اعتقل القضاء البلجيكي أمس الثلاثاء شبكتين إسلاميتين يشتبه بأن إحداهما كانت تعد اعتداء في البلاد في وقت تتصاعد فيه المخاوف في أوروبا من وقوع أعمال إرهابية. ففي قضية أولى، نفذ عناصر الشرطة حملة تفتيش منذ الفجر في العديد من أحياء انفير ، المدينة الساحلية في شمال بلجيكا ، حيث اعتقلوا سبعة أشخاص هم ستة بلجيكيين من أصل مغربي وروسي من أصل شيشاني. وتحدثت النيابة الفدرالية عن إحباط "خطط تستهدف ارتكاب اعتداء في بلجيكا "، موضحة أن "هدف الاعتداء لم يتم تحديده حتى الآن بوضوح ". ويشتبه أيضا بأن المعتقلين جندوا " أشخاصا يتم إعدادهم للمشاركة في عمليات جهادية " ومولوا "منظمة إرهابية شيشانية هي إمارة القوقاز". إلى ذلك، بثت قنوات التلفزة البلجيكية مشاهد لشاب ملتح مكبل اليدين من جانب عناصر من الشرطة في وضع تأهب، إضافة إلى أجهزة معلوماتية ووثائق تم ضبطها. وأوضحت المتحدثة باسم النيابة الفدرالية ليفي بيلينز أنه شكل جديد من التعاون بين الإسلاميين في بلجيكا والشيشانيين الذين يتولون خصوصا شؤونا " لوجستية " مثل نقل المتطوعين. وسيتخذ قاضي تحقيق قبل صباح الأربعاء قرارا بإبقاء المعتقلين قيد التوقيف أو لا. وفي الوقت نفسه، تم اعتقال ثلاثة هولنديين من أصل مغربي في أمستردام ، فيما اعتقل الشخص الحادي عشر وهو روسي (31 عاما) في غرب ألمانيا. وسيتم قريبا تسليم هؤلاء إلى بلجيكا. وفي دلالة على الطابع الدولي المتشعب لهذه الشبكة، أورد القضاء البلجيكي أن "العديد من الأشخاص سبق أن اعتقلوا في اسبانيا والمغرب والسعودية " في إطار هذا التحقيق. كذلك، أعلن القضاء البلجيكي الثلاثاء القبض على "نحو 15 شخصا" من الأوساط الإسلامية في بروكسيل في إطار قضية " إرهابية " منفصلة عن قضية إحباط محاولة اعتداء في البلاد. واعتقلت الشرطة القضائية نحو 15 شخصا في العديد من أحياء العاصمة " في إطار ملف يهدف إلى تفكيك مجموعة إرهابية الطابع " كما ذكرت النيابة الفدرالية البلجيكية في بيان. وقالت متحدثة باسم النيابة الفدرالية إن " نحو 15 شخصا " اعتقلوا خلال هذه الحملة. وقد استجوب محققو الشرطة القضائية عددا من هؤلاء بعد ظهر الثلاثاء " للاشتباه بانتمائهم إلى مجموعة نشطة وخصوصا في تجنيد وإرسال المجاهدين إلى العراق أو إلى أفغانستان " كما أوضح بيان النيابة. ويستهدف التحقيق البلجيكي أشخاصا يترددون إلى " المركز الإسلامي البلجيكي " في بروكسل الذي يعتبر معقلا للتطرف الإسلامي في بلجيكا. وفي الدانمرك، أفادت "مؤشرات" تلقتها أجهزة الاستخبارات ونشرت الثلاثاء أن مجموعات مقيمة في الخارج تستعد لتنفيذ اعتداءات داخل البلاد. وكتبت أجهزة الاستخبارات الدانمركية في تقرير يومي عن حالة التهديدات ضد الدانمرك التي تعتبر هدفا لمشاريع اعتداءات عدة خصوصا منذ 2009 "هناك مؤشرات متجددة مفادها أن مجموعات إرهابية مقيمة في الخارج ستسعى إلى إرسال إرهابيين إلى الدانمرك لتنفيذ اعتداءات على أراضيها " . وقال مدير أجهزة الاستخبارات جاكوب شارف " في ضوء وضع التهديدات في الدانمرك وفي بقية أوروبا، تحض أجهزة الاستخبارات الدانمركية كل دوائر الشرطة في البلاد على تعزيز عمليات المراقبة لديها مؤقتا حتى نهاية كانون دجنبر". وتأتي حملات الاعتقال هذه فيما تصاعدت المخاوف في الأسابيع الأخيرة من وقوع اعتداءات إرهابية في أوروبا، وخصوصا في فرنسا وبريطانيا والدانمرك وألمانيا .