من المنتظر أن يعقد الحزب الاشتراكي الموحد مؤتمره في شهر مارس المقبل، بعدما تم تأجيله من شهر نونبر الحالي بسبب ملتمس من "مجلس كتاب الفروع" المنعقد في العاشر من أكتوبر المنصرم، ومن أجل مطارحة مجموعة من القضايا التي تشغل مناضليه ومناضلاته، تم إعداد سبع أرضيات، وضعت لدى اللجنة التنظيمية للمؤتمر في الموعد المحدد، كما حصلت على ثلاثين توقيعا كحد أدنى كي تعتمد كأرضية، وهي تشمل تحليلا لواقع الحزب ووضعه التنظيمي كما تتعرض لمجمل القضايا الوطنية، وتقترح حلولا لمختلف المشاكل... وقد توصل مختلف المنخرطون بنسخ عنها، كما أنها متوفرة في الانترنيت، وتوم عدة فروع ببرمجة أنشطة داخل المقرات أو بأماكن عمومية قصد مناقشة محتويات هذه "الأرضيات"، وغالبا ما يحضر ممثلو هذه الوثائق التي ستقدم للمؤتمر القادم، ليعرضوا خلاصات عنها ويدافعوا عن الطروحات الواردة فيها، ويستمعون لمختلف الأفكار والآراء المنتقدة أو المقترحة لإضافات. ولإعطاء نموذج عن حيوية النقاشات بمختلف الجهات، نستشهد بلقاء القنيطرة، حيث حضريوم الأحد 24 أكتوبر 2010 كل ممثلو الأرضيات السبع المنتظر عرضها على المؤتمر القادم للحزب الاشتراكي الموحد في غضون شهر مارس، كخالد رحيل ممثلا عنأرضية "وجهة نظر، التغيير الممكن" ، ومحمد بولامي عن "الأزمة وإعادة البناء"، وأيمن المرزوقي عن "تحرير الحقل السياسي المغربي من هيمنة ووصاية المخزن"، وعلال البصراوي عن "أرضية المستقبل، الإصلاح الحزبي أولا، خطا وتنظيما"، ومحمد العوني عن "بيان اليسار المواطن"، ومحمد الوافي عن "الثورة الهادئة، من أجل مغرب الحرية والديمقراطية والعدالة"، ومصطفى الحطاب ممثلا لأرضية "منطلقات في إعادة التأسيس، قضايا ومطارحات"... وأدار النقاش عبد الله خلوف كاتب فرع الحزب بالقنيطرة وخلفه بعد ذلك عبد الله سعيد صلاحو الأرضيات السبع تحمل عناوين بارزة من مثل :"وجهة نظر، التغيير الممكن"،"الأزمة وإعادة البناء"،"تحرير الحقل السياسي المغربي من هيمنة ووصاية المخزن"، "أرضية المستقبل، الإصلاح الحزبي أولا، خطا وتنظيما"، "بيان اليسار المواطن"الثورة الهادئة، من أجل مغرب الحرية والديمقراطية والعدالة"، "منطلقات في إعادة التأسيس، قضايا ومطارحات". ومن المرتقب أن يتقلص عدد الأرضيات إلى ثلاث أو أربع مادام معدو بعضها قد أعلنوا عزمهم الإعداد بشكل مشترك للمؤتمر القادم. الحزب الاشتراكي الموحد يساري معارض، يشترك في الانتخابات، وقد دخل قبل سنوات في "تحالف اليسار" حيث تقدمت ثلاثة أحزاب بلوائح انتخابية موحدة في أغلب الدوائر الانتخابية، وهي الحزب المعني بموضوعنا هذا و"حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي"، و"حزب المؤتمر الوطني الاتحادي"، سواء في الجماعات المحلية ، 6 نونبر 2009، أو تلك التي أدت إلى مجلس النواب في 2007، لكن النتائج لم تكن في المستوى المطلوب. يعتبر الحزب الاشتراكي الموحد امتدادا ل"منظمة العمل الدمقراطي الشعبي" التي تأسست في 1983، وقد كانت بدورها امتدادا لحركة "23 مارس"، عرفت بإصدارها لجريدة "أنوال" وبزعيمها المقاوم محمد بنسعيد آيت يدر، لكن وقع بها تصدع داخلي نتيجة قبول طرف منها التصويت بالإيجاب على دستور 1996، مما جعل من يعرفون ب"الأطر" يقومون بتأسيس "الحزب الاشتراكي الديمقراطي" الذي انحل فيما بعد لينظم طرف منه إلى حزب "الاتحاد الاشتراكي". اندمجت "منظمة العمل الديمقراطي" في 2002 مع أربع مكونات حزبية يسارية لتشكيل "اليسار الموحد"، حيث لأول مرة سيتم العمل بالتيارات داخل الحزب الواحد في المغرب، وفي 2005 انظم إلى هذا الحزب "جمعية الوفاء للديمقراطية" التي انفصل أعضاؤها عن حزب "الاتحاد الاشتراكي" نتيجة ما عرفه المؤتمر السادس من صراعات كانت جلها نتيجة المشاركة فيما سمي بحكومة التناوب، ليصبح الحزب يحمل اسم "الحزب الاشتراكي الموحد"، ويصل إلى مؤتمره الثالث رغم أن جل مناضليه قد راكموا تجربة في العمل السياسي .. مناقشات وعرض الأرضيات أمام الرأي العام ليست السابقة الأولى التي ابتدعها هذا التنظيم الحزبي، فقد فعل نفس الشيء في المرة السابقة، وجعل مؤتمره السابق مفتوحا أمام الصحافيين، بل وتشكلت لجنة من المجتمع المدني المشهود له بالنزاهة الفكرية والنضالية لمتابعة كل مجريات المؤتمر والتحقق من إعمال كافة مبادئ الديمقراطية في تشكيل هيئاته التقريرية، واحترام كل الأسس التي وضعها الحزب من أجل ذلك. وقد أصدرت هذه اللجنة فيما بعد تقريرا إيجابيا حول تجاه ما جرى. ومن أجل عرض نموذج لما يعتمل في الحزب الآن من نقاشات ضرورية قبل المؤتمر، ينظم فرع الحزب بسيدي سليمان نقاشا يحضره مناضلو الحزب وعموم المواطنين يوم الأحد 14 نونبر 2010 بالخزانة البلدية على الساعة العاشرة صباحا.