فؤاد عالي الهمة ابن الرحامنة الذي ابتسم اليه الحظ، فاختير من مجموعة من التلاميذ للدراسة في المعهد المولوي. ترعرع في احضان المخزن وخبر دهاليز ام الوزارات، وتتلمذ على دهاقنتها فن هندسة المشهد السياسي وفبركة الاغلابيات وتقزيم اجنحة كل من يهدد ويضايق مخططات صانعي القرار في المغرب السعيد.. وبعد ان تبين للمخزن بان المشهد السياسي المغربي اذا لم يتم تداركه ، فانه سيصيبه خلل لصالح حزب الاسلاميين. ركب صهوة "حركة لكل الديمقراطيين" التي اسسها بعد خروجه من رحم وزارة الداخلية وحصده لمقاعد دائرة الرحامنة الثلاث. وكانت الغاية من تاسيس هذه الحركة التي ضمت في صفوفها كل الانتهازيين هو استمالة كل من يعادي المشروع المجتمعي لحزب العدالة والتنمية، لتكوين جبهة موحدة ومنجسمة قوية، تستطيع تلجيم هذا الحزب الذي يحظى بنصيب مقدر من المصداقية والشعبية ويتوفر على اطر وكفاءات قادرة رفع تحدي التنمية المستدامة بالمغرب. وراهن مؤسس حزب "الاصالة والمعاصرة" على حزب الاتحاد الاشتراكي واليسار بصفة عامة لانضمام الى مشروعه المخزني لكنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق ذلك، لانه نسي بان الاتحاد الاشتراكي الذي قد اصابته خدوش من فعل تدبيره للشان الحكومي، يتواجد به مناضلون شرفاء ضحوا بكل غال ونفيس من اجل التمكين لمبادئ حزبهم وقيمه التي مات من مات من اجلها وقتل من قتل ونفي من نفي. وان الحزب ما يزال يستحضر بقوة تجربة "الفيديك" مع رضا اكديرة ومناضلوه الاحرار الذين ساهموا بقوة في فيما نعيشه اليوم من هامش "ديمقراطي" غير مستعدين للتضحية برصيدهم النضالي للانخراط في مخططات "المخزن الجديد". وبعد ان فشل "الهمة" في استمالة اليسار وعدم انخراطه في مشروعه المعرقل للمسار الديمقراطي، توجه نحو بارونات الفساد والافساد، وفتح ابواب حزبه على مصراعيه لتجار وسماسرة الانتخابات للحد من التقدم المطرد الذي يحققه حزب "المصباح" ومنعه من السيطرة على المجالس المحلية حتى لا يتمكن منتحقيق منجزات في الميدان تقوي شعبيته وتربك مخططات اصحاب القرار وخاصة ما يتعلق منها بمنح المغرب وضعا متقدما من طرف الاتحاد الاوربي . فالمخزب يخشى من المفاجئات لذلك فاته يخوض دائما حروبا استباقية للحفاظ على "توازن" المشهد السياسي. وللانصاف ، فان "الهمة" ليس سوى راس حربة هذا المشروع التخريبي لما تبقى مما يسمى بالانتقال الديمقراطي. فالمشروع الديمقراطي الحداثي للملك الذي يتخفى من ورائه الهمة واقزامه ليس سوى اكذوبة لتقويض المسار الديمقراطي للبلاد وابقاء البلاد تحت رحمة اللوبيات التي تسيطر على خيرات البلاد وتضحك على ذقون الشعب المغربي الذي يعيش اوضاعا مزرية وواقعا مترديا شهدت تقارير المنظمات الدولية والمحلية.. والمطلوب اليوم ونحن على مشارف استحقاقات 2012 هو مواجهة هذا المشروع الافسادي الكبيرالذي جاء به "الهمة" من قبل كل الشرفاء والعقلاء والفضلاء الذين يغيرون على مصلحة بلادهم. فالتاريخ لا لن ينسى مواقف كل هيئة او حزب او شخص ذاتي او معنوي، فتجربة"الفيديك" او "الاحرار" او "الدستوري" او غيرها ما يزال الجميع يستحضرها وما تزال تبعاتها سارية الى اليوم. فهلا استفدنا من الماضي استعدادا للمستقبل.