[email protected] شريط فيديو صاعق يُظهر نجل الشيخ زايد وهو يشعل النار في افغاني ويعذبه بعد اتهامه بالغش في صفقة "" لندن – وكالات -نشرت صحيفة "ذي اوبزرفر" البريطانية مقالا الاحد لمراسليها في نيويورك مايكل داي وبول هاريسون تقول فيه ان النداءات تصاعدت لتجميد العون الحكومي لدولة الامارات العربية المتحدة وان مشاعر الغضب الدولي ارتفعت حدتها بعد ان ظهر الاخ غير الشقيق لمالك نادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم في بريطانيا على شريط فيديو وهو يشعل النار في افغاني ويجري وراءه بعد ان اتهمه بالغش في صفقة تجارية. والشخص المعني في هذه الحكاية هو الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، الاخ غير الشقيق للشيخ منصور بن زايد آل نهيان الذي يملك النادي الانكليزي. وتقول الصحيفة ان الفيديو الذي ابرز عملية التعذيب في الصحراء اثار القلق تجاه التعامل الغربي مع الدولة الخليجية الثرية بالنفط. وقد تم تهريب شريط الفيديو ومدته 45 دقيقة الى الخارج والذي يظهر فيه الشيخ عيسى بن زايد وهو يعذب تاجرا افغانيا اتهمه بالغش في صفقة. وقد اطلق عليه النار واشعل النار في خصيتيه. وكانت محطة التلفزيون الاميركية "ايه بي سي" اول من حصل على الشريط وبثته الاسبوع الماضي. وتقول الصحيفة ان مشاهد الشريط مرعبة الى حد انها لا بد ان تتسب في هياج المشاعر حول العالم بسبب الروابط العائلية للشيخ عيسى حيث ان الكثير منهم يرتبط بعلاقات صداقة مع شركات وجامعات وسياسيين في الغرب، عدا عن انه لم يصدر اي قرار بمعاقبته على افعاله. ومعلوم ان الشيخ عيسى شقيق للشيخ محمد بن زايد، ولي عهد ابو ظبي ونائب القائد العام للقوات المسلحة بدولة الامارات. وهو أخ غير شقيق للشيخ منصور الذي صرف العام الماضي 210 ملايين جنيه استرليني لشراء 90 في المئة من اسهم "مانشستر سيتي"، والذي يتمتع بدور سياسي واسع وبحقيبة وزارية في الحكومة الاتحادية للامارات ووزارة شؤون الرئاسة. ويعتبر الشريط ضربة قاسية لصورة حقوق الانسان في دولة الامارات التي ظلت لعقود طويلة تعلن عن نفسها انها دولة صديقة للغرب في التجارة والاستثمار. وقد دعا عضو الكونغرس الاميركي جيمس ماكغيرن الى تجميد المعونة الحكومية لدولة الامارات. وطالب بمنع الشيخ عيسى من الحصول على تأشيرة لزيارة الولاياتالمتحدة. وفي رسالته الى وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون قال "لا استطيع ان اصف الهول والاشمئزاز اللذين شعرت بهما وانا اشاهد هذا الفيديو. ولم اتمكن من مواصلة مشاهدته دون أن أشيخ بنظري عنه". وما يثير الصدمة بشكل خاص في هذا الفيديو هو انه يصور رجلا بزي الشرطة يساعد في ربط المتهم والامساك فيه في وسط الصحراء. وفي بداية جلسة التعذيب التي يعتقد انها جرت في وقت ما قبل العام 2005، يملأ الشيخ عيسى فم الرجل بالرمل ويطلق الرصاص في الرمال المحيطة به فيما كان الرجل يصيح مغلوبا على أمره. وخلال هذه العملية يوجه الشيخ عيسى المصور لالتقاط صور مقربة ويقول له "اقترب لكي تظهر علامات معاناته". بعد ذلك يستخدم الشيخ عيسى قطعة خشبية تبرز منها مسامير، ويصب الملح على الجراح الدامية التي تسببت بها عملية الضرب. كما انه يدخل مهماز الماشية الكهربائي في شرج الرجل ويصله بالتيار الكهربائي، ويصب على خصيتي الرجل سائلا حارقا ويشعل النار فيه. واخيرا يمدد الرجل على الرمال وتمر سيارة مرسيدس من فوقه، ويمكن سماع صوت العظام وهي تتكسر بوضوح. اما الضحية فهو تاجر حبوب افغاني يدعى محمد شاه بور، ويبدو انه ظل على قيد الحياة بعد تلك التجربة، لان حكومة الامارات بررت في وقت لاحق عدم اتخاذ اي اجراء ضد الشيخ عيسى بالقول ان المسألة قد سويت بطريقة ودية بين الرجلين ووافق كلاهما على عدم مقاضاة الاخر. وللشيخ عيسى شقيق آخر يحتل منصب وزير الداخلية. ورغم ان احد رجال الشرطة ساعد في تنفيذ عملية التعذيب فان البيان الحكومي اشار الى ان "دائرة الشرطة اتبعت بدقة كل القوانين والسياسات والاجراءات". وقد قام بتهريب الفيديو من الامارات المواطن الاميركي بسام النابلسي، وهو رجل اعمال في هيوستون، وكان شريكا للشيخ عيسى في اعماله التجارية. وادعى النابلسي انه هو نفسه تعرض للتعذيب في الاماراتالمتحدة لرفضه تسليم الفيديو بعد ان انهارت العلاقة مع الشيخ عيسى. وقال ان الشيخ عيسى امر شقيقين للنابلسي بتصوير عملية التعذيب لكي يشاهدها في وقت لاحق. وقد رفع النابلسي قضية سوء المعاملة امام احدى المحاكم الاميركية. ولا تنتهي القصة عند هذا الحد. فالنابلسي ينسب الى موظفي السفارة الاميركية فضل بقائه حيا على قيد الحياة اثناء وجوده في السجن، كما انه يقول انه تمكن من ابلاغ الولاياتالمتحدة بالشريط الا انه لم يلق اذنا صاغية حتى من المسؤول الاميركي المعين لتدريب شرطة الامارات العربية المتحدة. وقد دعا ماكغيرن الوزيرة هيلاري كلينتون للتحقيق في هذا الجانب من القصة والتحقق من الموعد الذي وصل فيه وجود الشريط الى علم المسؤولين الاميركيين وما اذا كانوا اتخذوا اي اجراء، واذا لم يفعلوا ذلك فلماذا. ودعاها وكل المسؤولين الاميركيين المعنيين الى مشاهدة الشريط باكمله وقال "انه يهز الضمير الانساني".