نشر موقع ويكيليكس الإلكتروني فيديو للجيش الأمريكي مصنف على أنه «سري» يصور هجوما في عام 2007 لطائرات مروحية من طراز أباتشي أودى بحياة 12 شخصا في بغداد منهم اثنين من صحفيي وكالة الأنباء العالمية رويترز. ويقول القائمون على الموقع، إن الشريط صور بواسطة كاميرات كانت موضوعة على مروحيات أباتشي الأمريكية التي كانت مستخدمة في العاصمة العراقية. ولكن الموقع يقول إنه لن يكشف أبدا عن هوية من سرب الشريط . ولم ترد حتى الآن أي ردة فعل من وزارة الدفاع الأمريكية، فيما أكد مسؤول عسكري أمريكي لوكالة رويترز - طلب ألا ينشر اسمه- أن التسجيل المصور والمسموع صحيح. وقال الميجر شون تيرنر المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية إن تحقيقا أجري بعد الحادث بوقت قصير ووجد أن القوات الأمريكية لم تكن على علم بوجود صحفيين وأنها ظنت أنها كانت تقاتل متمردين. ويقول مراسل «بي بي سي» في واشنطن آدام بروكس إن الشريط مصور بتقنية عالية وهو واضح جدا ويبدو أنه حقيقي. أما الصوت الذي يرافق الشريط المصور فهو بشكل أساسي ينقل الحديث الذي كان جاريا بين طاقم المروحية الأمريكية والجيش الأمريكي على الأرض. ويظهر الشريط شارعا في بغداد ومجموعة من الأشخاص عددهم ثمانية في الشارع يظن طاقم المروحية أنهم مسلحون فيفتح عليهم النار من المروحية ويقتلهم. وكان من بين الرجال الذين قتلوا بعد إصابتهم بنيران القناص الأمريكي مصور رويترز نمير نور الدين (22 عاما) ومساعده وسائقه سعيد جماغ (40 عاما). وبعدها يظهر الشريط سيارة تأتي إلى المكان وتبدأ بنقل المصابين، ولكن المروحية تفتح مجددا النار عليهم ليصل عدد القتلى إلى 12 شخصا من بينهم طفلين. ونشر الموقع بيانا صدر عن رئيس تحرير الأخبار في رويترز ديفيد شليزنجر يقول فيه، إن هذا الشريط هو دليل مصور على الأخطار التي تواجه مهنة الصحافة والمآسي التي يمكن أن تنتج عنها . يذكر أن إدارة موقع ويكيليكس كانت تشتكي مؤخرا من المراقبة التي تفرضها عليها الإدارة الأمريكية وتدخل عدد من الحكومات الأخرى تظهر وثائق مسربة إلى الموقع ضلوعها في بعض القضايا. وتجدر الإشارة إلى أن موسوعة ويكيليكس عبارة عن نسخة غير خاضعة للرقابة من الموسوعة ويكيبيديا، وهي تكشف عن الوثائق والمستندات الحكومية السرية، التي يتم تسريبها أو سرقتها من المؤسسات والحكومات من مختلف أنحاء العالم، وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية. شعار هذه الموسوعة هو «تشجيع العاملين في الحكومات في أنحاء العالم على استخدام الموقع كستار لتسريب أدلة عن الفساد والظلم»، مشيرا إلى أنه سوف يعمل قبل نشرها إلى التحقق منها بحيث يمكن لأي أحد التعليق على أهمية المعلومات التي يقدمها الكاشفون عن الأسرار والحكم على مدى مصداقيتها. تفاصيل غارة أمريكية على مدنيين مروحية أباتشي تحوم فوق حي ببغداد. صوتها ينبعث من الفيديو المسجل بكاميرا على متنها. مراسلات صوتية متقطعة بين قائد المروحية وطاقمها من جهة ومركز إدارة العمليات العسكرية على الأرض من جهة أخرى. الجنود يتبادلون المعلومات في مهمة استطلاع جوية ثم ينتظرون قرار المركز. قائد المروحية يزود مركز العمليات بكل التفاصيل التي تنقلها الكامير المثبتة على الأباتشي. يخبر قيادته أنه لمح سيارة سوداء تمر بالقرب من المسجد ويخمن أنها تتجه إلى الجنوب. المروحية تتابع اتجاه السيارة ثم بعد هنيهة يبعث قائدها رسالة صوتية مفادها أنه لمح عددا من الأشخاص وبسرعة يكتشف أن أحدهم مسلح ثم يكتشف بعد ذلك أن هناك آخرين يحملون أسلحة مختلفة. الصور المنقولة عبر كاميرا الأباتشي بالأبيض والأسود لا يمكن للناظر العادي أن يميز ما يحمله الأشخاص الذين رصدتهم هل هو حقيبة أم كيس أم سلاح أم آلة تصوير؟. يقف سبعة أشخاص على جانب الشارع فيما يبدو خمسة آخرون يتجهون نحوهم ببطء وهم يتجاذبون أطراف الحديث ويلتفت بعضهم إلى بعض. منظار رشاش الجندي بالمروحية يركز على شخص بعينه لتفحص الحقيبة المعلقة على كتفه الأيمن ثم ينتقل بالمكبر إلى كل شخص يحمل شيئا في يديه بحيث لا يمكن للناظر العادي أن يعرف حقيقة الشيء المحمول. الأشخاص المرصودون يتركون الشارع ويتجهون نحو زقاق بعينه يلتفت أحدهم إلى الآخرين ويشير إليهم بيده اليمنى وكأنه يحثهم على السير. يجر أحدهم شخصا يحمل شيئا بيده اليمنى ويعرج على الزقاق بحيث لم يعودوا في مرمى القناص. يقف الباقون بشكل واضح قرب موقع يظهر أنه تعرض للقصف في وقت سابق وأمامهم منازل متواضعة ثبت فوقها صحون مقعرة ولاقطات هوائية وزقاق يطل منه الصحافي المصور وفي يديه كاميرا اعتقد الجندي القناص أنها آر بي جي، ثم بسرعة يتراجع الصحافي دون أن يتمكن من دخول الزقاق وكأنه رأى شيئا دفعه إلى التراجع عن مغامرة التقاط صورة بالزقاق المذكور. لم يعد أحد من الأشخاص السابقين في مرمى قناص الأباتشي، الذي تلقى أوامر بمعالجة الأمر والقضاء عليهم. فطلب من قائد المروحية الالتفاف على البنايات. تبدأ المروحية في الالتفاف ويظهر شخص يشير إلى الباقين بالخروج من الزقاق وكأنه يرشدهم إلى مدخل آخر للحي. يتجمعون من جديد فيظهر أن عددهم أصبح 12 شخصا يتوسطهم شخص يبدو ما يحمله بين يديه واضحا بشكل كبير فقد كانت كاميرا للتصوير. إنهم مدنيون عراقيون وبينهم صحافيان لوكالة رويترز الدولية، يلتفون حول بعضهم البعض ويتجاذبون أطراف الحديث. فجأة، يشرع الجندي الأمريكي في إطلاق النار بكثافة على الأشخاص المتجمعين في الموقع يسقط عدد منهم على الأرض فيما يهرب آخرون. الجندي الأمريكي يتلقى التعليمات: واصل.. واصل.. يتبع برشاشه باقي الفارين ثم يرديهم قتلى. أحدهم يحاول النهوض فيعالجه برصاصات قاتلة، ترتطم الطلقات النارية بالبنايات، فيرتفع دخان أسود يمنع الرؤية. من بعيد يحاول شخص قرب جدار بناية التسلل من موقع القصف، فيلمحه القناص ثم يطلق عليها النار وتتجاوز الطلقات الموقع إلى الشارع المجاور ثم باقي البنايات فيرتفع دخان أسود من جديد. يتوقف إطلاق النار وتحوم المروحية حول الموقع للتأكد من مقتل كل الأشخاص يخبر الجندي الأمريكي مركز القيادة على الأرض أن الحصيلة هي ثمانية قتلى. تظل المروحية بالموقع تراقب أحد الأشخاص الذين سقطوا على الأرض وقد بدأ يتحرك بصعوبة نظرا لإصابته البليغة. يبلغ القناص القيادة بالأمر، يتلقى أوامر بمراقبة الوضع فجأة تصل سيارة شحن صغيرة سوداء إلى الموقع يلمح سائقها ومساعده الشخص مرميا على الأرض. يترجلان من السيارة، ثم يلتف أحدهما ويفتح بابها الخلفي. يحاولان مساعدته، ثم يحملانه من الرصيف إلى السيارة لكن بمجرد أن يضعاه في السيارة حتى ينطلق إطلاق النار من جديد. يهرب الشخصان يحتميان بجدار في الموقع فيما تتحول السيارة إلى قطعة متفحمة بعد اشتداد إطلاق النار فتتعالى سحابة سوداء وتشتعل بها النيران. يستمر إطلاق النار ويطلب القناص من الربان الالتفاف إلى اليسار بحثا عن الفارين، بعد التفاف المروحية يظهر أحد الأشخاص ممددا على الأرض لا يحرك ساكنا. تصل وحدات عسكرية على متن مدرعات صغيرة فيما تواصل الأباتشي جولتها بالمنطقة ناقلة صور ما يقع، حيث يعثر الجنود على طفلين جريحين بطلقات نيران القناص، يحملانهما ويتوجهان بهما نحو إحدى المدرعات. فيما بعد يتبين من خلال شريط الفيديو الأصلي، أن الطفلين كانا على متن السيارة التي حضرت لنقل الصحافي المصور الجريح من موقع إطلاق النيران. نص الحوار الذي دار بين القناص ومركز القيادة - لقد رصدت سيارة سوداء قرب الهدف - إنها تتجه جنوبا على الطريق قرب مئذنة المسجد - حسنا رصدنا خمسة عشر شخصا قادمين نحوك - أحدهم مسلح.. - هناك نحو أربعة أو خمسة. - في هذا الموقع هناك المزيد يواصلون سيرهم - أحدهم مسلح - أنظر إلى أولئك الناس يقفون هناك - نعم في تقديري هناك نحو عشرين منهم - منهم أفراد مسلحون - أحدهم لديه سلاح أيضا - خمسة أو سبعة منهم يحملون بنادق أي تي 47 - أطلب الإذن للتعامل معهم - ليس لدينا جنود إلى الشرق من موقعنا لذا فأنت حر في التعامل معهم - حسنا سوف أفعل - نعم تعامل معهم - سوف أفعل - لا أستطيع لأنهم خلف ذلك المبنى -حسنا رصدنا أحدهم يحمل آر بي جي - دعنا نلتف حولهم - إنهم خلف المباني الآن - حسنا سنلتف حولهم - عندما تحدد الشخص الذي يحمل آر بي جي، استعد لإطلاق النار - نعم، هناك واحد منهم يطلق النار - نعم، إنه يطلق النار وهو الآن خلف المبنى - عندما تصوب نحوهم، إطلق النار - أخبرني عندما تصوب نحوهم. - دعنا نطلق النار (الجندي يطلق النار من رشاش على متن مروحية الأباتشي) - واصل إطلاق النار...