نتظر أن تشهد مقاطعة تشستر بنيويورك الأمريكية يومي العاشر والحادي عشر من الشهر الجاري جولة ثانية من المحادثات غير الرسمية بين المغرب وجبهة البوليساريو تحت إشراف الوسيط الأممي في نزاع الصحراء الغربية كريستوفر روس بهدف التحضير للجولة الخامسة من المفاوضات بين طرفي النزاع التي انطلقت سنة .2007 قال المتحدث باسم الأممالمتحدة أول أمس، الأمين العام للأمم المتحدة أعرب عن ارتياحه لقبول الطرفين، المغرب وجبهة البوليساريو، اقتراح مبعوثه الخاص كريستوفر روس بشأن عقد الدورة المقبلة للمفاوضات غير الرسمية حول الصحراء الغربية في 10 و11فبراير. وأضاف أن الأمين العام السيد بأن كي مون يشجّع الطرفين على إحراز تقدم آخر ويحثهما على مباشرة محادثات جوهرية ومثمرة. مشيرا إلى أن المحادثات، حسب بأن كي مون، ستجري وفق التوجهات الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم ,1871 لعام ,2009 والقرارات السابقة له. وقد سبق أن اجتمع المغرب الذي قاد وفده وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري وجبهة البوليساريو التي قاد وفدها رئيس البرلمان محفوظ علي بيبا في مدينة ديرشتاين النمساوية يومي العاشر والحادي عشر أوت من العام الماضي في لقاء غير رسمي نظمه ولأول مرة المبعوث الأممي إلى الصحراء الغربية كريستوفر روس، وصفت الأممالمتحدة نتائجه بالمثمرة وبأنه كان صريحا، وإن كان ذات الاجتماع لم يسفر عن أي تقدم على الأرض ولم يستطع أن يحقق أي اختراق لتنظيم مفاوضات رسمية جديدة أصبحت إمكانية التئامها صعبة التحقيق، خاصة بعد ما شهدته العلاقات من تصعيد بعد اعتقال سبعة نشطاء حقوقيين صحراويين وكذا قضية أمينتو حيدار والتي كهربت الجو بين الطرفين بشكل كبير, هذه الأجواء، حسب الملاحظين، ستلقي بظلالها على اللقاء المقبل ما يجعل التوصل إلى نتائج غير مسبوقة بعيد المنال. هذا بالإضافة إلى أهم عامل هو تصلب موقف الطرفين. ففي الوقت الذي يتمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي كحل أوحد للنزاع، وأكثر من ذلك ذهب في تطبيق الجهوية الموسعة في الصحراء الغربية ما يعني فرض الأمر الواقع، تطالب جبهة البوليساريو بعرض الأمر على الشعب الصحراوي ليقرر أي خيار يريد ما بين الاستقلال والحكم الذاتي أو الانضمام إلى المغرب.