سؤال بليد , هذا غير ممكن , لأن الوزيرة تسيطر على الوضع , تراقب الوباء عن كثب وليس هناك ما يدعو للقلق . عجبا , كيف استطاعت السيدة الوزيرة أن تخاطب الشعب بهذا الأسلوب , وكأنها تعتقد أنها في مغرب القرن التاسع عشر أو مغرب ما قبل الإستقلال عندما كانوا يرشون المغاربة الوافدين إلى المدن بأدوية على كل أجسادهم وثيابهم ووجوههم قبل السماح لهم بولوجها . عفوا , لا أستغرب حين أتذكر حجاجنا الميامين وهم يتلقون التلقيح في المطار مباشرة قبل الصعود إلى الطائرة , رغم أن فعالية التلقيح لا تبدأ قبل عشرة أيام من تلقيه . سافر حجاجنا إلى الديار المقدسة, منهم من ظهرت عليه بعض الأعراض الجانبية ومنهم من ازداد قلقه بسبب النقص الكبير في التوعية والإخبار عن التلقيح ومضاعفاته المحتملة . عاد حجاجنا إلى أرض الوطن , لكنهم لم ينسوا وطنهم وملكهم بالدعاء الصالح . يوم 23 دجنبر , ظهرت الوزيرة على التلفزيون لتؤكد لنا أن التلقيح خال من أي أعراض جانبية , حينها تجمد سريان الدم في عروقي وعلمت باليقين التام أن للمناصب العليا في الوزارات نصيبها من الأمية أيضا . رغم كل هذا , فالوضع لا يدعو للقلق , لأن فقط 1007 حالة مؤكدة بالوسط المدرسي . لا أدري إن كانت سيادة الوزيرة تدرك الفرق بين عدد الإصابات وعدد الحالات المؤكدة . لكنه من المؤكد أن الوزيرة تدرك حجم الإمكانيات الهزيلة للتشخيص عن الفيروس . الأباء قد ضاقوا ذرعا بالصعوبات التي تعترضهم لإجراء فحوصات لأبنائهم ,أما مستوى التأطير والتعريف والمتابعة للوقاية من المرض فتبقى هزيلة جدا . الوضع تحت السيطرة . ويكفي مراجعة استراتيجية الوزارة 2008 – 2012 للتأكد من أن الوزيرة تدرك ما تقول . استراتيجية فضفاضة وأهداف واهية , لكن ما لم أستطع تصديقه هو تغييبها لأي إشارة تحيل على البحث العلمي . كيف من المعقول أن تخطط الوزارة إلى استراتيجية دون إدراج البحث العلمي كقاطرة لتحسين الجودة . لا تنزعجي سيدتي الوزيرة , فالبحث العلمي لا يعني بالضرورة إيجاد دواء للسيدا والسرطان , وإنما قد يشمل ببساطة سبل التسيير الناجع , التسيير الذي يعتمد على الكفاءة , لا على المحسوبية . تسيير بالوسائل العلمية التي يجب على البحث العلمي أن يمغربها لا أن ينقلها حرفيا من العالم الآخر . وختاما , اعلمي سيدتي الوزيرة أنه : * لا يوجد تلقيح دون مضاعفات جانبية . * فعالية التلقيح ضد أ.هيتش1.أن1 . لا تبدأ قبل 10 أيام من تلقيه . * النساء الحوامل يحتجن إلى تلقيح sans adjuvant * الأرقام المنشورة لا تعبر عن حجم الإصابات * عيب أن تخلو استراتيجية وزارتك من البحث العلمي وإن كان 5 بالمئة من PIB مخصص لقطاع الصحة . * اتركي التعريف بالمرض والتحسيس بأهمية الوقاية والتلقيح لأخصائيي الصحة . نصيحة : إن كان يصعب عليك عليك أن تجادلي في أبجديات الفيروس فاذهبي إلى أحد مراكز التشخيص فأنت لا تسيطرين على شيء ... وإذا ثبتت إصابتك بالفيروس اللعين , فعليك بالماء والزيت ونصائح الفقيه " راجعي موقع مرايا بريس للمزيد من المعلومات ".