وأمريكا 3 . نعني بالشرق إسرائيل