تنظم في بلدة بني عمار في ضواحي مدينة زرهون "وسط المغرب"، الدورة الثامنة لمهرجان الحمير، التي شهدت إقبالا استثنائيا . ونقلت جريدة " الشرق الأوسط " عن محمد بلمو مدير المهرجان وثريا جبران مستشار وزيرة الثقافة المغربية: " إنه تعذر عليها افتتاح هذا المهرجان النادر مراعاة لحالتها الصحية". وينظم المهرجان تحت شعار "النهوض بالتراث الهامشي" وأطلق عليها اسم دورة "عبد الكبير الخطيبي" وهو عالم اجتماع رحل في مارس/ آذار الماضي، وحضرت زوجته حفل افتتاح المهرجان. وأشار بلمو، إلى أن المهرجان الذي ينظم سنويا يهدف إلى رد الاعتبار للحمير والتذكير بأفضالها على البشر . وقال بلمو:" إن الحمير تعد أيضا تراثا غير مادي، إلى جانب التراث الموسيقي للمنطقة"، موضحا أن أطفال البلدة كانوا قد دأبوا على تنظيم مسابقات للحمير منذ سنوات وبشكل عفوي، ومن هنا جاءت فكرة المهرجان كاعتراف بالدور الذي تقوم به الحمير في منطقة بني عمار الجبلية، حيث يعد من وسائل النقل الأساسية للسكان وحاجياتهم. واشتمل المهرجان على عدة سباقات تبرز المواهب الكثيرة للحمير، إذ هناك سباق لإختيار أسرع حمار، وفي هذه المسابقة لا يمكن للبالغين أو البدينين ركوب الحمير، بل يتم اختيار أطفال تتراوح أعمارهم مابين 12 و16 سنة لركوب الحمير والمشاركة في السباق. ويشار إلى أن إدارة المهرجان وضعت قوانين صارمة حفاظا على كرامة الحمير، إذ منعت بشكل مطلق استعمال العصي والهراوات، أو أدوات الوخز بمختلف أشكالها، أو ضرب الحمير بأرجل المتسابقين أثناء السباقات، كما منعت شتم الحمير وحثها على الجري بعبارات غير مناسبة ومهينة للحمير. وتنال الحمير الفائزة جوائز مالية، إضافة إلى شهادات تقديرية تثبت أن الحمار الفائز شارك في المسابقة وفاز بإحدى الجوائز الأولى، كما تقدم لهذه الحمير البطلة أكياس من الشعير وتبن من النوع الجيد، بعضه تأكله على الفور والبعض الآخر يتم الاحتفاظ به للأيام المقبلة. كما تنظم أيضا مسابقة لاختيار أجمل حمار من الذكور والإناث، وتركز لجنة التحكيم على شكل الحمار ونظافته وهيئته وطريقة مشيه ونظراته. وستحضر حفل اختتام المهرجان اليوم شخصيات بارزة في الساحة الثقافية المغربية ومعظمهم من الشعراء والصحفيين والكتاب.