مع اقتراب موعد الدورة التاسعة لمهرجان بني عمار زرهون (Festibaz)، الذي ينظم في شهر يوليوز من كل سنة، اتصل بي عدد من الصحفيين والمهتمين بصفتي مدير المهرجان، متسائلين عن برنامج الدورة التاسعة وجديدها. وبهذه المناسبة أتوجه بالشكر الجزيل لكل الغيورين على هذا المهرجان القروي المتميز الذي راكم ثمان دورات رغم الغياب التام للبنيات الثقافية التحتية بقصبة بني عمار، وضعف التمويل. وتنويرا للرأي العام المهتم، خصوصا عشاق وأصدقاء المهرجان من مبدعين وفنانين وإعلاميين، نسجل المعطيات التالية: لقد مارست جمعية قدماء تلاميذ بني عمار نشاطاتها الثقافية والرياضية والاجتماعية منذ تأسيسها سنة 1978، في غياب تام لأية بنيات تحتية ثقافية ورياضية بالقصبة. ومنذ تنظيم الدورة الأولى للمهرجان سنة 2001، والجمعية تأمل أن يتم إنصاف سكان القصبة وشبابها بتمكينهم من حقهم في الحد الأدنى من البنيات الضرورية (دار ثقافة، أو دار شباب، أو قاعة عرض، أو حتى ملعب صغير بإمكانه أن يحتضن أنشطتها)، لكن شيئا من ذلك لم يحصل رغم كل عمليات التحسيس والمناشدة التي قامت بها في هذا الاتجاه طوال سنوات). وعندما انطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تقدمت الجمعية بمشروع ملعب متعدد الأغراض على قطعة أرضية تابعة للمدرسة المحلية وغير مستغلة، يُمَكِّن تلاميذ المدرسة من إجراء حصصهم الرياضية خلال أيام الدراسة، ويُمَكِّن الجمعية من تنظيم مهرجانها الثقافي وملتقاها السينمائي ودورياتها الرياضية في ظروف أفضل (أنظر الوثيقة المرفقة)، غير أن المشروع الذي أجازته اللجنة المحلية سرعان ما تم دفنه في غياهب ولاية مكناس تافيلالت لأسباب لا نعرفها. ومرت ثلاث سنوات قبل أن يتم الاتصال من جديد بالجمعية خلال السنة الماضية لتقديم مشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وعندما تم تذكير المسؤولين بالمشروع الآنف الذكر، قيل لممثل الجمعية أن المبادرة لا تمول بناء الملاعب ودور الثقافة والنوادي النسوية، ولكنها تمول مشاريع تربية الأرانب والنحل وما إلى ذلك؟ فمن سيتحمل يا ترى بناء هذه المرافق الملحة بقصبة بني عمار، وهل على جمعيتنا الثقافية أن تتحول إلى جمعية لتربية الأرانب والنحل كي تستفيد من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟ قلصت جهات عمومية دعمها للدورة السابقة من المهرجان إلى النصف بدون سابق إعلام، فيما حرمت جهات عمومية أخرى الجمعية من المنحة للسنة الثانية على التوالي، مما أوقع الجمعية المنظمة في عجز مالي وديون لم تتخلص منها بعد. استمرار تردي أوضاع المآثر التاريخية للقصبة. وحتى عندما زارت لجنة تسجيل المباني المهددة بالسقوط، فإنها اكتفت بتسجيل المساجد والزوايا، تاركة العديد من الدور القديمة المهددة دون مراقبة أو تسجيل؟ استحالة الوصول إلى القصبة بعد انقطاع الطريق الذي يربطها بمدينة مولاي إدريس، نتيجة التساقطات المطرية الأخيرة التي حولت العديد من أجزائه إلى نقط سوداء غير قابلة للاستعمال. إن هذه المعطيات المخيبة للآمال لم تشجعنا إطلاقا على التهييء للدورة التاسعة التي كان من المفترض أن تنظم في خلال شهر يوليوز. وبكل حزن وأسف نضطر إلى تأجيلها إلى السنة المقبلة، آملين أن يتم إنصاف قصبة بني عمار ومهرجانها الثقافي. + مدير مهرجان بني عمار زرهون