"لا يوجد هنا مستودع أمتعة".. هكذا أجاب أحد مُستخدمي محطة قطار الرباط "الجديدة" مُواطنين كانا يجران ويحملان دستة حقائب، رغبا إيداعها مكانا أمينا وآمنا، قبل أن يحل موعد سفرهما الذي كان ما يزال بعيدا بساعات كثيرة. لم يفهم المواطنان (ولا شك أن غيرهما لم ولن يفهموا أيضا) كيف انقضت عدة أعوام، حتى خالها الناس دهرا، في الاشتغال على محطة القطارات الجديدة للعاصمة، من خلال تزويدها بمجموعة من المرافق "الزائدة" مثل متجر لبيع العطور، ومطاعم ومقاهي، حيث يُكلف فنجان قهوة في هذه الأخيرة ثمنا يفوق تذكرة ركوب القطار بين الرباط والقنيطرة، ومحلات لبيع الهواتف النقالة، وآخر للحواسيب.. وغيرها من السلع التي يقصد الناس عادة، أماكن أخرى غير محطات القطارات لاقتنائها، بينما "تختفي" خدمة مُرتبطة بالسفر أشد الارتباط أي، مستودع لأمتعة المُسافرين. لا بأس، قال أحد الساخرين، لقد فكروا في أن يُزوق المُسافرون أعينهم (لي ما شرى يتنزه) وليست مُشكلة إذا تنقلوا بأمتعتهم الثقيلة على أكتافهم، وجرجروا حقائبهم بينما هم، يتجولون عبر أروقة وواجهات، وصالات المقاهي والمطاعم. يبدو أن اللذين وضعوا التصميم الجديد لمحطة القطار بالعاصمة، لديهم "هاجس" وحيد يتمثل في الإكثار من "الفخفخة" والتقليل من المنفعة، وكان الله في عون المسافرين حملة الأمتعة الثقيلة، الباحثين عن مستودع آمن في محطة "الزواق".