قتل أربعة من ضباط الشرطة ورجل إطفاء ، عندما اقتحمت قوات الأمن المغربية مخيما لمحتجين من الصحراء في موقع أكبر مظاهرة معارضة للحكومة في عقود. وقالت جبهة البوليساريو التي تدعمها الجزائر والتي تسعى لإقامة دولة مستقلة في الصحراء الغربية، إن قوات الأمن المغربية قتلت ناشطا شابا عندما اقتحمت مخيما لمحتجين على أطراف مدينة العيون كبرى مدن الصحراء الغربية في الساعات الأولى للصباح. وأدى تدمير المخيم إلى خروج المحتجين إلى شوارع مدينة العيون قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء محادثات بوساطة الأممالمتحدة قرب نيويورك في محاولة لإنهاء الجمود بشأن قضية الصحراء التي كانت مستعمرة اسبانية وضمها المغرب في عام 1975. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين "إنه لمن المؤسف بشدة أن هذه العملية والأحداث السابقة واللاحقة لها أثروا على الأجواء التي تعقد فيها هذه المحادثات"، "ندعو جميع الأطراف المشاركة إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس في الساعات والأيام القادمة ". وطوال الشهر الماضي أقام آلاف المحتجين في مخيم على مشارف مدينة العيون للمطالبة بوظائف، وتحسين أحوال المعيشة مع تفادي التعرض للمشكلة السياسية للصحراء. وقال مسؤول أمني مغربي إن متظاهرون طعنوا حتى الموت شرطيا من قوات الأمن، ورجل إطفاء أثناء العملية التي قامت بها قوات الأمن لإخماد الاحتجاج في المخيم. وأضاف المسؤول نفسه في وقت لاحق أن ضابط بقوات الأمن وضابط شرطة أصيبا بجروح، أثناء العملية في المخيم توفيا في المستشفى متأثرين بجروحهما، مؤكدا ان أحدا من المحتجين، لم يقتل داخل المخيم الصحراوي ولا خارجه. وأوضحت بوليساريو في بيان صدر في الجزائر أن احد المحتجين قتل برصاص جنود من الجيش المغربي، ونفى المسؤول الأمني المغربي مقتل أي من المحتجين. وأوضح مسؤول أمني أن الأشخاص الذين فروا من المخيم احتجوا، بعد ذلك في شوارع مدينة العيون وأغلقوا الطرق بإحراق إطارات سيارات وإشعال النار في سيارات ورشق الشرطة بالحجارة. وتمثل الصحراء الغربية وهي منطقة قليلة السكان تقترب مساحتها من مساحة بريطانيا أطول نزاع على الأراضي تشهده إفريقيا . ويطالب المغرب بالسيادة على هذه المنطقة بينما تقول جبهة البوليساريو إن الصحراء الغربية دولة مستقلة. يذكر أن جبهة البوليساريو شنت حرب عصابات على المغرب إلى أن توسطت الأممالمتحدة في وقف لإطلاق النار عام 1991، ومنذ ذلك الحين لم تسفر عدة جولات من المحادثات عن تسوية.