بدون خجل أو حد أدنى من ماء الوجه قامت المحكمة الإماراتية بتبرئة الأمير عيسى آل نهيان الذي لن ينتهي من فضيحته في تعذيب أحد الأشخاص بأبشع أنواع التعاذيب واغتصابه بطريقة قذرة تنم عن قدر الأمير . طبعا , فكل الأدلة غير كافية كالعادة وإن كانت بالصوت والصورة يشاهدها القاصي والداني على الأنترنيت . ومتى كان الأمراء يدانون في العالم الثالث , في دول الديكتاتوريات والقمع ؟ هي ليست مشكلة عيسى آل نهيان فقط , بل هي مأساة فريق من عيساوة يعيشون في أوطاننا . وبدل أن يحاكم الأمير كالعادة سيحاكم الذي التقط الفيديو بتهمة التصوير الغير مرخص به , وليس بعيدا محاكمة الشخص الذي تم تعذيبه بتهمة تضييع أعصاب الأمير وإتلافها ... ذلك لا يحدث في الإمارات فقط , بل في كل بلداننا الديكتاتورية , فكل من سولت له نفسه ان يقول لا للعائلات الحاكمة سيكون مصيره مشابه تماما لما حدث مع صاحبنا في الفيديو . المغرب أيضا ليس بعيدا عن الدائرة , عرفنا ونعرف كل يوم بحادثة مماثلة لا تقل بشاعة , فهذا اليعقوبي زوج عمة الملك يطلق النار بكل حرية على المواطنين في عز شمس النهار , وتلك خالة الملك تقلد أفلام الفتوة المصرية وتتهجم بالسكاكين على امرأة لا تحبها , الأمر بالبداهة لا يخص فقط الملوك والامراء بل العائلات القريبة منهم , ولو كان من قبيل رائحة الشحم في الشاقور كما يقول المثل المغربي . فهذه ليلى بنت الزعيم النقابي المحجوب بن الصديق الأمين العام للإتحاد المغربي للشغل تدهس عمالها بسيارتها الفارهة لأنهم قرروا المطالبة بأجورهم,وتلك مارية بنجلون بنت الوزير السابق عبد المجيد بنجلون تدهس شرطية بسيارتها أيضا عمدا بعدما أصابها بعض القلق حينما أوقفتها .. والآخر ابن والي كلميم يقتل شخصا بسيارته ويدهس أشخاصا آخرين من بينهم شرطيا.كل أولئك الضحايا هم رقم آخر من أرقام ضحايا تلك العائلات المحسوبة على الدرجة الأولى ... هذا فقط غيض من فيض , سقناه فقط كأمثلة من حوادث لا تنتهي , وطبعا , يمكنكم أن تخمنوا مصير كل تلك القضايا في المحاكم , إنها نسخة كربونية من براءة أميرنا عيسى آل نهيان ... الإنسان في العالم الديكتاتوري ليس بنفس المرتبة . ثمة الناس الذين هم من الدرجة الأولى , وثمة كائنات , فقط هم كائنات تتنفس الهواء بمرارة , هم كائنات بلا درجة ولا وجود في نظر أولئك الديكتاتوريين ومحاكمهم التي تشبه مسرحيات من الكوميديا السوداء ... الحال عبر عنه الكثير من المثقفين بسخرية تحاكي ما يحدث على مستوى الواقع . كقصيدة كلب الست لأحمد فؤاد نجم والتي تصور بسخرية لاذعة مواطنا بسيطا عضه كلب المغنية أم كلثوم وكيف يكون الإهتمام بصحة وحال الكلب أكثر من الإنسان . وبالمناسبة فهي قصيدة مستوحاة من الواقع فعلا وحدثت حقيقة مع كلب أم كلثوم . ثمة أيضا قصيدة جميلة لأحمد مطر بعنوان تقرير أو كلب الوالي , تتحدث أيضا عن علاقة المواطن البسيط بالحكام في الدول الديكتاتورية يقول فيها : كلب والينا المعظم عظني اليوم ومات ، فدعاني حارس الأمن لأعدم ، بعدما أثبت تقرير الوفاة أن كلب السيد الوالي تسمم ورغم ذلك كله , ورغم كل التقارير وكل أحكام المحاكم القاسية ضد الصحفيين الشرفاء ,رغم المحاكم ذاتها التي تبرئ دائما عائلات الدرجة الاولى , لن نقول : مرحبا ببراءة الأمير . ولن نقول أبدا: عاش الأمير وكلب الأمير . شاهد فيديو التعذيب [email protected]