عرفت تركيبة الجالية المغربية المقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية تغيرا خلال العقد الأخير، حيث أصبحت أكثر تنوعا، وتضم عددا متناميا من النساء اللواتي تتمتعن بمؤهلات وكفاءات عالية وبنشاط كبير في أوساط اشتغالهن. ويمثل هذا الوجه الجديد من الهجرة، جيل جديد من المغربيات اللواتي تتوفرن على مؤهلات دقيقة، وهو ما يفرض تنمية هذه الكفاءات المغربية وبحث سبل حماية هويتها. + مغربيات أمريكا: مؤهلات متنامية باستمرار + بالنسبة لعائشة لحلو، وهي شابة مغربية مقيمة بالولايات المتحدةالأمريكية منذ 14 سنة، فإن هذه الصورة الجديدة للمغاربة في أمريكا "ترتبط أكثر فأكثر بجيل جديد من المغربيات" المقيمات ببلاد العم سام. وتعتبر هذه الشابة المغربية، التي تشغل منصب مسؤولة عن برنامج المغرب العربي والشرق الأوسط بالمركز الدولي للمقاولات الخاصة بغرفة التجارة الأمريكية، نموذجا لهذه الموجة الجديدة من النساء اللواتي يشتغلن بسهولة بثلاث لغات، ويقدمن صورة عصرية عن المرأة المغربية. غير أن عائشة، التي أحرزت كذلك على دكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة هيوستن سنة 2005، تقر بأنه لم يكن من السهل أن تفرض نفسها كامرأة في مجالات ظلت حتى وقت قريب حكرا على الرجال. وأوضحت، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه "إلى جانب المشاكل المعتادة المرتبطة بالحاجز اللغوي، تطرح على النساء المهاجرات بالولايات المتحدة مهمتان تتمثلان في الاندماج في بلد الاستقبال والحفاظ على أصولهن". وأبرزت عائشة أن الجالية المغربية بالولايات المتحدة "لم تعد تبدو ككتلة واحدة، وإنما كمجموعة متعددة الأشكال، تتميز باشتمالها على عدد متنامي من النساء اللواتي يتوفرن على مسار مهني مختلف بشكل كبير عما كان عليه الأمر بالنسبة للأجيال الأولى". ومن جهتها، اعتبرت زهرة (24 سنة)، شقيقة عائشة الصغرى، أن الجيل الجديد من النساء المنحدرات من المغرب، بدأ يفرض نفسه بشكل أكثر وضوحا، عبر التحلي بروح العزيمة والمثابرة. ولاحظت زهرة، التي تشتغل بمؤسسة (أدفايزري بورد كامباني) وهي مجموعة تفكير متخصصة في الصحة العمومية وتشتغل مع حوالي 2500 مستشفى ومقاولة في القطاع، أن "هؤلاء النساء أكدن بما لا يدع مجالا للشك، أنهن قادرات على النجاح في مقاولاتهن والتميز على الصعيد الأكاديمي". + النساء المغربيات مدعوات إلى الانخراط بشكل أكبر في مشاريع بوطنهن الأم + واعتبرت زهرة أن الجيل الجديد من النساء المغربيات، الذي تنتمي إليه، يضم عددا متزايدا من الحاصلات على الشهادات الجامعية المتميزة والطبيبات والمتخصصات في الكيمياء والعلوم ، واللواتي بإمكانهن نسج روابط مع وطنهن الأم من خلال جمعيات للتنمية المحلية. وهي وجهة النظر التي تدافع عنها ياسمين حسناوي، أستاذة الثقافة المغربية بكلية (أميرست) بولاية ماساشيوستس (شمال شرق البلاد)، والتي أكدت على ضرورة استثمار نساء الجالية المغربية لمعارفهن وخبراتهن وجعلها رهن إشارة بلدهن الأم. ورغم إعرابها عن الأسف بسبب "الاستثمار المحتشم لهذه الجالية الشابة في مشاريع كبرى بالمغرب"، إلا أن السيدة ياسمين حسناوي، وهي عضو بشبكة (هوم أوف موروكن إيديكترز أند موروكن ستودنتس إن أميركا)، سجلت أن هذا التوجه في طريقه إلى الزوال، ليحل محله مبادلات وتعدد للمشاريع التي تسيرها هؤلاء النساء. وبالنسبة لأمال لفحل، وهي من بين النساء القلائل اللواتي يشتغلن بقطاع العقار، فإن هذا الجيل الجديد من النساء يتوفر على كافة الأدوات والوسائل اللازمة للنجاح سواء بالولايات المتحدة أو غيرها. وأكدت أنه "يتعين فحسب الإيمان بإمكانيات هذه الفئة وتحديد مرمى محدد من أجل تحقيق أهدافه"، مبرزة أن المرأة المغربية تتوفر على العديد من الكفاءات، وتضطلع بدور كبير في النهوض بصورة المرأة العربية والمسلمة.