خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية بداخل القاعدة الجوية ببنسليمان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاحات الفاسدة بالعرائش!

هل هي مدينة ملعونة أم قدرها المحتوم هو الجفاء والحرمان؟
هل الرداءة صناعة عرائشية محضة؟
هل العرائش مدينة مغربية أم مدينة فلسطينية منكوبة من طرف الإسرائيليين!
بل هل العرائش مدينة لا يريدها المركز إلا أن تكون خرابا وفسادا!
أم أن المسألة تتعلق ب كيفما كنتم يولى عليكم؟
وهل تعاقب المدن المغربية العريقة على حضارتها وجرعتها الزائدة من التحضر والتاريخ؟
(كالقصر الكبر، وزان، آزمور...).
فتاريخيا؛ وفي الماضي سلمت المدينة، من طرف أحمد المتوكل السعدي ضدا على أخويه أحمد المنصور وعبد الملك السعدي في الصراع على حكم المغرب، والتي كانت سببا في معركة عظيمة في تاريخ المغرب وتاريخ الإسلام؛ إنها "معركة وادي المخازن".
ومرة أخرى سلمها محمد الشيخ المأمون السعدي للإسبان، فبقوا بها ثمانين سنة إلى أن حررها المولى إسماعيل العلوي.
و في الثمانينات دخلها العامل "بوسيف" في أول عمالة بالعرائش حاملا سيفه ليوزعها كالكعكة على كل الفاسدين من كل حدب وصوب.
و منذ التسعينات إلى اليوم، إبن من أبناءها "عبد الإله حسيسن"، جلب إليها أقواما من عرب بني هلال وجشم و بني سفيان! من تيفلت والرماني، وخريبكة، وزحيليقة!.. لأسباب انتخابية دنيئة.. فضمن للعرائش بذلك جملة من المشاكل كانت العرائش في غنى عنها زمن الأمن والنظافة والسلام. فحطمت العرائش في عهده رقما قياسيا في الإجرام والفساد والتطاول في البنيان على حساب مسرح وقاعات العرائش السينمائية، وبناياتها التاريخية. جلب إليها صناعة محلية من الطراز الرفيع تتمثل في دزينة من أحياء الصفيح المبثوثة هنا وهناك، وامتلأت المدينة بمئات "السيرورات" والمجرمين و"الشمكارة"، والباعة المتجولين، وأصحاب الكراريس الذين يمارسون حروب الكر والفر يوميا مع السلطات المحلية، والعشرات من "الشفارة"، إلى أن انتقلت العرائش من مدينة يضرب بها المثل في الأمن والأمان إلى مدينة يضرب بها المثل في الإجرام والأزبال، فانتزعت عن جدارة واستحقاق لقب "مزبلة المدن".
و اليوم، هاهو الوزير الأول المغربي "عباس الفاسي" يوم نجح في الانتخابات وغادر العرائش وولى هاربا لم يعد إليها قط ولو لساعة من الزمن!
واليوم اليوم! لا شيء يكتمل في هذه المدينة الملعونة وإن اكتمل فهو كارثة ليست محلية بل وطنية، لا بل إنسانية.
إن العرائش وما يقع في العرائش هو حديث الساعة في المقاهي والفورومات اليوم...
و حتى يفهم الرأي العام الوطني هو الآخر حجم الكارثة الحضارية وجرائم الفساد التي تعيشها واحدة من أقدم حواضر المغرب إليكم بعضا من نماذج الفساد والخراب العلني والتدمير القصدي لكل ما هو جميل حضاري وعريق في هذه المدينة الجوهرة سابقا المزبلة حاليا...
ملعب أولمبيكا
استبشر العرائشيون والمجتمع الرياضي العرائشي بالخصوص خيرا لفكرة الملعب البلدي الذي كان مزمعا بناءه داخل غابة أولمبيكا (ملعب الفروسية القديم)، لكن خيبة الأمل ككل مرة كانت هي النتيجة النهائية، ترك أطلالا يتجمع فيها المتسكعون وقطاع الطرق.
برج الفتح
من زمن الفتوحات والتألق المغربي والجهاد البحري والقراصنة ودور العرائش الرائد كمدينة جهادية وبحرية وتجارية مزدهرة.. هاهو اليوم "حصن من أعظم حصون الدنيا" كما يصفه المؤرخ "عبد العزيز الفشتالي" في مؤلفه حول الدولة السعدية "مناهل الصفا في دولة موالينا الشرفاء"في القرن 16م، يتحول إلى "سبيطار ديال الحومق"، أتعرفون لماذا سمي بذلك، ببساطة لأنه بعد خروج الاستعمار الإسباني من العرائش وتخلي الوطن المستقل عليه! وتركه للخراب والإهمال، أصبح محجا للمجانين وخربة يجتمع فيها المشردون والمجرمون وموطنا للفساد بكل أنواعه.
قلعة يزيد عمرها عن خمس قرون تركت للخراب ومكر التاريخ وجفاء البشر... فهل هناك احتقار لشعب من الشعوب على وجه الأرض لتاريخه وتراثه أكثر من هذا...
مشروع هذا الحصن والقلعة الرهيبة هو الآخر كان صدمة للعرائشيين، فلم تبدأ الأشغال به حتى انتهت! والمشروع بدل أن يقوم بإنجازه بورجوازي أو مقاول مغربي غيور على الوطن وعلى تراث وتاريخ الوطن فوت لإسباني! لا ندري أي وطنية في ترك كنز عمره أزيد من خمسة قرون لإسباني يعبث به ويتركه للضياع!
وحين تمر بجانب الحصن من الجهة السفلية من جهة البحر، فإنك تفاجأ ببناء جديد بالآجور والإسمنت لا علاقة ولا انسجام مع القلعة الأثرية. فقد شوه المنظر الأثري العام للحصن التاريخي والتي حافظ عليها لمدة قرون في الواقع وفي الصور الملتقطة له إلى أن جاء زمن الإصلاح الغبي..
عقبة لالة زوينة
يقول "الجهلة" أن لالة زوينة لا تريد ذلك! لذلك لم يكتب لتلك العقبة أن تنجز للمرات الخمسة التي خسرت فيها ميزانية دافعي الضرائب بالعرائش. فهل يعقل أيها الجهلة أن لا تريد ولية من أولياء الله الإصلاح! هل تحارب لالة زوينة الإصلاح و تساند الفساد!
ويقول "العقلاء" أن البلدية والعمالة والمسئولون عموما على العرائش يعرفون ماذا يفعلون! لأن في إعادة إصلاح نفس المكان أكثر من خمس مرات حكمة لا يعرفها إلا الراسخون في الفساد.
هذه الميزانيات الخمس لو كانت جمعت لهيأ بها قنطرة من العقبة نفسها حتى رأس فارونة!
لقد حطم هذا الطريق الرقم القياسي في عدد مرات الإصلاح! وأصبح مضرب الأمثال لدى ساكنة مدينة العرائش في الضحك على الذقون والاستهزاء بالشعب وضياع المال العام.
الرومبوان أو قلب العرائش
ساحة التحرير أو ساحة إسبانيا؛ اقترحت علينا السيدة بثينة المهندسة "العرائشية"! أن نزيل الأخضر ونزرع اليابس، وأن نبلط المكان تبليطا فصدقناها فكانت النتيجة أسوء مما كان عليه الرومبوان السابق، لكن بثمن 300 مليون هذه المرة! وحتى نوع الإضاءة المدسوسة في الأرض أبت إلا أن تكون من النوع الرديء الذي لم أر مثله في أي مدينة من مدن المغرب التي زرتها. لقد قرروا أن يعموا عيونكم أيها العرائشيون لكي لا تروا الحقيقة، حقيقة تدمير ما تبقى من تاريخ وحضارة في هذه المدينة.
و إذا كنت من زوار الساحة التاريخية فإني أنبهك أنها لم تبق آمنة كما كانت، لأنها مليئة بالثغور والحفر، رغم أنهم انتهوا من إنجازها للتو! فأمسك أطفالك وصغارك جيدا حتى لا تضطر لإنقاذهم من الموت المحقق.
ما أروع النافورة التي أنجزت في هذا الروموان، إنها كالوحش المخيف الذي يشتغل كالمجنون حسب مزاجه.. وإن اشتغل.. فأبشر بالفياضانات التي يلعب داخلها الأطفال!
والله إن القلب يحزن والعين تدمع لما تطأ قدماي ساحة الرومبوان جراء استبدال الجمال والتاريخ بالخراب والبشاعة.
باركو أطلانتيكو
أو الشرفة الأطلسية، تعدى عليها "طاشرون" محلي لا يصلح عند الأمم التي تحترم نفسها إلا للهدم وحمل الأتربة، فكانت النتيجة اجتثاثا للأحراش الطبيعية التي كانت تلعب دور امتصاص الرطوبة العالية الصاعدة من البحر وتضفي شاعرية على المكان، وزرع في مكانها بلاطات إسمنتية وأعمدة كثيرة تشوه المنظر وتحجب عنك صفاء رؤية المحيط الأزرق المترامي الأطراف.
وحده المحيط وبعض الحدائق البسيطة كان كافيا لخلق جو رومانسي على الشرفة.. دون كثرة أعمدة و كأنك في الأكروبوليس بإحدى المدن الرومانية العتيقة...
و الغريب في الأمر أن العرائش تعلو عن البحر بحوالي 12 مترا، ولم يكن تعميق الشرفة الجديدة بالشكل الذي لا يجعل تلك الأعمدة تشوش عليك رؤية والتملي بالمحيط الذي تربطه بالعرائشيين علاقة حب وصداقة طويلة!
وهل هناك من غرائب الزمان أكثر من مشروع عرائشي يخص منطقة عريقة وسياحية كالشرفة الأطلسية المتنفس الحقيقي لأبناء المدينة وزوارها، وأعمال الهدم والردم سائرة فيه على قدم وساق فيها بدون تعليق أي يافطات كالتي نراها في المدن التي تحترم نفسها وتحترم مواطينها ساكنتها.
يافطات كبيرة تعلق عليها بيانات ومعطيات تقنية وفنية وزمنية، فيعرف المواطن المتتبع لمدينته والحريص على مصالحها اسم المشروع، واسم صاحب المشروع، والجهات المتدخلة في المشروع، ومهندس أو مهندسي المشروع، وتكلفة المشروع، و الزمن! الأقصى لإنجاز المشروع فقد سمعت من العرائشيين أن الوقت المحدد للمشروع انتهى والمشروع لم ينجز بعد!
الحاصول؛ إنها المهزلة في واضحة النهار والضحك على ذقون العرائشيين وكرامتهم.
رحبة الزرع
أو ساحة الشهداء، وساعتها الشهيرة! شهيرة لأنها غير موجودة رغم أنها حديثة البناء! ومن الغرائب والعجائب في هذه المدينة المجنونة أن ساعة الكوماندانسيا لم تدر عقاربها منذ خرج الناس المتحضرون (الإسبان). ولما عوضوا ب"المتخلفين"(المغاربة) زمن الاستقلال فاقتلعت من مكانها إلى المجهول! ثم ساعة الكنيسة أيضا كان مصيرها التوقف أو التوقيف على الأصح رغم أنها مقابلة تماما لقصر البلدية!
نستغرب كيف لهؤلاء المصلحين العباقرة أن يزرعوا نصبا لساعة تذكارية يكون فيها العمود الإسمنتي الحامل لها موجودا دون أن توجد الساعة نفسها! ربما تكون ميزانية الساعة الكبيرة الثمينة في جيب أحد المسئولين؟ من يدري!
ثم أنتم لم تهتموا أيها القوم الهمج بساعاتكم القديمة فبالأحرى الاهتمام بساعة حديثة. ولما أنتم لا تحبون الساعات لأنكم شعب لا يحترم الوقت والزمن لماذا تنشئون ساعة في ساحة عمومية دون أن تشغلوها! صحيح أنه لا يمكن لشعب أن يضع في ساحاته العمومية إلا الأشياء التي تعبر عنه ونحن مميزون في هذه النقطة لأننا نملأ ساحاتنا فعلا بما يعبر عن جهلنا بما لذ وطاب من المضحكات والعجائب والغرائب...
أما تلك الكراسي الجميلة التي كانت تزين الساحة والخضرة الرائعة التي تخضب راحتها، فأزيل كل شيء... و"اللي بغا يجلس ولا يرتاح يجلس ويرتاح فدارهم"!
المنتجع السياحي
كل المنتجعات الأربع الأخرى التي تدخل في إطار المخطط الزرق اكتملت ودشنت إلا "مسخوطة الوالدين" ديال العرائش.
الشيء الوحيد المضمون الذي حققه المسئولون لشاطئ العرائش الإسباني التصميم، أنهم استجلبوا إليها البيلدوزارات وآلات الهدم، وما بين ليلة وضحاها، حتى استفاق ساكنة العرائش عن كارثة حقيقية، فبعدما كانوا يصطافون ويصيفون في جنة من المرافق والمقاهي والمساكن للكراء والدكاكين والأكشاك، أصبحت الدنيا قاحلة! بل أكثر من ذلك ترك حجر الردم وبقايا الجدران والبيوت المهدومة في طريق جحافل المصطافين.
نستنتج دائما أن اللغة الأساسية التي يتقنها المخزن هي لغة الهدم والتدمير الحضري والحضاري بدل البناء والتهيئة...
و الأسوأ كما يستنتج أبناء العرائش قادم... يوم سيصبح الشاطئ البلدي خاصا لا يرتاده إلا أبناء الذوات!
شارع محمد الخامس
المسكين الذي كان شارعا ينعم برومانسية لا مثيل لها، تحف به الخضرة والورود من جنباته، والطير يغرد فرحا بأغصانه، ومسك الليل يعطر أرصفته، فيمشي المواطن العرائشي منتشيا وكأنه في حديقة لا تنتهي، في شارع لا ينتهي..
هاهو اليوم انضاف إلى لائحة المغضوب عليهم وجرد من جماله ورونقه وانضاف إلى قائمة المعالم العرائشية "المعربنة". لا ورد يخفف عنك حرارة الشمس ولا رومانسية تعيشها في الشتاء، ولا مسك الليل يذكرك بالأيام الخوالي.. أيام "العز" التي انقلبت إلى أيام "الخنز"!
أيها الرأي الوطني لم تنته الرحلة، رحلة الفساد... فمازال هناك مفاجئة كبرى، فلتتفضلوا معي إلى أعرق المدن الأثرية المغربية لتروا ماذا يقع بداخلها..
تعالوا.. تفضلوا !!
و جاء دور ليكسوس!
لم يكن المجتمع المدني والرأي العام العرائشي يتوقع أن تصل الوقاحة بالمخزن والمسئولين بعد تدميرهم للعديد من رموز المدينة التاريخية أن تصل أيديهم القذرة إلى مدينة ليكسوس الأثرية الكنز الوطني بل الإنساني، ولم يكن يظن أن درجة عدم احترام المغربي لتراثه وإرثه الحضاري ستصل إلى حد التشويه والعبث بهذا الكنز الإنساني الفريد...
فبعد التهميش و الإهمال التام الذي عمره هو عمر سنوات الاستقلال التي تجاوز نصف القرن.. وبعد ما أخذت عوامل الطبيعة، وعبث البشر، والتطاول على كنوز هذه المدينة الأثرية..
وبعد أن ذهبت فسيفساء أوقيانوس (إله المحيط) العظيمة المتميزة جراء هذا الإهمال..
وبعد ان أصبحت مدينة من أعظم مدن الدنيا التاريخية لعراقتها و حجمها و قيمتها التاريخية و كنوزها المكتشفة لحد الآن و التي تملأ متاحف الوطن و متاحف العالم مكانا لرعي المواشي..
ها قد جاء دور المخزن ليساهم بدوره الرسمي في تشويه هذه المعلمة، لقد ضاقت به الأراضي المترامية بالقرب من ليكسوس ومن كل جانب ليشرع في بناء محافظة ومسكن للمحافظ بداخل المدينة الأثرية من الياجور والإسمنت... "الفقيه اللي كنتسناو براكتو دخل للجامع ببلغتو" في إشارة لوزارة الثقافة الوصية على مآثر وتراث وكنوز الوطن... التي لم تحرك ساكنا في الموضوع لحدود الآن...
فإلى متى ستستمر مؤامرة الصمت المقيت هاته؟ إلى متى سيستمر هذا الصمت الجماعي وهذا الموقف المتفرج والمخزون الحضاري العرائشي يستنزف وفي طريقه إلى الانقراض وإلى الأبد، بشكل لا ينفع معه البكاء على الأطلال على شاكلة شعراء الجاهلية.
هاهو الدور قد وصل إلى "الشميس"... هاهي معاول البربرية تدمر ما بناه أسياد التاريخ، هاهو المخزن البليد ضاقت به الدنيا حتى يبني على أنقاض كنوز التاريخ بإسمنته المسلح الذي لا يعرف لغة غيره.
هيا يا أبناء العرائش انتفضوا، ثوروا، اصرخوا عاليا، نددوا، استنكروا، افضحوا، و إن لم تستطيعوا ذلك جميعا على الأقل فلتكن لكم الشجاعة لقول كلمة واحدة... لا ! على أبواب عمالتكم و قصر بلديتكم...س.. هاهي معاول البربرية تدمر ما بناه أسياد التاريخ، ها هو المخزن البليد ضاقت به الدنيا للبناء حتى يبني على أنقاض كنوز التاريخ بإسمنته المسلح الذي لا يعرف لغة غيره...هيا يا أبناء العرائش انتفضوا، ثوروا، اصرخوا عاليا، نددوا، استنكروا، إفضحوا، و إن لم تستطيعوا ذلك جميعا على الأقل فلتكن لكم الشجاعة لقول كلمة واحدة..... لا !!!
..س.. هاهي معاول البربرية تدمر ما بناه أسياد التاريخ، ها هو المخزن البليد ضاقت به الدنيا للبناء حتى يبني على أنقاض كنوز التاريخ بإسمنته المسلح الذي لا يعرف لغة غيره...هيا يا أبناء العرائش انتفضوا، ثوروا، اصرخوا عاليا، نددوا، استنكروا، إفضحوا، و إن لم تستطيعوا ذلك جميعا على الأقل فلتكن لكم الشجاعة لقول كلمة واحدة..... لا !!..س.. هاهي معاول البربرية تدمر ما بناه أسياد التاريخ، ها هو المخزن البليد ضاقت به الدنيا للبناء حتى يبني على أنقاض كنوز التاريخ بإسمنته المسلح الذي لا يعرف لغة غيره...هيا يا أبناء العرائش انتفضوا، ثوروا، اصرخوا عاليا، نددوا، استنكروا، إفضحوا، و إن لم تستطيعوا ذلك جميعا على الأقل فلتكن لكم الشجاعة لقول كلمة آه يا العرائش!
وداعا يا فصل الربيع في العرائش ومرحى بفصل الصيف الدائم! وداعا يا رومانسية ومرحى ب"سوق أربعاء" أخرى! وداعا للجمال ومرحى بالرداءة والقبح والبشاعة، وداعا يا بيوت العرائش الصغيرة الملحفة بالزرقة والبياض ودوالي العنب، ومرحى بالعمارات الحجرية البربرية المتوحشة التي تحجب النور والشمس وتؤسس للربو والحساسية...
قلوب العرائشيين تتألم، وقصائد الرثاء تتكاثر، وجنازة دفن معالم المدينة مستمرة، والبكاء والعويل لا يتوقف.
حذار يا أبناء العرائش.. تتحاورون وتشكون وتبكون على مخزن بدون قلب أو عقل. لا يعترف إلا بالاقتحامات والتظاهرات إن هي أفلحت معه!
إن المواطن العرائشي يستغرب كل الاستغراب أمام المفارقة التي يعيشها قبالة عينيه، فالمشاريع الناجحة هي التي كان للإسبان يد فيها:
- السوق المركزي.
- المقبرة العسكرية الإسبانية.
- ساحة مسجد الأنوار بالقصبة.
- عمارة سنطرال.
سبحان الله! من الواضح جدا أن الرداءة صناعة محلية بينما الإتقان والجودة بصمة إسبانية أو غربية على العموم!
إن العرائش تتوحد في الدعاء اليوم وبصوت جماعي ولسان حالها يقول: "الله يعطي لعرايش شي زلزال يضربها ويجيب سفاها على علاها، ويكون أخطر من زلزال الحسيمة الأخير على سلم رايشتر"... آمين.
فرجاء اتركوا العرائش بسلام، اتركوها كما هي، اعفوها من إصلاحاتكم. ها العار!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.