هل زالت تصدق ان المغرب يتوفر على احزاب سياسية ؟ وهل تصدق ان المواطن يصوت عن وعي بالمصلحة العليا للارض ؟ يبدو لي ان كاتب المقال لازال يغط في حلم عميق .فالاحزاب ماتت بعد ان انتهت صلاحيتها وسحب البساط من تحتها برغبة من زعمائها الكبارر .والمواطن تعلم التنصويت بل بيع صوته في سوق الانتخابات .والداخلية تشجع المفسدين في الجماعات المحلية دون محاسبتهم على اختلاساتهم الواضحة .ولقد سبق مثلا لباشا ازمور ان حرر محضرا بتوقيع نائبين عن الرئيس يثبت فيه تورط النائب الامول فس سرقة محرك سيارة .واحيل الملف على القضاء بالجديدة غير ان المتهم خرج بريئا بعد ان اشترى براءته كما صرح للمقربين منه .هل هذه هي السلطة التي تشجع العمل السياسي بتزكية المجرمين المفسدين والمرتكبين لابشع السرقات .ام ان مثل هؤلاء وما اكثرهم في الجماعات المحلية يعثبرون من المرضي عنهم من طرف السلطة الوصية .والغريب في الامر ان هذا الاخير ترشح باسم حزب الفاسي وهو تاكيد على ان الاحزاب ماتت وفقدت مصداقيتها في الساحة الجماهيرية بعد ان تخلت عن الشعارات التي طالما كنا نرددها وراءهم في المناسبات . كيف تفسر ان الحزب الذي كان اكبر عدو للخصخصة وهو الاتحاد الاشتراكي كان الاول والسباق الى بيع ممتلكات الشعب الى الامبرياليين الكبار وشرعت صحافته الحزبية في التطبيل وراءه كانه الفتح المبين . الاحزاب ماتت حين قبلت بشروط اللعبة وتحولت الى لعبة في ايدي المسؤولين واختارت يافطة التسويف والاكراها والتزمت فلسفة تبرير الفشل في جميع الميادين التي تحملت فيها المسؤولية.