شريط فيديو صادم ذلك الذي بثه نشره موقع أمريكي على شبكة الإنترنت مطلع الأسبوع الجاري، ويظهر استهداف مروحية أمريكية عام 2007 لعشرات المدنيين العراقيين في الضواحي الشرقية لبغداد بينهم مصوّر وصحافي تابعان لوكالة الأنباء "رويترز". ويظهر الفيديو بوضوح كيف استهدفت مروحية أمريكية مقاتلة من طراز أباتشي نمير نور الدين، المصور التابع للوكالة "رويترز"، قبل أن تغير من جديد على المدنيين الذين حاولوا إنقاذه ما أدى إلى مقتله ومقتل الصحافي الآخر في "رويترز" سعيد جماغ وأكثر من 12 مدنيا عراقيا، كما أصيب في الهجوم أيضاً طفلان بجروح بالغة، ولم يوضح الجيش الأمريكي آنذاك كيف قتل موظفا "رويترز" وقال أنه لا يعرف كيف أصيب الطفلان بجروح. وحسب ما جاء في التسجيل، يطلب طاقم المروحية المقاتلة الحصول على إذن بإطلاق النار على مجموعة أشخاص بينهم المصور. ويقول أحد أفراد الطاقم أنه يرى خمسة إلى ستة أشخاص يحملون أسلحة "كلاشنكوف" وأحدهم يحمل قاذفة "آر بي جي"، كما يتضمن أصوات جنود يصفون القتلى ب"الأوباش"، ومع ذلك خلص تحقيق داخلي إلى أن القوات تصرفت على النحو المناسب، وإن كان الجنود أخطؤوا فياعتبار معدات التصوير التي كان يحملها الصحفيان أسلحة. وسبق لجوليان أوجونز، رئيس تحرير الموقع الإلكتروني الذي فجّر القضية، أن أكد صدقية الشريط، وقال إنه واثق من ذلك خصوصا أن الموقع أمضى ثلاثة أشهر في فك الشفرة المتعلقة بمواد ومحتويات هذا الشريط، مضيفا في تصريحات إعلامية: "نحن لدينا مصادر داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية وجهات حكومية أخرى من الذينهم ليسوا مرتاحينلسير الأمور. ففي الوقت الذي لا نستطيع الكشف عن أسماء معينة لكننا نفترض أن المؤسسة العسكرية أعطتنا من بعض المصادر هذا الشريط إضافة إلى مواد أخرى كانت مشفرة ونحن قضينا ثلاثة أشهر لفك الشفرة ونجحنا في ذلك". وكان متحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية قد أبلغ الجزيرة بأن قيادته تنظر في محتوى الشريط للحصول على معلومات إضافية، مشيرا إلى أنه لا علم لها بمحتوى الشريط، في حين لم يصدر أي تعليق رسمي عن وزارة الدفاع الأميركية وتطورت مستجدات الشريط في اليومين التالين، عندما أعلن الجيش الأميركي إنه لم يستطع العثور على نسخة من الشريط، حيث صرّح المتحدث باسم القيادة الأميركية الوسطى، النقيب جاك هانزليك إن الجيش لم يتمكن من العثور على الشريط المذكور في ملفاته، بعد أن طُلب منه لمطابقته مع الإصدار الذي نشر على شبكة الإنترنت، مضيفا: "نحن نحاول الحصول عليه (الشريط) من الفريق الذي قام بالتحقيق".