في تعقيبه على إعلان العاهل المغربي أن بلاده لن تفرط في شبر من الصحراء الغربية ، وصف محمد عبد العزيز الأمين العام لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية عن المغرب خطاب الملك محمد السادس بمثابة اعتداء صارخ وحرب شعواء على الشعب الصحراوي. ودعا عبد العزيز في حوار مع الإذاعة الجزائرية الأحد الأممالمتحدة إلى فرض عقوبات سياسية واقتصادية على المغرب. وتابع أن خطاب الملك محمد السادس يكرس موقف المغرب المتعنت والمنافي لقرارات الإتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي مما يدعو الأممالمتحدة إلى استخلاص الدروس وتحمل مسئولياتها لحماية قراراتها والتزاماتها. وأضاف أن هذا الخطاب يمثل العودة مرة ثانية لسياسة الملف المطوي الذي انتهجه النظام المغربي منذ السبعينيات والذي لا يقبل معه أي نقاش. وأشار عبد العزيز إلى أن مبادرة الحكم الذاتي هي تكريس للاحتلال اللاشرعي للصحراء الغربية ، مؤكدا استنكاره الشديد لهذا الموقف المغربي الذي أغلق كل أبواب الحوار وعرقل مسار المفاوضات بين الجانبين إضافة إلى نسفه لكل جهود السلام التي تسعى إليها الأممالمتحدة في المنطقة. وحذر المغرب من عواقب وخيمة جراء هذا الموقف الذي وصفه ب"الاستعماري الخطير" ، متهما المغرب بعرقلة استئناف المفاوضات بين الطرفين في جولتها الخامسة. وكان الملك محمد السادس أكد يوم الجمعة الموافق 30 يوليو في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الحادية عشرة لتوليه العرش تمسكه بمبادرة الحكم الذاتي التي كان أطلقها قبل أربع سنوات لتسوية مشكلة الصحراء الغربية ، متهما في ذات السياق الجزائر بالعمل على نسف تلك المبادرة. وشدد على أن المغرب لن يفرط في شبر من صحرائه ، موضحا أن المغرب سيظل مدافعا عن سيادته ووحدته ولن يفرط في شبر من الصحراء الغربية التي تسببت منذ عقود في اندلاع صراع بين الرباط وجبهة البوليساريو التي تحظى بدعم جزائري ". وبعدما أبدى حرصه على سيادة المغرب على الصحراء الغربية ، شن الملك محمد السادس هجوما حادا على الجزائر ، وقال إنها تسير في معاكسة منطق التاريخ ، في إشارة إلى سيادة المغرب على الصحراء الغربية. كما اتهمها بممارسة ما وصفه ب"مناورات يائسة"بهدف إجهاض مشروع الرباط لمعالجة قضية الصحراء الغربية "نقطة الخلاف المركزية بين البلدين " من خلال الحكم الذاتي. وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن الملك محمد السادس أكد أيضا حرص المغرب على مواصلة التشاور والتنسيق لتعميق العلاقات الثنائية مع الدول المغاربية الشقيقة وذلك في انتظار أن تتخلى الجزائر عما أسماه معاكسة منطق التاريخ والجغرافيا والمشروعية بشأن قضية الصحراء المغربية. وبعد ساعات من إعلان العاهل المغربي الملك محمد السادس أن بلاده لن تفرط في شبر من الصحراء الغربية ، أصدرت جبهة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو" بيانا يوم السبت الموافق 31 يوليو حذرت خلاله من أن خطاب العاهل المغربي يؤجج "نار الحرب والتوترات في منطقة المغرب العربي". ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن البيان القول :" إن خطاب العاهل المغربي يكرس سياسة المغرب التوسعية التي ينتهجها منذ أكثر من 35 عاما ومن شأنه أن يؤجج نار الحرب والتوترات في المنطقة". وأضاف بيان جبهة البوليساريو أن خطاب العاهل المغربي لا يدل على أي إرادة في التعاون بشكل بناء لصالح السلام الدائم والنهائي طبقا للشرعية الدولية ، ودعا الحكومة المغربية إلى تحمل مسئولياتها تجاه تبعات هذا الموقف كما دعا الأممالمتحدة إلى الإسراع في إزالة "الاستعمار" عن الصحراء الغربية لتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير مصيره وحقه في الاستقلال. يذكر أن المغرب ضم الصحراء الغربية وهي مستعمرة إسبانية سابقا في عام 1975 بعد خروج القوات الإسبانية منها وبدأت في العام ذاته حرب بين الجيش المغربي والبوليساريو المدعومة من الجزائر انتهت في 1991 بوقف لإطلاق النار لم تتبعه تسوية سياسية. ويصر المغرب على عدم مناقشة خيار تقرير المصير ويقول إن ما يقبل مناقشته هو حكم ذاتي موسع لما يسميه أقاليمه الجنوبية ، هذا فيما تصر البوليساريو على استفتاء حول تقرير مصير المنطقة وأن الحكم الذاتي يجب أن يكون أحد الخيارات المطروحة في الاستفتاء الذي تشرف عليه الأممالمتحدة وليس الخيار الوحيد. وكانت الجزائر والمغرب خاضتا مواجهة عسكرية فيما يعرف ب"حرب الرمال" في أكتوبر/تشرين الأول من عام 1963بعد خلاف حدودي تركز في مناطق غنية بالثروات الطبيعة مثل تندوف وحاسي بيضة وانتهت المعارك في نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه بعد وساطة إفريقية. ومنذ ذلك الحين ، تدعم الجزائر قوى تنادي بالاستقلال في منطقة الصحراء الغربية الواقعة جنوب المغرب والتي تؤكد الرباط أنها جزء من أراضيها .