شهدت مدينة الدارالبيضاء المغربية ، صباح أمس الأحد مسيرة شعبية خرج فيها مئات الآلاف من المتظاهرين إلى شوارع المدينة للاحتجاج على ما يرونه بمعاداة الحزب الشعبي الإسباني لوحدة المغرب و" تدخله " في قضية الصحراء . وذكرت مصادر إعلامية عربية أن المسيرة عرفت مشاكل في التنظيم ، حيث طبع الارتباك والارتجالية لحظة انطلاقها ، كما كشفت عن ضعف الأحزاب المغربية وجمعيات المجتمع المدني في تنظيم مسيرات مماثلة ، بينما أظهرت تأثير المؤسسة الملكية في المغاربة وتعبئتهم للدفاع عن " مغربية الصحراء " . وقالت ذات المصادر ، إن فبعض المنظمين بالغوا وهم يتحدثون عن أكثر من مليوني مشارك، بينما ومن خلال جولة ميدانية يظهر أن عدد المشاركين لا يصل إلى هذا الرقم، خاصة وأن السلطات تحدثت عن مليوني ونصف مشارك ، بينما قالت اللجنة إن عدد المشاركين يفوق 3 ملايين شخص . من جانبه ، أكد رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي اليوم عقب مشاركته في مسيرة احتجاجية أن بلاده لن تتراجع عن استرجاع الصحراء وأن الشعب المغربي مجند على الدوام للدفاع عن هوية الصحراء المغربية . وقال الفاسي للصحافيين إن " الشعب المغربي يوجه بتظاهرة اليوم رسالة إلى خصوم وحدة المغرب" موضحا أن هذه المسيرة " موجهة أيضا إلى الحزب الشعبي الاسباني" ، فيما ندد المتظاهرون من جانبهم بكل المحاولات "المغرضة" للمساس بوحدة المغرب . وتأتي هذه المسيرة عقب الأحداث الدامية التي شهدتها مدينة العيون المغربية في 8 نونبر الجاري وخلفت مصرع 13 شخصا بينهم 11 عنصرا من قوات الأمن المغربية ، وطالب البرلمان الأوربي بإجراء تحقيق دولي حول الأحداث لتحديد عدد القتلى وعمليات الاختفاء . وينتظر أن تحل، الأربعاء المقبل، لجنة تقصي حقائق مشكلة من برلمانيين مغاربة حول أحداث العنف والشغب التي شهدتها مدينة العيون مؤخرا، وقال بلاغ لمجلس النواب إنه تم انتخاب البرلماني رشيد الطالبي العلمي رئيسا للجنة .