أكد عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، لـ التجديد أن استطلاعا للرأي قام به معهد متخصص في ستة دول أوروبية لفائدة مؤسسة مجلس الجالية، يعلن عن نتائجه في الأسابيع القليلة المقبلة، سيتيح توفير قاعدة للمعطيات لفهم التحولات الجذرية التي تعيشها الجالية المغربية في الخارج، مشيرا إلى أنه لأول مرة في المغرب سيمكننا الاستطلاع من الحديث بأرقام في الموضوع. وأضاف بوصوف في تصريح لـ التجديد بأنه تم التركيز عن مساهمة البحث العلمي في حل مجموعة من الإشكالات المرتبطة بالقضية الدينية. وكان بوصوف يتحدث في إطار أشغال ندوة علمية دولية نظمها مجلس الجالية المغربية بالخارج، تحت عنوان الإسلام في أوروبا : أي نموذج ؟، شكلت الإشكالية الدينية محور أشغالها التي اختتمت أول أمس الأحد بالدار البيضاء. وشارك فيها خبراء ومختصون وعلماء دين وفاعلون في المجال، بهدف إثراء النقاش وتعميقه حول واقع الدين الإسلامي في أوروبا، وخاصة ما يتعلق بالنموذج الإسلامي ضمن السياق الأوروبي المتسم بالتعددية والعلمانية. وشمل برنامج هذا اللقاء العلمي تشخيص الوضع الحالي لنموذج أو نماذج الدين الإسلامي داخل بلدان المهجر، إضافة إلى تحليل المرجعية لدى المسلمين في أوروبا، وإلى ذلك ركزت أعمال الندوة على ثلاثة مواضيع رئيسية، هي جغرافية الإسلام في أوروبا، والإسلام الأوروبي وإشكالية المرجعية، ثم النموذج الديني المغربي والسياق الأوروبي، وختم اللقاء بمائدة مستديرة حول موضوع المرجعية والممارسات الدينية لدى النساء أو الشباب المسلمين في أوروبا. واعتبر عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، الجالية المغربية، أن هذه الندوة تأتي في سياق التعبير عن انتظارات الإنسان المغربي الذي له علاقة متميزة بالدين، وتفعيل مطلبه بخصوص التأطير الديني لهم ولأبنائهم. وذلك لأجل إيجاد أجوبة عن العديد من الأسئلة المطروحة في هذا المجال للوصول إلى نموذج يتلاءم مع القضية الدينية التي تطرح بإلحاح لدى الجالية المغربية ببلدان المهجر. من جانبه شدد إدريس اليزمي رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، على أن التفكير في الإشكالية الدينية، يفرضه الانفتاح على انتظارات الجالية المغربية أولا، موضحا لـ التجديد أن هناك مسلسل اندماج سريع ومعقد يشكل تحديا استراتيجيا، إضافة إلى عنصر الاهتمام والجدل حول الإسلام في البلدان الأوروبية. وأشار اليزمي أن دراسة كل الإشكالات التي تواجه المغاربة، (تحدي معرفة الأديان الأخرى، تحدي تكوين الأطر الدينية، تحدي الأجيال، تحدي تنوع الجالية، تحدي نماذج الاندماج، تحدي تنوع في التركيبة البشرية المهاجرة، وأغلبها من النساء الذين يشكلون أكثر من 50 في المائة من المهاجرين المغاربة..) تشكل إشكاليات مستقبلية لبلورة تقرير استراتيجي سيصدر العدد الأول منه في فبراير .2010 وفي إطار تحقيق مسعى بلورة سياسة عمومية تستند إلى معرفة علمية، وقع مجلس الجالية المغربية بالخارج، مساء السبت المنصرم، في إطار الندوة الدولية الإسلام في أوروبا: أي نموذج، ثلاث اتفاقيات شراكة وتعاون علمي مع كل من جامعة القرويين بفاس، ومؤسسة دار الحديث الحسنية بالرباط، وجامعة القاضي عياض بمراكش. وتهدف الاتفاقية الأولى، إلى دعم قضايا التعدد الثقافي والتواصل العلمي والحضاري، ونشر ثقافة التسامح الديني والتعايش السلمي، وتصحيح صورة الإسلام عند الآخر وترسيخ ثوابت المملكة المغربية في أوساط المغاربة المقيمين بالخارج. فيما ترمي الاتفاقية الثانية، إلى نشر وترجمة الأعمال العلمية والأطروحات التي تتلاءم والأهداف المسطرة من الطرفين، وإشراك أساتذة مؤسسة دار الحديث الحسنية في مشاريع علمية، وتحقيق المخطوطات المتعلقة بالوجود الإسلامي في الغرب، علاوة على تكليف طلبة باحثين من المؤسسة بإنجاز دراسات وبحوث عن المعرفة التي راكمها الغرب حول الإسلام والمجتمعات الإسلامية. وتنص الاتفاقية الثالثة، على إسهام الطرفين في إعداد ونشر الدراسات العلمية الجادة لتأهيل المغاربة المقيمين بالخارج للاندماج الإيجابي في البلد المضيف، والحفاظ على هويتهم الدينية بكل أبعادها. وذلك من خلال إنشاء موسوعة فقهية شاملة، وإعداد دراسات شرعية مختصرة قابلة للترجمة إلى لغات البلدان المضيفة، وتوفير الدعم للطلبة الباحثين في الدكتوراه لإنجاز دراسات ميدانية أو للحصول على الوثائق القانونية التي تعينهم على إنجاز دراسات علمية مفصلة.