تقام في نهاية الأسبوع الجاري منافسات الدورة الثامنة من بطولة القسم الوطني الأول في كرة القدم، التي تكتسي جميع مبارياتها أهمية قصوى سواء بالنسبة للأندية الساعية إلى مواصلة انطلاقتها الموفقة أوتلك التي يسكنها هاجس تجاوز البداية المتعثرة. ويشكل اللقاءان اللذان سيجمعان بالمركبين الرياضيين محمد الخامس بالدار البيضاء والأمير مولاي عبد الله بالرباط ، الأول بين فريقي الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي، والثاني بين الجيش الملكي والوداد البيضاوي قمتي الدورة بدون منازع . وتكمن أهميته اللقاء الأول في كون طرفيه يجمع بينهما قاسم مشترك يتمثل في سعيهما الحثيث إلى الإستمرار في المقدمة، ويراهنان في ذلك على تشكيلتيهما الشابتين، وهو ما سيضفي على المباراة روحا حماسية ويعد بطبق كروي رفيع. كما أن فريقي الرجاء البيضاوي والدفاع الجديدي، يعدان من أنجح الأندية خلال هذا الموسم ، بفضل توفرهما على مجموعتين متجانستين ولاعبين متألقين قادرين على تحويل النتيجة في أي وقت، على غرار مهاجم الدفاع الجديدي باب لاطير متصدر هدافي الدورة بستة أهداف . وتحذو كل واحد من الفريقين رغبة أكيدة في تزكية النتائج الإيجابية التي حققها في الدروات الأخيرة، بتسجيل الفوز في هذه المباراة، التي يصعب التكهن مسبقا بنتيجتها. ومن بين أقوى لقاءات الدورة أيضا، المواجهة التي ستجمع بالرباط بين فريقي الجيش الملكي، الجريح، والوداد البيضاوي، المطادر المباشر لمتزعم الترتيب، الذي يتطلع إلى تزكية نتائجه الإيجابية بتحقيق فوز آخر يحافظ به على مكانته في المقدمة، في الوقت الذي سيعمل الفريق العسكري بكل ما أوتي من قوة لاستغلال عاملي الأرض والجمهور والظفر بثلاث نقط المباراة التي تجعله يطمئن على مقعده في سبورة الترتيب ويمحو بها تلك الصورة الباهتة التي ظهر بها منذ بداية الموسم. ويستمد هذا اللقاء أهميته أيضا من كون مواجهة الفريقين عبر تاريخهما الطويل إن بالدار البيضاء أو الرباط، تستأثر باهتمام عشاق الكرة المستديرة، لما يطبعها من ندية وحماس وإثارة . ولن تحيد مباراة المغرب التطواني والكوكب المراكشي (المركز الثالث)، عن طابع الندية والحدة، للحاجة الماسة للفريقين معا لتحقيق نتيجة الفوز الكفيلة بإبقائهما في المقدمة، خاصة فريق الكوكب المراكشي الذي تعرض للهزيمة في عقر داره أمام الرجاء البيضاوي وتراجعه إلى المركز الثالث. وعلى النقيض من ذلك، تبدو الفرصة مواتية أمام فريق اتحاد الفتح الرياضي، المنتشي بالفوز الثاني له على التوالي ، لتسجيل فوز آخر ومواصلة تألقه وتسلق سلم الترتيب بثبات، حين يحل ضيفا على فريق وداد فاس صاحب المصباح الأحمر، الذي لن يبقى مكتوف الأرجل وسيعمل جاهدا على تحقيق فوزه الأول الكفيل بتصحيح مساره وبإعادته إلى أجواء المنافسة.