شهدت عملية توزيع الدقيق المدعم بجماعة "واد البور" بإقليم شيشاوة، أمس الجمعة 22 أكتوبر، فضيحة كبرى وإهانة لإنسانية ومواطنة سكان الجماعة الفقراء. حيث أن ساكنة الجماعة كانوا قد تعودوا على الحصول على حصص من الدقيق المدعم، وبمجرد فتح الأكياس حين وصولهم للمنازل يجدون دقيقا فاسدا يشبه الرماد. وقد سبق لهؤلاء السكان منذ أربع سنوات أن احتجوا على الطريقة التي يوزع بها حيث يتم احتكار توزيعه من طرف أحد سماسرة "البونات"،وكذا سبق لهم أن استنكروا انعدام جودة الدقيق وحصولهم على دقيق رديء لا تتوفر فيه أدنى الشروط الغذائية الصحية. ما حدث أمس، أن سكان دوار "واد البور" ومن باب "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين" أصروا أن يتم فتح أكياس الدقيق قبل تأدية ثمنها وذلك للتأكد من جودتها، غير أن المكلفين بالتوزيع رفضوا، وهكذا قام المستفيدون بفتح الأكياس بمجرد استلامها، وأمام مقر التوزيع، ليفاجئوا بدقيق تفوح منه رائحة كريهة و عبارة عن كثل صلبة ملئى بالدود والحشرات، دقيق تعافه البهائم فأحرى ببشر. أجج هذا من غضب الناس ورفضوا استلام الدقيق وطالبوا باستعادة أموالهم مما اضطر الموزعين لاستدعاء شاحنة أخرى تحمل دقيقا آخر. رغم ذلك استبد الشعور بالغضب والغبن وعلت مطالبات بالتحقيق في هذه الفضائح والتي كان من الممكن أن تذهب ضحيتها أرواح أو يصاب الناس بأمراض وتسممات. وتساءل الجميع عن غياب مصلحة مراقبة الأسعار والجودة وكذلك غياب دور السلطات المحلية وعن مدى اهتمام المعنيين بالأمر بصحة وسلامة المواطن..