تتجه أنظار أنصار عشاق الساحرة المستديرة نهاية الأسبوع الجاري، صوب مركب محمد الخامس بالدار البيضاء و معلب العبدي بالجديدة، اللذين سيحتضنان قمتي الجولة الثانية و العشرين من الدوري المغربي لكرة القدم، و اللتين ستجمعان على التوالي كل من نادي الوداد الرياضي و ضيفه الجيش الملكي، و الدفاعي الحسني الجديدي و ضيفه الرجاء البيضاوي. هاتين القمتين الكرويتان، من المنتظر جدا، أن تستقطبا أعداد غفيرة من جماهير الأندية الأربعة، خاصة قمة الكلاسيكو الكبير، الذي سيجمع الوداد الرياضي و الجيش الملكي غدا السبت انطلاقا من السابعة السابعة ليلا، قمة تعد بالإثارة و التشويق، كما أنها ستستنفر السلطات الأمنية بالدارالبيضاء، التي ستعمل جاهدة على تفادي أي مواجهة محتملة بين أنصار الفريقين، قبل و أثناء و بعد نهاية المواجهة الحارقة بين قطبي كرة القدم المغربية، لهذا فالسلطات الأمنية مضطرة على مرافقة الجمهور الرباطي منذ وصوله للبيضاء و إلى غاية مغادرته لها. السلطات الأمنية ستعمل أيضا على تطويق كل الشوارع المؤدية لمركب محمد الخامس، بالعشرات من رجال الشرطة و التدخل السريع و فرقة الصقور، لأن المواجهات التي تجمع عادة الجيش الملكي بفريقي العاصمة الإقتصادية ( الوداد و الرجاء ) شكلت على الدوام مواجهات استثنائية ينبغي التعامل معها بشكل استثنائي، نظرا للعداء الكبير الذي يوجد بين الجماهير الرباطية المساندة للجيش الملكي، و الجماهير البيضاوية التي تتوحد في ما بينها لتشجيع فريقا البيضاء، في مفارقة غريبة بالدوري المغربي، على اعتبار أن هناك صراع أزلي بين جماهير الوداد الرياضي و الرجاء البيضاوي قبل نصف قرن من الزمن. و ارتباطا بنفس الموضوع، تستعد مدينة الجديدة لإحتضان لقاء دفاعها المحلي ضد الرجاء البيضاوي، و تحاول سلطاتها الأمنية جاهدة أن تمر هذه المواجهة دون خسائر تذكر، لهذا فهي طلبت من زميلتها في البيضاء، إرسال المزيد من التعزيزات الأمنية المختلفة، في أفق تنفيذ خطتها الأمنية قبل بداية المواجهة القوية، التي تجمع الوصيف بالمحتل للرتبة الثالثة بالدوري المغربي، و تأتي أيام قليلة بعد أحداث الشغب، الذي قامت به فئة من الجمهور الجديدي بعد هزيمة الدفاع بميدانه أمام النادي القنيطري. نتمنى صادقين أن تمر المواجهتين في أجواء رياضية بعيدة عن التعصب المبالغ فيه، و أن يكون أداء الأندية في مستوى تطلع الجماهير المغربية، التواقة لرؤية بطولة مغربية تغري بالفرجة و المتعة الكرويتين.