شغل فؤاد عالي الهمة الناس بتحركاته في كل اتجاه.. منذ خروجه من وزارة الداخلية وإعلانه نيته الترشح في الانتخابات البرلمانية في مدينة الرحامنة، طرحت تساؤلات كثيرة حول نواياه الحقيقية. اكتسح صديق الملك الانتخابات في دائرته، بعدما خاض حملة انتخابية غير مسبوقة، وحصل على ثلاثة مقاعد، وسارع إلى تشكيل فريق برلماني من سبعة أحزاب صغيرة، وأعلن دعمه للحكومة، بعدما لعب دورا من وراء الستار في إقحام عدد من مقربيه فيها. لم تمض إلا مدة قصيرة حتى أعلن تشكيل «حركة لكل الديموقراطيين»، التي زادت من غموض نواياه، حيث اعتبرها تارة «أكبر من حزب سياسي»، وتارة أخرى إطارا للديموقراطيين للتفكير في مستقبل المغرب، قبل أن يفصح عن استعداده للعب دور في الانتخابات الجماعية، وخلق «ذراع سياسي» لحركته.. فمن يكون فؤاد عالي الهمة؟ ذلك الشاب الذي ابتسم له الحظ لتختاره لجنة ملكية ليدرس إلى جانب ولي العهد سيدي محمد، عندما كان تلميذا مجدا يدرس العلوم في إحدى الثانويات في قلعة السراغنة. وكيف انتقل للعيش في الرباط والدراسة في المعهد المولوي، وليصبح من أقرب المقربين إلى ابن الراحل الحسن الثاني. وكيف كان مساره المهني، بعد تخرجه من جامعة محمد الخامس، وكيف كانت علاقته مع الراحل إدريس البصري وزير الداخلية القوي آنذاك؟ ثم كيف أصبح بعد تولي الملك محمد السادس الحكم بمثابة الرجل الثاني في النظام. أشرف على المشاورات الأولى لطي ملف الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وربط قنوات مع فاعلين يساريين كانوا إلى عهد قريب يسعون إلى قلب نظام الحسن الثاني، وأدت تحركاته إلى تعيين الراحل ادريس بن زكري رئيسا لهيئة الإنصاف والمصالحة. وكيف أشرف على تدبير الملفات الأمنية بعد أحداث 16 ماي 2003، وما تلاها من اتهامات للمغرب بانتهاك حقوق الإنسان. أما في المجال السياسي فلعب الهمة دورا في خلق نخبة سياسية تدور في فلكه، وكانت بصماته واضحة في عدد من التعيينات في عدة من مناصب، في مؤسسات الدولة، وحتى في الحكومة. ويواصل الهمة استقطاب النخب السياسية من كل الاتجاهات اليسارية واليمينية، لكنه يبدي توجسا تجاه الإسلاميين الذين يشكلون هاجسه الأكبر.