إحتفاءا بمرور ثماني سنوات على تجربتها في المقاهي، نظمت مؤخرا جمعية الشعلة للتربية والثقافة بالرباط يعقوب المنصور، الندوة الوطنية الثانية للمقاهي الثقافية بالمغرب، بدعم من وزارة الثقافة وبشراكة مع المديرية الجهوية للثقافة بجهة الرباط، وبتعاون مع مجلس مقاطعة يعقوب المنصور وذلك بالمقهى الثقافي بمؤسسة الشرق والغرب. وأطر هذه الندوة كل من الأساتذة مصطفى بنريسول، أحمد العمراوي، محمد لوريقات، حسن بحراوي ونجيب العوفي، وجلهم من اللذين عايشوا تجربة الشعلة على مدار ثماني سنوات في مختلف المقاهي المنظمة، وهي المقهى الأدبي المنال، مقهى راندا الثقافي، المقهى الثقافي لمؤسسة شرق غرب، حيث ركزت كل التدخلات على أهمية هذه المبادرة التي خلقت إشعاعا بالحي وبمدينة الرباط ككل، عبر إستضافة العديد من المفكرين والفنانين والمبدعين والموسيقيين وحتى السياسيين في حوارات مفتوحة كل شهر. ومن جهته تطرق مندوب الجمعية نور الدين أقشاني في كلمته للخطوات التأسيسية الأولى للتجربة عبر ثلاث محطات، في ثلاث أمكنة بمدينة الرباط ، مبرزا أهمية المشروع الثقافي الذي تأسس بمعية إتحاد كتاب المغرب لسنوات، قبل أن يتحول التنسيق والتنظيم المشترك لقطاع الثقافة بجهة الرباط. واعتبر أيضا أن استمرارية المقهى الأدبي رهين بمدى دعم المؤسسات المنتخبة وكل الغيورين على الفعل الثقافي محليا. وألقى بنيونس مشيشي المدير الجهوي للثقافة بجهة الرباطسلا زمور زعير، نيابة عن وزير الثقافة، كلمة توقف خلالها عند تجربة جمعية للشعلة على امتداد ثماني سنوات، رغم الصعوبات والإكراهات التي اعترتها منذ ميلادها. وقد ثمن التجربة إلى حين تحول مسارها النوعي من مقهى أدبي إلى مقهى ثقافي على مستوى مضمونها وأنشطتها الفنية، باعتبار أن الثقافة معنى أشمل لكونها تضم الأدب والشعر وباقي الفنون الأخرى. وبخصوص المداخلات الأخرى، فقد ركزت على الدور الإشعاعي لمقاهي لشعلة. كما أشاد الأساتذة بالتجربة معتبرين إياها نموذجا يقتدى به، بالنظر لارتباطها بالأحداث والمناسبات العالمية كالمرأة الشعر والمسرح والكتاب والموسيقى. وبدورهم تدخل ممثلوا المقاهي الأدبية الحاضرة (المنال، راندا، طولا، شرق غرب، الصالون القصصي بالبروج) أو التي أرسلت مداخلتها والتي تم فيها تقديم مسار مقتضب عن التجربة بهذه المدن ومدى سبل تطويرها، واختتم اللقاء، بتسليم تذكارات رمزية للمشاركين، وكذا التوقيع على اتفاقية شراكة وتعاون بين أعضاء شبكة المقاهي الأدبية بالمغرب التي تأسست في يناير2009 أثناء إنعقاد الندوة الوطنية الأولى للمقاهي الأدبية بالمغرب بمقهى بوليز.