حالة المركز الهاتفي لاتصالات المغرب ليست بمنأى عن التسيب والخروقات التي تشهدها مجموعة من المؤسسات الإدارية والمنتخبة بمدينة تازة، إذ يعرف المركز المذكور مزاجية في التسيير وشططاً في استعمال السلطة وتنصلاً من المسؤولية...، بحيث يعمد بعض رؤساء المصالح التابعة للمديرية الجهوية لاتصالات المغرب بفاس إلى اعتماد أساليب، تعود لسنوات الرصاص من قبيل الترهيب والوعيد في حق المستخدمين، ويبقى التهرب من التصريح بحوادث الشغل، والامتناع عن المتابعة الصحية للمستخدمين ضحايا هذه الحوادث، من بين أهم المشاكل المكدسة على رفوف مكاتب المسؤولين محليا وجهويا... وأمام هذا الوضع اللامسؤول، عمد بعض المستخدمين إلى اتخاذ خطوات عبر التكتل في إطارات نقابية للمطالبة بحقوقهم المهضومة، والدخول في اعتصام مفتوح، كما هو الحال بالنسبة للسيد محمد الحميدي (الكاتب المحلي لفرع البريد والاتصالات المنضوي تحت لواء الفدرالية الديمقراطية للشغل بتازة)، الذي يخوض منذ أيام اعتصاما مفتوحا على خلفية ما تعرض له من تجاهل من قبل المسؤولين المباشرين بالمركز الهاتفي لاتصالات المغرب بتازة، على إثر استنشاقه لمادة كيماوية تستعمل للتنظيف بمقر عمله تسببت له في اختناق على مستوى الجهاز التنفسي، تطلب معه نقله أكثر من مرة على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن باجة. وأمام إصرار الإدارة على تجاهل حالته الصحية، عمد المستخدم إلى الدخول في اعتصام مفتوح ابتداء من يوم الخميس 26 غشت 2010 أمام بوابة المركز الهاتفي لاتصالات المغرب بتازة، مدعوماً ومؤازرا من قبل مجموعة من الهيئات والتنظيمات النقابية والجمعوية والحقوقية والإعلامية ومستخدمين بريديين واتصالاتيين، منها : - الفدرالية الديمقراطية للشغل - الاتحاد الوطني للشغل - الهيئة الوطنية لحماية المال العام - جمعية داركم للمهاجرين المغاربة - جمعية أنير للتنمية الاجتماعية - الجمعية المغربية لحقوق الإنسان - النادي التازي للصحافة ولم تثن هذه المؤازرة الوازنة رئيس المركز الهاتفي، الذي ثارت ثائرته وأقدم بشكل جنوني ينم عن حقد دفين وضغينة للعمل النقابي عامة وللفدرالية الديمقراطية للشغل بتازة خاصة، بحيث عمد إلى تمزيق شعار ولافتة المؤازرة، متجاوزا بذلك حدود اللباقة، ضاربا عرض الحائط القوانين المنظمة للعمل النقابي، لافتا انتباه العام والخاص إلى جهله التام للمراسيم والقوانين المعمول بها، وحنينه إلى زمن ولى واندحر (وللفدرالية في ذلك بيان وكلام...)، ولم يكتف بذلك، بل تجاوز حدود المهام المنوطة به لتتفتق عبقريته بأسلوب استفزازي وتهديدي للمعتصم، ملوحاً بالطرد إن هو رفض استئناف العمل. وعلى إثر الجدال الذي رافق عملية التمزيق واحتجاج ممثلي الفدرالية الديمقراطية للشغل وباقي الهيئات لدى رئيس المركز وممثل السلطات المحلية في شخص السيد الباشا، وأمام استغراب الحاضرين من المؤازرين والمارة لهذا السلوك الغريب لرئيس المركز الهاتفي، حضر لمعاينة الحادث عون السلطة تلاه حضور قائد المقاطعة الثانية وممثلو الضابطة القضائية، الذين حرروا محضرا في الموضوع. ورغم أن اليوم كان رمضانيا شديد الحرارة، إلا أن ذلك لم يثن المستخدم على الصمود والإصرار على مواصلة اعتصامه، وإن كانت وضعيته الصحية والنفسية لا تسمح بذلك، وهو ما انعكس على قواه الجسدية التي أخذت في الانهيار تدريجياً، اضطر معه المعني بالأمر إلى الجلوس أرضا تحت لفح الشمس إلى أن أغمي عليه، وأمام هذا الوضع سارع مؤازرو المعتصم ورجال الضابطة القضائية إلى استدعاء رجال الوقاية المدنية على وجه السرعة، ليتم نقل المغمى عليه إلى قسم المستعجلات بمستشفى ابن باجةبتازة... وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تم تحويله على قسم طب الرجال ليتلقى العناية الطبية المطلوبة تحت إشراف الطاقم الطبي العامل بالقسم... وعلاقة بالموضوع توصلنا ببيان للفدرالية الديمقراطية للشغل بتازة، عبرت من خلاله عن امتعاضها الشديد للطريقة التي عُمِل بها المستخدم محمد الحميدي بعد تعرضه لحادثة شغل بالمركز الهاتفي لاتصالات المغرب بتازة، بعد استنفاذه لكل المحاولات الرامية إلى إثارة الانتباه إلى حالته الصحية، كما شجب البيان وبأسلوب شديد اللهجة إقدام رئيس المركز على تمزيق لافتة تحمل رمز الفدرالية الديمقراطية للشغل، وهو ما اعتبره السيد محمد مزيوقة الكاتب الجهوي للنقابة "ترمضينة نقابية" وسلوك غير مسؤول يصدر عن رئيس مركز، كان من المفروض أن يتحلى بقليل من المسؤولية والرزانة، وعلى وعي ودراية بالعواقب التي قد تنجُم عن احتقاره للعمل النقابي، الذي يخضع ويعمل وفق القوانين المنظمة له، في بلد أصبح يتجند فيه الكل ملكاً وشعباً ومؤسسات لبناء مغرب المستقبل، وقطع أشواطا مهمة في ما يتعلق بماضي انتهاكات حقوق الإنسان يضيف الكاتب الجهوي. كما توصلنا بلائحة تضامنية واسعة مع المستخدم محمد الحميدي تضم أشخاص ينتمون إلى حساسيات مختلفة من المجتمع المدني وكذا اتصالاتيين وبريديين. مدير نشر توازا.كوم