أثار نشر جريدة النهار المغربية لصورة ملونة لجماهير نادي الوداد الرياضي مع عنوان بارز جاء فيه " اعتقالات واسعة في صفوف جماهير الرجاء " استياء العديد من الفعاليات الودادية، لإقحام جماهير فريقهم المفضل في موضوع متعلق بأحداث شغب قامت بها فئة محسوبة على جماهير الرجاء البيضاوي. فبعيد نهاية المباراة المؤجلة بين الرجاء البيضاوي و الكوكب المراكشي، و التي أقيمت ليلة أول أمس الثلاثاء بمركب محمد الخامس، و انتهت بفوز الزوار بهدفين مقابل هدف واحد، تم رشق الحافلة التي كانت تقل لاعبي و الطاقم التقني و الإداري و الطبي لنادي الكوكب المراكشي، بالحجارة بشارع أنفا، خلف خسائر مادية، همت بالأساس زجاج الحافلة، نتج عنه اعتقالات كثيرة في صفوف بعض المشتبه فيهم من أنصار الرجاء البيضاوي. الخطأ الذي وقعت فيه يومية النهار المغربية، عن قصد أو غير قصد، دليل إثبات على أن جزءا من الإعلام المغربي المكتوب في حاجة ماسة لدورات تكوينية، و عليه أن يتمتع بمزيد من الرزانة في تحرير المقالات و المواضيع الرياضية، فكيف يعقل أن لا يميز الصحافي الذي قام بكتابة المقال المشار إليه أعلاه، و كذلك رئيس تحرير اليومية، بين جماهير الرجاء البيضاوي المعروفة بلونها الدائم الأخضر، و جماهير نادي الوداد الرياضي المعروفة بلونها الأحمر الخالد. و الأكثر من هذا أن الصورة المنشورة مرتين ( بالألوان بالصفحة الرئيسية و بالأبيض و الأسود بالصفحة الثانية ) ليست من اللقاء الأخير الذي جمع الرجاء البيضاوي و الكوكب المراكشي، أو حتى مأخوذة من مدرجات مركب محمد الخامس، بل هي ملتقطة من مدرجات مركب الأمير مولاي عبدالله بالعاصمة الرباط، خلال لقاء سابق بين نادي الوداد الرياضي و مضيفه الجيش الملكي. فالكل هنا بالمغرب من عشاق الساحرة المستديرة، يعرف جيدا مدى الحساسية المفرطة الموجودة بين جماهير الغريمين التقليديين، و لن يقبل أي واحد من جمهور الفريقين أن يتم الزج بمكونات فريقه المحبوب في موضوع يهم الغريم التقليدي، خاصة إذا كان هذا الموضوع يهم الشغب، أو ما إلى ذلك من المواضيع التي تسيئ لسمعة أحد الفريقين. فهل بمثل هذه الجرائد كان القارئ المغربي سيواكب تغطية أطوار كأس العالم 2010 لو كان قد وقع الإختيار على المغرب لتنظيمه عوض جنوب إفريقيا ؟ و هل يرحم جمهور برشلونة أو ريال مدريد، لو حدث مثلا خلط لوسائل الإعلام الإسبانية بين صور جماهير الفريقين في أحداث شغب قام بها جمهور أحد الفريقين ؟ و معلوم أن جريدة النهار المغربية، يتحمل مسؤولية إدارتها و رئاسة تحريرها، عبدالحكيم بديع، دخلت سنتها السادسة من الوجود، تعتمد أساسا و كليا على المواضيع الجنسية، من خلال تخصيص صفحات يومية تحت عنوان " المسكوت عنه " بهدف جلب المزيد من القراء، الذين نفروا من مثل هذه الجرائد، و ما رقم مبيعات هذه الجرائد لخير دليل ما نذهب إليه، حيث الإقبال ضعيف جدا على يومية النهار المغربية.