العنوان حتما مستفز لكل من قرأه وفهم المثلية بمعناها الحديث ومقصودها المعاصر، ولهؤلاء أقول لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ، فعبد ربه متيم بالرجوع إلى الأصول ، محافظ إلى أوسط الحدود ، لذلك إن قدر الله واخترت لمقالاتي مثل هكذا موضوع فلن تكون المثلية عنوانا لها بقدر ما سيكون مصطلح اللواط حاضرا بقوة فيها لأنه أصل والرجوع إلى أصل الأشياء فضيلة أو هكذا علمنا ، أما الشذوذ والمثلية والانحراف الجنسي وغير ذلك من المسميات والاصطلاحات الخفيفة المخففة التي تزيغ بنا عن وضع النقاط على الحروف وتروم إلى التعايش مع ظواهر وأمراض يهتز لها عرش العليم الحكيم وينفر منها كل طبع سليم ويشمئز من فعلها كل ذي قلب مستقيم فلا شأن لي بها ، فاللواطي لواطي وليس مثلي وليس مثلك ولا نريد أن يكون أحد منا أو ممن نحب مثله ، عافنا الله وشفانا من كل الخبائث والأمراض . فهل أنت مثلي تنتمي إلى هذا الجيل الذي ظهرت فيه فئات من المجتمع المثقف تدعو إلى الاعتراف بحقوق اللواطيين في ممارسة فواحشهم جهرا دون مساءلتهم قانونيا على اعتبار أنهم أقلية ، والقوانين الدولية تدعو إلى احترام حقوقهم إن كنت تؤمن بالقوانين الدولية !!! وهل أنت مثلي تنتمي إلى جيل لما استوت عيدانه انقسم على نفسه وفكر كل واحد منه في نفسه ، فمنا الكافرون بالوطن اليائسون من الأمل التائهون بين أحضان فكر هدام يدعو إلى دعواه بعنف الجاهلية وبدعة التشدد ونبذ الآخر واستئصاله في حال الاختلاف مع روح دعواه وعدم الإيمان بأفكاره ومبادئه ، ومنا المهاجرون الفارون من جحيم الوطن الغفور الرحيم المستغلون لكل فرصة ومناسبة لإخراج السياط الجالدة لوطن آمنوا به وأحبوه حتى إذا تأخر في مبادلة الحب معهم ولم يعجل لهم قطف ثماره جلدوه أمام العيان جلد المنتقمين الغاشمين ورموه بما فيه وبما ليس فيه وما عدلوا أبدا ، ومنا من أكلته حيتان المحيطات وأسماك البحار في غمرة البحث عن سبل ودروب تحقق حلم الخلاص من قسوة وطن نحبه ويزدرينا ، ومنا من تلون بكل لون ومال مع كل ريح فتراه مرة لليسار ينتمي ومرة أخرى في أحضان اليمين يرتمي فهو لا يعرف الولاء ولا الإخلاص إلا لمن يدفع أكثر وما أكثر هؤلاء ممن يملكون ألف وجه ووجه ولا يملكون جرأة الثبات على موقف من المواقف أو الخجل من أنفسهم ولو لمرة !. هل أنت مثلي لا ترى الساسة في هذا البلد إلا أيام الحملات الانتخابية ، يستجدونك ، يستعطفونك ، يتقربون إليك ، يطمعون في صوتك وصوت أمك وأبيك وصاحبتك وأخيك وفصيلتك التي تؤويك ، صوت يدفعهم إلى احتراف التسول و " السعاية " في تلك الحملات فترق لأحوالهم كما لو أنهم لم يخونوا صوتا في يوم من الأيام ،وتقرر مع سبق الإصرار والترصد ودون تفكير في خطورة الأمر عدم منحهم صوتك الغالي مادام الصوت لا يساهم في تغيير الأحوال وما دامت الانتخابات من ألفها إلى يائها لا تبتعد عن حيز الضحك على الذقون . هل أنت مثلي تتساءل دائما وأبدا عن دور الوزير الأول في هذا البلد السعيد ، وعن قيمة الحكومة وقيمها المضافة ، وعن المغزى من وجود قبة تسمى عبثا بالبرلمان لا تتحرك إلا بأمر من فوق ، ولا تحرك أي ساكن ، ولا يحضر إليها إلا من يريد أن تأخذه سنة من نوم ، ولا يتكلم فيها إلا من يبحث عن التفاتة الكاميرات الوطنية لشخصه ، ولا يستبد بأرجائها إلا نقاش تافه عقيم يكون غالبا في واد وقضايا الوطن والمواطن الحقيقية في واد آخر . هل أنت مثلي تعلمت في المدارس العمومية وما استطعت الوقوف بها على قدميك لتجد نفسك في نهاية المطاف مجازا ودكتورا في فن من الفنون بزاد معرفي يحمل ميزة " مقبول " وبدون حرفة معينة ، تناضل من أجل وظيفة قد تأتي بعدما يفوتك قطار تكوين المستقبل ( من شقة وزوجة وأبناء وسيارة ... ) وقد لا تأتي إلا بعد تكسير الضلوع والعظام بهراوات المخزن قبالة القبة السالفة الذكر . هل أنت مثلي لا تكفيك دراهم الأجرة الشهرية ولا تقيك ولا تحميك من تقلبات الدهر ، لا تكمل الشهر إلا والقروض القرود متعلقة بك لا تفارقك ولا تنجلي عنك همومها بسبب ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة واستمرار وجود الفاسدين من حولك ممن أحلوا لأنفسهم جعل البلاد خاوية على عروشها " تصفر " لطغيانهم واستبدادهم وتبنيهم لاقتصاد الريع وما أدراك ما الريع ؟؟؟ هل أنت مثلي يحدث أن تعتريك اللوعات ويؤرقك السهاد لما يحدث في هذا الوطن الجميل من ظلم مسلط من الفوقيين على رقاب التحتيين ، ولما يوجد فيه من قانون لا يحمي المواطن المغلوب على أمره في حال الاحتكام إليه ولا يقف في أغلب فصوله ومجرياته وتجلياته إلا مع من له جدته أوأمه أوأبوه أو رائحة من شحم في " شاقور " السلطة ومقداتها الحادة . هل أنت مثلي تخشى على نفسك أو على أهلك في حال الخروج ليلا وفي بعض الأحيان حتى في وسط النهار من تربص قطاع الطرق بكم الدوائر ، قطاع طرق تخرجوا بشواهد عليا من سجون الحديث عنها وعن أساليب التعامل مع نزلائها وعن كيفية الاستفادة من العفو الملكي المخصص لبعض هؤلاء النزلاء وعن معظم الظواهر والمشاكل التي تختفي وراءها غابات من الفساد حديث ذو سجون لا شجون . هل أنت مثلي كنت تحلم بوطن عظيم كريم ملؤه العدالة والكرامة والحرية ، يتمتع فيه المواطن بحقوق المواطنة كاملة غير منقوصة ويحتكم فيه إلى دستور يرتضيه المواطنون وقوانين يختارها من اختاروه لتمثيلهم في قبة تمنح لها كافة الصلاحيات ، وطن تمشي فيه الظعينة بأمن وأمان لا يعتريها مكروه ولا يشار إليها بسوء سواء من البعيد أو من القريب ، وطن لا ظالم فيه ولا مظلوم ولا استعباد يسري في نواحيه ولا احتقار ولا استحمار يفرض على ساكنته ، فإذا بك تجد الوطن وثنا والحلم كابوسا والمواطنة شعارا والحرية والديمقراطية مجرد كلمات مجردة عن معانيها الحقة ، وإذا بالاحتقار والاستحمار والاستبداد والظلم واقع يعاش ويكتوى من نيرانه كل من سولت له نفسه الأمارة بالسوء محاولة ترجمة الأحلام إلى شيء ملموس . هل أنت مثلي ، لا تستنشق إلا سموما وهموما وأحزانا وأشجانا يحركها الظالمون مع نسيم الصباح وقبل غروب الشمس وعند غسق الليل ، تلعن الظلام وخفافيش الظلام ، تخاف من هكذا بوح ، وتمارس رقابة مسبقة على كلماتك ، وتخشى على نفسك من نطق ما يجول بخاطرك ، ولا ترى في الأفق إلا سوادا قادما قد يأتي على الأخضر واليابس إن استمر الحال على ما هو عليه ولم يتحرك المسؤولون لفك شفرات هذا الواقع المظلم والمؤلم . إذا كنت مثلي ، وأغلب الظن أنك مثلي ، فستنعت بأنك عدمي وظلامي وغير ذلك من النعوت والألقاب التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فلا يحزنك هذا الأمر ، ولا يستفزنك فاقد كل شيئ في هذا الوطن ، بل قم وابحث معي لهكذا وطن عن حلول قد تخرجه من ظلمات الأزمات المجمع عليها إلى نور وطن ينافس الأمم في احتلال الرتب المتقدمة في شتى المجالات والقطاعات التي تخدم الإنسان والإنسانية معا ، فهذا هو المطلوب منك ومني ومن كل مواطن شريف غيور على وطنه ... وإنما السيل اجتماع النقط . فهل أنت مثلي ؟؟؟ ... [email protected]