ترزح المرأة هنا تحت أقدام المجتمع البطريريكي , إنها تعتبر أقل شأنا من الرجل بأكثر من كثير , بل حتى الرؤية الرسمية لها تكرس ما يروج بكل صفاقة بقوانينها المنحازة . المرأة موجودة هنا للولادة والعناية بالأولاد فقط . وكل ما عدا ذلك , هو أمر ثانوي . طبعا , تختلف النظرة للمرأة بين الدول الإسلامية , بل حتى داخل نفس الدولة تختلف زاوية الرؤية بين المدينة والقرية , بين اختلاف الأقاليم ...لكنه , يبقى العام أنها تعامل من طرف الرجل والمجتمع بدونية تختزلها فقط في جسدها . في الشارع , في المدرسة , في العمل , هي موضوع افتراس مستمر نفسيا وجسديا .. المرأة الضلع الأعوج . المرأة رفيقة الشيطان . المرأة النهدين والعجيزة . المرأة جذر الرذيلة . المرأة جالبة النحس والمصائب . المرأة النمامة الكثيرة الكلام الطويلة اللسان . المرأة نصف الرجل . المرأة العار . المرأة ناقصة العقل والدين... وغيرها من التوصيفات القدحية والتشبيهات التهكمية على شخصها . ورغم ذلك كله فعليها أن تتعايش مع هذا الواقع المرير وتتلائم مع معطياته وإلا ستعيش على هامش المجتمع . المرأة مكانها الطبيعي هو بيت زوجها : هكذا يصيح المجتمع بكل وقاحة . وجه المرأة عورة , جسدها عورة , بل كلها عورة , هكذا تجابهنا كلمات المجتمع العوراء . إلى متى ستبقى نساءنا مثل أشجار مكسورة , متى يعود إلى المجتمع روحه ؟؟ أعرف أن عقل المرأة أقوى من الإستبداد الذكوري , وأعرف أن الله سيرمي من نافذته المفتوحة على العقل كل الأوراق التي يقرأها هؤلاء الذين يزعمون أنهم رجال دين ويمتهنون المرأة . أعرف أن المرأة هي الملاك الذي سيحلق عاليا بأجنحة الحرية بعد ظلام طويل . فلترثي أيتها المرأة الطيبة كل العالم , وليس فقط نصف ميراث الرجل ... للمرأة أحلامها , رغباتها , ريشها وأجنحتها الفضية , روحها , الأفق الملون , لها الماضي والحاضر والمستقبل , ولها جسدها أيضا . قد أفلح قوم ولوا أمرهم امرأة . لو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت العشيق أن يسجد لعشيقته . النساء قوامون على الرجال ... الذين يحلمون بأن تصبح المرأة مثل خيمة سوداء , أحلم أن أراهم يمارسون تطبيق أفكارهم على أنفسهم . ولتكن لهم الجرأة والشجاعة أن يسيروا في الطرقات بالنقاب والحجاب حتى يخفوا أفكارهم البئيسة . سيحترم المجتمع نفسه عندما سوف يحترم العاشقين , وعندما سيحترم العشيقين أحدهما الآخر . أشاطرك آلامك , معي كثيرون لا أعرفهم . كلنا نسير معك في نفس الإتجاه , الألم لا يستطيع أن يفرض أسلاكه الشائكة , ولا المجتمع يستطيع . فلتكن قادرات على الحفر في هذه الثقافات المعطوبة بأصابعكن الرقيقة . أسمع في الهواء البارد حفيف ديناصورات التخلف , وأسمع خطوات المرأة تتقدم في اتجاهات صائبة ... [email protected]