يسقط كل الماكياج عن وجه الإسلام السياسي وينبت له نابان ، تظهر ملامحه ملونة بالبشاعة والإرهاب والهمجية ، إنه على حقيقته تماما كلما وضعنا موضوع المرأة على الطاولة . إن من يريد أن يفهم العنف الحاد والبربرية والتخلف عند الإسلامويين يكفي أن ينظر إلى نظراتهم المقززة واحتقارهم وتكريسهم لدونية المرأة والتشريع لذلك ، بل يكفي النظر إلى طريقة دفاعهم عن نقصان عقلها وتبعيتها المطلقة للرجل ، لتحليل طبيعة البنية الفكرية والإيديولوجية القروسطوية المتآكلة التي يسندون ظهورهم إليها . "" أصابنا مهرجو الإسلام السياسي بالغثيان وهم يرفعون المزمار والطبل ويتغنون بحقوق المرأة ، في حين لم يقدموا لها سوى تشريع إغتصابها واضطهادها وضربها وإبعادها عن إنسانيتها . مبدئيا ، لنفترض جدلا " وهذا مضحك " أن الإسلام السياسي أعطى للمرأة حقوقا في القرن السادس ميلادي ، ولنفترض معهم حقا أن المرأة في هذا التاريخ تمكنت من الحصول على حقوق أكثر بالمقارنة مع الثقافات السائدة آنذاك " وهذا خطأ أيضا سنشرحه لاحقا "، فهل هذا يعني أن تتوقف عقارب التاريخ عند القرن السادس بحجة أنها كانت تتمتع بحقوق بالمقارنة مع الظرفية التاريخية ؟؟ إنه غباء الإسلام السياسي طبعا . لن أتحدث هنا عن الذين يسجنون زوجاتهم في البيوت مدى الحياة ، لن أتحدث عن المجانين الذين يحرمون على النساء سياقة السيارات مثلا ، لن أتحدث عن من يغطي المرأة بملاءات سرير سوداء ، لن أتحدث عن من يفرض عليها الوصاية ولو كان هو أميا جاهلا وهي مثقفة عالمة ، لن ... ولن ... ولن .... سأحاول فقط توضيح بعض الإضطهاد التي تعاني منه النساء في أنظمة الإسلام السياسي بشكل عام . إنه حتى لو ذهبنا معهم في خرافاتهم ، فهذا لا يعني أننا يجب أن نقبل أن تكون وضعية المرأة في العصر الراهن هي نسخة لوضعية المرأة في القرون الوسطى . هم متشبتون حتى النخاع بأن نسكن كهوف القرن السادس الميلادي إلى الأبد ، ونحن نجيب : هذا مستحيل . لا يمكن لأحد بداخل جمجمته القليل من العقل أن يقبل بهذا الإستعباد السافر للمرأة تحت أي حجة كانت . يقولون كذبا أن المرأة كانت تتمتع بحقوق سحرية في الماضي ، ويقومون بمقارنات لا توجد إلا في مخيلاتهم ، ولكن التفكير الأعرج من داخل إيديولوجية مشلولة هو قدرهم الحتمي . أولا ، من البديهي أن يتركوا كلمة " كانت " في حال سبيلها . وبدل أن يقوموا بمقارنات في العصور القروسطوية ، عليهم أن يتحدثوا عن الحاضر ومقاربات الحاضر . إن التفكير الأعمى للإسلام السياسي هو ما يساهم في تعميق جراح تخلفنا ، فبأي منطق يتحدثون عن المرأة وهم يقولون كانت في الماضي ؟ فليقوموا بمقارنات بين المرأة التي أسكنوها في كهوف القرن السادس وبين ما وصلت إليه اليوم بعد الثورات الفكرية في مناطق العالم المتحضرة . يتشبتون بالأوهام والجنون . إنهم يريدون أن يثقبوا عجلات التاريخ بمسامير الدين . ليس من المنطقي احتقار المرأة بدعوى أن الإله هو من وضعها في ذلك القعر ، وأن الإله كرمها بأشياء أخرى تحسسها بين الفينة والأخرى بإنسانيتها . إنه من العبث أن يقول شخص لضحاياه : " أنا أضمن لكن كرامتكن ، لأنني أمرت جنودي أن يغتصبنكن بشكل لائق ، لأنني شخص ذو أخلاق ، فالإغتصاب يجب أن يمارس بأخلاق ، والضرب يجب أن يمارس بأخلاق ، والعبودية لها أخلاق ..." . هذا مثال على أخلاق الإسلامويين وسوريالتهم . إننا لا يهمنا أخلاق الإرهابيين عندما يمارسون الإغتصاب أو الإضطهاد ، لأن الفعل الشنيع مهما حاولوا تلوينه بحماقات الأخلاق التي يتحدثون عنها سيبقى فعلا شنيعا ، والإغتصاب يبقى اغتصابا ... إن تبعية المرأة للرجل ودونيتها هي فعل مستنكر وقبيح وبربري وانتهى مع نهايات فكر القرون الوسطى ، ولن يصير شيئا طبيعيا ولو وضعوا له آلاف الخرافات التي يسمونها أخلاقا . إن الكثير من النساء أيضا يدافعن عن عبوديتهن وتبعيتهن المطلقة للرجل . هذا طبيعي ، فعشرات الآلاف من سنوات المجتمع البطريريكي لن تمحوه بعض العقود من الثورة الفكرية . كما أن سيادة الفكر الإسلاموي والرغبة الجامحة في الذهاب للجنة يغيبان العقل تماما . وهذا ما يوضح في أحايين كثيرة قبول بعض النساء لدونيتهن والدفاع عنها بشراسة . اليوم ، هنالك أيضا حتى في قلب العالم الذي قطع أشواطا مع الفكر الخرافي وأحرز نقاطا كثيرة لصالح المساواة بين الجنسين ، في عمق هذا العالم ثمة حركات نسائية تناضل من أجل استعادة حريتهن ، وإن يحاول البعض من المهرجين تسويق فكرة احتقار المرأة في كل فكر خارج الإسلام السياسي ، زاعمين أنهم وحدهم في العالم من يعطي للمرأة حقوقها كاملة ، في حين أنه لا مجال للمقارنة بين المرأة كإنسان في العالم المتحضر ونظيرتها في دول إرهاب الإسلام السياسي التي ينظرون إليها كحيوان جنسي مهمته الإنجاب وخدمة الزوج حتى يطبع لها تأشيرة الذهاب للجنة . فإنهم لا يدركون بسبب عقولهم المتحجرة أن المرأة لا تزال تناضل في العالم كله لتمحي الهوة بينها وبين الرجل التي أوجدتها الطبيعة لقرون طويلة . إن التفوق الذكوري الذي أخد يتسع بعد تحول الإنسان من المرحلة البدائية ، مرحلة القطف والإلتقاط ، أي قطف ثمار الأشجار والتقاط ما يوجد فوق الأرض إلى مرحلة صيرورة الإنتاج ، فإذا كانت المرحلة البدائية أعطت جسدا قويا من الناحية العضلية للرجل ، بينما أنهكت جسم المرأة بفعل الوظيفة البيولوجية ، حيث أن شهور الحمل وصعوبات ومشاق الولادة والإرضاع ...يكون من الطبيعي معه أن يأخد جسد المرأة العضلي منحى مختلفا تماما عن جسد الرجل . هذا التفوق العضلي سيكون حاسما جدا بعد اكتشاف الزراعة وبداية التجمعات البشرية الأولى . إن حياة المرأة الإقتصادية في هذه البيئة التي تعتمد على عضلات الرجل في صناعة غذائها ، وتعتمد عليه لحمايتها في الحروب بين التجمعات البشرية التي نشبت فيما بينها ، فرضت بالضرورة ثقافة خضوع المرأة التام للرجل . وساهمت في خلق المجتمع البطريريكي الذي سيدوم إلى غاية الزلزال الكبير للفكر البشري بالتحول من العمل العضلي إلى العمل العقلي . فالمرأة لم تعد اليوم بحاجة لحماية الرجل العضلية ، بل بإمكان أجمل أصبع رقيق لامرأة مدللة أن يدمر ملايين الرجال بعضلات رومبو وعنترة بن شداد في ثانية واحدة عبر زر جميل أيضا . إنه انتقال نوعي للحياة البشرية ، وليس رغبة ذاتية في النهوض بالمساواة بين الجنسين . إن المساواة بين الجنسين ليس قرارا سياسيا أو اقتصاديا أو صراعا دينيا كما يحاول الترويج لذلك البعض ، بل إنه نتاج تطور تاريخي لا يمكن إيقافه . فالحماية الذاتية للمرأة أصبحت أمرا محسوما بدل الحاجة إلى حماية رجل بعضلات مفتولة ، سواء من حيث التطور التكنولوجي أو من حيث تطور مفهوم الدولة والقانون . أما من الناحية الإقتصادية ، فالأمر ذاته . لأن الطبيبة بالوزرة البيضاء والكعب العالي ، أو سائقة الطائرة بتسريحة شعر مميزة ، لا فرق بينها وبين رجل ضخم الجثة . الآلة اليوم حلت محل العضلات ، لذلك كان محتوما أن يبدأ بداية العد العكسي للمجتمع البطريريكي ... أما الذين يتحدثون عن بعض التفاهات عن استغلال المرأة عبر خروجها من المنزل إلى العمل عبر تشغيلها في الدعارة أو موديل للتجارة ، فإنهم أولا عليهم وضع نظارات طبية عند أقرب طبيبة لرؤية الطبيبات والمهندسات وقائدات وصلن إلى وزارات ومجالس إدارة شركات بل وإلى رئاسة دول أيضا . أما الإستغلال فهو يطال الرجال أيضا عبر تشغيلهم في البورنوغرافيا وغيرها ، إلا إذا كان إرهابيو الإسلام السياسي يعتبرون ذلك مفخرة للرجل واستغلالا للمراة . ثانيا ، عليهم أن يستوعبوا أنه إلى غاية اليوم ، ثمة في كل دول العالم " بما فيها أمريكا وفرنسا وألمانيا ... " هنالك حركات نسائية لا زالت تؤسس للعهد الجديد وتضع الأرضية الصلبة لتوديع عصر اللامساواة إلى الأبد . فما كان لعشرات الآلاف من السنين لا يمكن محوه عبر بضعة عقود من التطور المتسارع . أشير هنا في نهاية هذا التقديم أن الحال لا يسمح بتقليب موضوع المرأة عبر الثقافات كلها وعن بعض الظواهر الإستثنائية التي بصمت تاريخ المرأة كمكانتها مثلا الإستثنائية في بعض المجتمعات الزراعية حيث هي من يقوم بالأعمال خارج البيت ، أو تأليهها وتقديسها في مجتمعات أخرى ... بعد هذا التقديم المقتضب ، لنتحدث عن احتقار المرأة وتدجينها والتشريع لاغتصابها في بنية الإسلام السياسي ، ولنرفع بعض اللبس عن بعض المغالطات والأكاذيب التي تعود مهرجو الإسلام السياسي التغني بها : يقول الإرهابيون الإسلامويون أن المرأة كانت بلا مكانة قبل الإسلام وكانت تدفن حية ، وكأن خديجة التي كان الرسول يشتغل عندها قبل البعثة كانت تعيش في القمر ، ولم تكن في شبه الجزيرة العربية . ولكننا تعودنا تدجيلهم وكذبهم . فهم يحاولون لتقديم نموذجهم الإرهابي بشكل جميل القيام بتدمير البنيات الإجتماعية والثقافية السابقة وتشويهها ، ليبدو وكأن الإسلام السياسي قام بنقلة نوعية من حياة جاهلة إلى حياة راقية . فعندما فشلوا فشلا ذريعا في إنتاج نظريات حياة متماسكة لم يعد أمامهم سوى مهاجمة ما قبلهم ، وتقديم صورة مزيفة عن الواقع . فإذا نسوا خديجة ومكانتها التي كانت تفوق مكانة الرسول قبل البعثة ، ذكرناهم بالملكة زنوبيا التي كانت قبل الإسلام ، والتي لم تصل امرأة في 14 قرنا من الإسلام إلى مرتبتها . فإذا نسوهما ذكرناهم بسجاح ومكانتها في قومها حتى أنها ادعت النبوة . أما أقاصيص فطاحلة الشعراء كعنترة بن شداد وامرؤ القيس فهي خير دليل لهم على مكانة المرأة واحترامها قبل الإسلام . أما كذبة الوأد التي ألصقوها بالعرب ، فهي لم تكن تتعدى بعض القبائل ، وحتى داخل القبائل كانت في عائلات بعينها فقط ، وليس الإسلام هو من أول من نهى عن القتل الذي كان يطال الذكور أيضا خشية الفقر ، بل طالب الكثيرون بالإبتعاد عن الظاهرة كزيد بن عمرو بن نفيل وكذا صعصعة جد الشاعر الفرزدق الذي مدحه الفرزدق قائلا : أبي أحد الغيثين صعصعة الذي متي تخلق الجوزاء والنجم يمطر أجار بنات الوائدين ومن يجر على القبر يعلم أنه غير محضر يتحدث الإرهابيون - بدرجة يعتقد فيها طبعا من يملك عقلا وليس من يجلس فاغرا فاه أمام مريده - وكأن نساء الجزيرة العربية كن أشباحا بعثن من الموت بعد الوأد . وكأن هند بنت عتبة لم تكن موجودة . وكأن حرب البسوس لم تكن بسبب صرخة امرأة . وكأن الإسلام السياسي عندما جاء خلق حرية كبرى ، في حين أنه كرس اغتصاب الإماء وإستباحة أعراضهن . فأية حكمة إلاهية يريدنا أن نفهمها مهرجو الإرهاب من تحليل مضاجعة الإماء بلا عدد ولا حساب ... أول سؤال يسقط فجأة ، لماذا خلق الله المرأة من ضلع أعوج للرجل ، أو لماذا لم يذكر لنا الإله طريقة خلق حواء في القرآن وتركها مبهمة ؟ لماذا كانت اللامساواة بين الجنسين عندما خلق الله آدم من طين ؟ هل كان طين الإله كافيا لصناعة آدم فقط ؟ ما معنى أن يخلق الإله المرأة لتكون مكملا ثانويا للرجل ؟ هل العدالة الإلهية تستوعب هذا التفكير الإيديولوجي ؟ أم أن الأمر برمته يجد جدوره في مخيلات مهرجي الإرهاب السياسي ؟ لماذا لم يرسل الله امرأة لتكون من درجة رسول ، إن كان النصر من عند الله ؟ أم أن الأمر كان خاضعا لشروط تاريخية وظرفية إيديولوجية معينة ؟؟؟ إن قرآن معاوية أسهب كثيرا في وصف الجنة للذكور ، في حين لم يصفها للإناث . وكأن الجنة امتداد للمجتمع البطريريكي . وتفنن في صناعة صور للنساء والحور العين الكثيرات الجميلات ك "إنا أنشأناهن إنشاء فجعلناهن أبكارا عربا أترابا لأصحاب اليمين " ، " فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان" ، ولم تأتي ولو آية واحدة لتوصيف ما ستستمتع به النساء من ذكور في الجنة . فخطاب القرآن الجنسي موجه للذكور فقط ، أما عندما يتعلق الأمر بالنساء فالأمر حرام عليهن ومقزز ؟؟؟ إن هذا الخطاب الذكوري والعقلية الذكورية هو ما يؤسس لكل تشريعات الإسلام السياسي من ألفه إلى يائه . فإن كان المؤمن سيجد حوريات كثيرات يفتض بكارتهن كل مرة ، فماذا عن المرأة ؟؟؟ هل ستجد حورا عينا ذكورا تفتض بدورها بكارتهم كل مرة ؟ أم أنها ستتحول إلى حورية لتلبي رغبات المسلمين الجنسية ؟ وكأن المرأة المسلمة مكتوب عليها الشقاء في الدنيا والآخرة ، وليست الآخرة فقط ، بل هي الجنة ، التي أظن أنها لا تختلف عن الجحيم إذا كانت نساءها سيتعرضن للإغتصاب. ثم ، أليس من حق المسلمة أن تختار في الجنة من ستضاجعهم ؟؟؟ إنها للأسف جنة للذكور فقط . أظن أن فقهاء الظلام لهم أجوبة شافية بخصوص الموضوع لتثبيت المرأة وصناعة الطمأنينة عن مصيرها في الآخرة ، لكن سيبقى السؤال الأبدي : لماذا لم يشرح لها قرآن معاوية علاقاتها الجنسية التي تجاوز شرحها للنساء ، بينما تماهى في البورنوغرافيا مع الرجال . ما لا أفهمه في منطق الإرهابيين أيضا " حقيقة ، لا أفهم الكثير من جنونهم " ، هو كيف يدافع مهرجو الإرهاب على تعدد الزوجات ، بينما كان عليهم الدفاع أيضا عن ما ملكت أيمانهم من إماء . هل لا يخجلون من أنفسهم قليلا ؟؟ الغريب ، أنهم حسب إيديولوجيتهم المريضة أن الجنس هو ليس فقط مع أربعة نساء ، بل حتى مع الإماء . ولأنهم يحلمون بالغزوات ويدافعون عنها وعن الفتح الإسلامي وينتظرونه ، فلنفترض أنهم أسروا أوربيات كافرات ، هؤلاء الأوربيات حسب شريعة الإسلامويين الأخلاقية جدا ، هن حلال عليهم . وسينكحون هؤلاء الأوربيات في سبيل الله ، طبعا بالإضافة إلى زوجاتهم الأربع . فهل ثمة شخص في العالم يفهم هذه الأخلاق العالية والحكمة الربانية في تعدد الأنكحة للرجل ؟؟ فإن استطاعوا أن يبرروا الزواج بأربعة ، كيف سيبررون للعالم هذا الجوع للجنس في سبيل الله ، مع ما ملكت أيمانهم ؟؟ ولا أظن أن أحدا سيعترض على الفتح الإسلامي من الإرهابيين طبعا ، ويصف الصحابة باغتصاب النساء وغيرهم ... لأنه شيء طبيعي في الشريعة الإسلامية ، واقتسام غنائم النساء كان حتى في غزوات الرسول ، بل إن صفية زوجة الرسول كانت غنيمة من إحدى غزواته ضد اليهود . إذن ، فالحديث عن اختلاف الظروف التاريخية بالنسبة للإماء يفرض بالضرورة الحديث عن إلغاء تعدد الزوجات أيضا ، وهو ما سيجر معه الحديث عن الكثير من الأمور الأخرى . إن محاولة التشبت بالزواج بأربعة من طرف الرجال يعني أن المرأة يحق لها الزواج بأربعة أيضا حسب التبريرات المجنونة للمهرجين . يقول البعض منهم إن الرغبة الجنسية للرجل أكثر من المرأة ، وهذا كلام يظهر من خلاله جهل صاحبه ، لأن الرغبة الجنسية حالة شخصية وذاتية ، وتختلف حسب العمر والسيكولوجيا والبيولوجيا ... ، وإلا قلنا أن المرأة التي تتوفر على رغبة جنسية قوية يبرر لها الشرع الزواج بأربعة رجال ، إن كانت ثمة عدالة إلهية حيث الله يهتم بالرغبة الجنسية لعباده ، دون انحياز لتلبيتها عند الذكور بذل الإناث . أما من يقول بالحفاظ على النسل ومعرفة الأب ، فنقول له : إن تحليلات دي . ن . أي كفيلة بتحديد الأب بشكل لا يقبل الخطأ ، فبأي جنون سيتحججون أيضا ؟ سيقول البعض إن الزواج بأربعة هو في حالة مرض المرأة ، ونجيبه : وفي حالة مرض الرجل ؟؟ لماذا ليس من حق المرأة تلبية غريزتها ؟؟ أما المضحك في الأمر ، هو أن البعض يقول مرة أخرى أن الآخرة هي ما ينبغي العمل له ، وكأن المرأة هي وحدها المقدر عليها الصبر والعمل للآخرة بالتضحية بالغريزة ، بينما الله يهتم بالتفاصيل الدقيقة للرغبة الجنسية للرجل ... إن اللامساواة في الإسلام السياسي بين المرأة والرجل ، يجب إعادة قراءتها قراءة واعية دقيقة تستحضر حقوق الإنسان والمساواة بين الجنسين . ولا داعي لأن يصب الإرهابيون كافة لعناتهم على أمريكا والغرب بدعواتهم الساذجة التي أصبحت خارج التاريخ ، لأنه ليس من المعقول إعتبار المرأة التي أصبحت تسوق الطائرة ، والتي تقوم بعمليات حسابية وفيزيائية جد دقيقة ، والتي لا يستطيع كل رعاة الجمال والغنم الذين وجدوا في القرون الوسطى مجتمعين أن يقوموا بعملية واحدة منها ، ليس من المعقول أن تكون شهادتها نصف شهادة الرجل ؟ فأي تبرير سوف يسوقونه لاعتبار شهادتها بنصف شهادة الرجل ؟ أما سرقة ميراث النساء عبر تخصيصهن بنصف نصيب الذكور فهي جريمة في الزمن الحاضر، لا تقوم به إلا المجتمعات القروسطوية . فإذا كان هذا الميراث صالحا في الزمن الماضي ، فإنه ليس صالحا في القرن الواحد و العشرين تحت أي حجة كانت . فالله لا يقبل أن يكون نصيب المرأة نصف نصيب الرجل ، وشهادتها نصف شهادته . أما تلك الخرافات التي تقول بأن الرجل هو المكلف بإطعامها وإعالة الأولاد ، فالمرأة اليوم أصبحث في الكثير من الأحايين هي من يقوم بإطعام الرجل . وذلك على كل حال ، اتفاق شخصي بين الزوج وزوجته تؤطره القوانين والدخل الفردي ووو ، وليس تبريرا لسرقة نصف ميراث المرأة . أما البيدوفيليين الذين يريدون اغتصاب بنات السبع السنين بحجج هاوية ، وبحجة أن الرسول تزوج عائشة وهي بنت سبع سنين ودخل بها وهي بنت تسع سنين ، ويدافعون عن التشريع لذلك ، فلا يمكنني أن أقول لهم شيئا سوى أنهم في حاجة ماسة لزيارة مستشفى للأمراض العقلية . نأتي لمسألة ضرب النساء والتشريع لها . يقول الإرهابيون أن من حقهم ضرب زوجاتهم ، ولكنهم سوف يضربوهن بأدب كما جاء في الآية القرانية التي تقول " والتي تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن... " ، إن الضرب يعني الإرهاب ، وإلا لما كان وجوده مبررا . إنهم لن يضربوهم وكأنهم يلعبون معهن لعبة غميضة . فبعد القسوة عليهن وهجرهن تأتي مرحلة الضرب . ما معنى غير مبرح ؟؟؟ إن كان لن يؤثر في المرأة ، فما داعي لضربها أصلا ؟؟ فإتيان فعل الضرب في حد ذاته يتضمن إرهابا ، وليس طريقته ما تهمنا الآن ، لأننا نرفض الضرب أصلا جملة وتفصيلا ، فلماذا سنناقش طريقته؟؟؟ إن الطلاق هو حل سلمي حضاري بين الرجل وزوجته عندما تنتهي كل وسائل الحوار الحضارية بدل اللجوء إلى هذا الإرهاب الذي يمتد إلى الأسرة . إن كل من يتحدث عن ضرب زوجته اليوم هو شخص إرهابي ويجب إيداعه السجن مباشرة . من هنا تكون مجموعة من آيات قرآن معاوية استنفذت وجودها وضرورة وجودها . أما ذلك الإضطهاد ضد المرأة فيمكننا فهمه في سياقه التاريخي . ولكننا لا يجب علينا الإلتصاق به إلى الأبد كما يريدنا مهرجو الإسلام السياسي ... إن أمثلة اضطهاد الإسلام السياسي للمرأة كثيرة ، ولا حصر لها . بل إن كتبا كثيرة لن تستوفي الموضوع حقه . ربما يكون من الضروري أن نكتب مقالات أخرى . ربما أيضا سوف يحترم الإرهابيون المرأة يوما عندما يكفون عن كونهم إرهابيين ، ربما سيتوقفون عن النظر إليها كجسد للغريزة الجنسية فقط . وعندما يرى المرء امرأة تصلي بالناس في المسجد رجالا ونساءا ، من الواجب عليه أن يفهم أن ثمة مساحة شاسعة بين الإسلام والإسلام السياسي ... [email protected]