أكد رئيس مجلس الجالية المغربية المقيمة بالخارج إدريس اليزمي، أول أمس السبت بواشنطن، أن التجربة الراسخة لمغاربة الولاياتالمتحدة، أحد اكبر البلدان المستقبلة للمهاجرين ذي النموذج الخاص للاندماج ، ستغني الموروث الثقافي للجالية المغربية ، وستشكل مدرسة جديدة للتعلم . "" ولاحظ اليزمي، في مداخلة خلال افتتاح المؤتمر السنوي الرابع للائتلاف المغربي الأمريكي، الذي ينظم تحت شعار "التواصل الإلهام والتطور "، أن تواجد المغاربة في الولاياتالمتحدة ما فتىء يتزايد ، مشيرا إلى أن كل جالية مغربية، خاصة تلك المقيمة بالولاياتالمتحدة ، تعرف تنوعا " تتضح معالمه مع مرور الوقت ". وأضاف اليزمي أن " مغاربة الولاياتالمتحدة لا يختلفون عن مواطنيهم المقيمين في بلدان أخرى، غير أن مساراتهم وتجربتهم الاجتماعية والثقافية تبقى مختلفة"، مشيرا إلى أن المغاربة عبر العالم يندمجون بشكل سلس داخل بلد الاستقبال، مع الحرص على الحفاظ على تشبتهم الراسخ بالمغرب . ولاحظ اليزمي أن عملية اندماج المغاربة لم يعد بالامكان إنكارها كما يشهد على ذلك ظهور أجيال شابة ، وحصول مئات الآلاف من المهاجرين المغاربة على الجنسية ،وانخراط هؤلاء المغاربة بنشاط في الحياة المدنية في بلدان إقامتهم. ومن جانبه، أبرز سفير المغرب بواشنطن عزيز مكوار الدور الكبير المنوط بالجمعيات العاملة في مجال حماية مصالح المغاربة المقيمين بالولاياتالمتحدة ، وتعزيز روابطهم ببلدهم الأصلي ، مشيدا بتبؤ عدد من المغاربة لمناصب جد هامة داخل مقاولات أمريكية ذات شهرة عالمية . كما أكد مكوار على المكانة الهامة التي يحتلها أعضاء الجالية المغربية بالولاياتالمتحدة، ومساهمتهم الكبيرة في تقديم صورة جيدة عن المملكة ، مبرزا أهمية الانخراط في الائتلاف المغربي الأمريكي وغيره من الهياكل أو التنظيمات من أجل إسماع صوت الجالية المغربية المقيمة في مختلف مناطق الولاياتالمتحدة من جهة أخرى، اعتبر عبد الرحيم فقراء ، صحفي مغربي مقيم بواشنطن، أن إسماع أصوات المغاربة في الولاياتالمتحدة ، يقتضي من هذه الجالية الاستثمار في جميع مناحي الحياة الأميركية ، خاصة في المجالات السياسية ووسائل الإعلام. وتقدم هذه الجاليات نموذجا مثاليا للهجرة كوسيلة للاستثمار على المدى الطويل يعود بفوائد سياسية واقتصادية وثقافية سواء تعلق الأمر ببلدان الاستقبال أو البلد الأصل . وأشار المتدخل إلى أن قوة المغاربة الأمريكيين لا تقف عند مساهمتهم الفكرية ، بل تتعداها لتحمل إرثا تاريخيا . من جهته، توقف إدريس اوعويشة، رئيس جامعة الأخوين عند مهام هذه المؤسسة، ومن بينها تطوير الشراكة خاصة مع العالم الأنغلوساكسوني، معتبرا أن هذه الجامعة تتوخى الاضطلاع بدور صلة الوصل بين المملكة والبلدان الأنغلوساكسونية. وبعد أن أشار إلى المعدل المرتفع جدا لتوظيف خريجي هذه الجامعة، استعرض اوعويشة من جهة أخرى، أولويات المخطط الاستراتيجي للجامعة برسم ما بين سنة 2010 و1014 ، ومن ضمنها تعزيز النموذج التربوي الشمال-أمريكي وعولمة الجامعة والاستقرار المالي والريادة التربوية والإبتكار وتنمية الرأسمال البشري. ويعد الائتلاف المغربي-الأمريكي الذي يعقد اجتماعه السنوي الرابع ، على مدى يومين ابتداء من يوم امس السبت ، ثمرة تعاون بين حوالي 20 جمعية للمغاربة المقيمين بمختلف مناطق الولاياتالمتحدة. ويتوخى منظمو هذا اللقاء تدارس القضايا المتعلقة بالعلاقات المغربية-الأمريكية في جوانبها الاقتصادية والثقافية والتربوية والبشرية ، والمواضيع ذات الصلة بالجالية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة ، وآفاق نموها داخل مجتمع الاستقبال. ويتضمن برنامج هذا اللقاء أيضا مداخلات حول تطور الجالية المغربية المستقرة بالولاياتالمتحدة، إضافة إلى السبل التي يتعين تفعيلها بهدف إحداث مزيد من الشراكات المغربية الأمريكية. وتميز اليوم الأول بإثارة النقاش حول المواضيع المتعلقة بانخراط الجالية المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدةالأمريكية في مختلف مجالات الحياة . وتدارس متدخلون آخرون السبل الكفيلة بتعزيز المكتسبات التي حققتها الجالية المغربية بالولاياتالمتحدة، عبر برامج يتم إنجازها ليس فقط بالولاياتالمتحدة ولكن أيضا بالمغرب، فضلا عن الشراكة في المجال الديني خدمة للقضايا ذات الاهتمام المشترك. وستدارس المشاركون، أمس الأحد، القضايا ذات الصلة بفرص الأستثمار واتفاقية التبادل الحر التي تم إبرامها بين الولاياتالمتحدة والمغرب ، وتطلعات الجالية المغربية من اجل تحقيق الحلم الأمريكي، مع بقائها وفية لتراثها. وتجدر الإشارة إلى أن الائتلاف المغربي-الأمريكي ، الذي احدث سنة 2006 ، يهدف الى ابراز أنشطة ومختلف أعمال العديد من الجمعيات المغربية المقيمة بالولاياتالمتحدة، علاوة على القيام بدور قناة لتواصل وتعاون يرمي إلى النهوض بمصالح الجالية المغربية بالولاياتالمتحدة وتعزيز هويتها وتشبتها ببلدها المغرب