أعلن يوم السبت بالرباط عن تأسيس شبكة للمقاهي الأدبية بالمغرب, وذلك بهدف تكريس هذا التقليد الثقافي في مجموع مناطق المغرب. وتضم النواة الأولى لهذه الشبكة أربعة مقاهي أدبية بالعاصمة وهي «»المقهى الأدبي المنال»» وفضاء مؤسسة «»شرق وغرب»» ومقهى «»طلة «» بحي يعقوب المنصور ومقهى «»راندا»» بحي النهضة. وقال نور الدين أقشاني المسؤول عن فرع جمعية الشعلة للتربية والثقافة بيعقوب المنصور إن الشبكة التي أعلن عن تأسيسها على هامش الندوة الوطنية للمقاهي الأدبية, التي نظمها الفرع بشراكة مع وزارة الثقافة وبتعاون مع المديرية الجهوية للوزارة, تبقى مفتوحة أمام مختلف المقاهي الأدبية بالمغرب. وقد تميزت أشغال الندوة بمداخلة للناقد نجيب العوفي تحت عنوان «»تجربة المقاهي الأدبية بالمغرب - شهادة شخصية»» تناول فيها علاقة الأدب بفضاء المقهى وتجربته الشخصية في تنشيط لقاءات ثقافية بهذه الفضاءات. وفي معرض حديثه عن علاقة الأدب بالمقهى, أشار العوفي إلى العلاقة الحميمية التي كانت تربط عددا من مشاهير الأدب والفكر بفضاء المقهى (جون بول سارتر, وألبير كامو, وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ والطاهر وطار ...). وعن تاريخ المقاهي الأدبية بالمغرب, توقف نجيب العوفي, بالخصوص, عند تجربة مقهى «»كونتينونتال»» بتطوان في عقد الستينيات من القرن الماضي و»»أنزورن»» بالرباط في عقد السبعينيات. كما سجل الناقد العوفي أن كثيرا من روائع الأدب العالمي والمغربي رأت النور في مقاه تحولت إلى ما يشبه «»مناف للكتابة»». أما الشاعر الزجال مراد القادري فاستعرض الأدوار المختلفة للمقهى (شرب القهوة, لعب الورق والنرد, ربط علاقات عاطفية, تصفح الجرائد ومتابعة مباريات كرة القدم ...) وهي الأدوار التي اختلفت من مرحلة لأخرى. وبخصوص الأسباب التي دفعت للتفكير في تحويل المقهى إلى فضاء ثقافي, أشار مراد القادري إلى ما وصفه ب»»استنفاد البنيات الثقافية القائمة لأدوارها»» والحاجة إلى الانتماء إلى أفق ثقافي جديد يعتمد على التوجه إلى المتلقي عوض انتظار قدومه. وقدم الباحث والشاعر أحمد العمراوي تجربة مقهى راندا الأدبي الذي يشرف عليه, مبرزا, بالخصوص, ردود أفعال عدد من رواد المقهى عقب أول نشاط ثقافي احتضنه هذا الفضاء. وفي هذا الصدد, أشار العمراوي في ورقة بعنوان «»ثرثرة في مقهى ثقافي»», إلى إقبال رواد المقهى الأدبي ليس فقط على التعرف عن قرب على ضيوفه من مثقفين وفنانين بل أيضا على المشاركة في النقاشات وبمستوى رفيع.