أكد السيد عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج مساء أمس الجمعة ببرشلونة، أن الإسلام أصبح واقعا أوروبيا ، و أن المسلمين مواطنين أوروبيين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة. وأضاف السيد بوصوف في ختام ندوة حول "الحرية الدينية والمواطنة المسلمة"، التي نظمتها الجامعة المستقلة لبرشلونة، أن المسلمين مواطنين أوروبيين لا يمنعهم الدين من المشاركة بشكل كامل في الحياة السياسية. وذكر السيد بوصوف في هذا الصدد، بأن الدراسة التي أنجزها مجلس الجالية المغربية بالخارج بتعاون مع المكتب الشهير "بي في أ" أظهرت بأن 55 في المائة من المغاربة المقيمين بالخارج يتابعون باهتمام الحياة السياسية لبلادهم وببلدان الإقامة. وتابع أنه عندما يتم ذكر الإسلام بأوروبا فإنه يجب أن ينظر إليه في الإطار القانوني والاجتماعي بالبلدان الأوربية، مذكرا بأن مجلس الجالية المغربية بالخارج نظم ثلاث ندوات دولية حول "الإسلام بأوروبا" بفاس والدار البيضاء وستراسبورغ. وفي ما يتعلق بإسبانيا أشار السيد بوصوف إلى أن الاتفاقية التي أبرمت سنة 1992 ما بين الدولة الإسبانية و اللجنة الإسلامية بإسبانيا التي تشكل الإطار القانوني الذي يؤطر العلاقات ما بين الدولة و جمعيات المسلمين "لا تستجيب لانتظارات الجالية المسلمة والمجتمع الإسباني". وفي معرض حديثه عن تمثيلية المسلمين بإسبانيا ، أوضح السيد بوصوف أنه لا يوجد مبرر لهذه المخاوف بخصوص هذا الموضوع ، مؤكدا أن "إمارة المؤمنين " تشكل المرجع الأساسي للمغاربة فيما يخص الحفاظ على الوحدة العقائدية. وقال في هذا السياق، إن المسلمين قادرين على تدبير هذه القضية بطريقة مستقلة كما أنهم قادرين على اختيار ممثليهم" ، مضيفا أنه يتعين على دولة الاستقبال أن تقوم بدورها للمساعدة في تنظيم الحقل الثقافي دون التدخل في القضايا الجوهرية. ومن جهة أخرى، أبرز السيد بوصوف الحاجة الماسة التي يشعر بها المسلمون بإسبانيا وخاصة بكطالونيا في التوفر على المساجد من أجل ممارسة الشعائر الدينية، داعيا إلى تقيديم السلطات الإسبانية للدعم بهذا الخصوص للمساعدة في الاستجابة لهذا الطلب الذي يكتسي ضرورة قصوى. وتتوخى هذه الندوة المنظمة من طرف قسم القانون الكنائسي والقانون العام وعلوم التاريخ بالجامعة المستقلة لبرشلونة، بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، تدارس العديد من المواضيع المرتبطة، على الخصوص، بالوضعية القانونية للإسلام في أوروبا وتحديدا في إسبانيا وتدبير التنوع الديني. وسيناقش هذا اللقاء مواضيع فرعية تهم "الدين والعلمانية في الدسترة والدستور الإسباني" و" المواطنة والتنوع الثقافي: حالة الإسلام " و" الوضعية القانونية للإسلام في أوروبا وإسبانيا وكاطالونيا"، و "معطيات سوسيولوجية حول الإسلام والتماسك الاجتماعي" و"السياسات العمومية لتدبير التنوع الديني". وتنظم هذه الندوة التي يشارك فيها جامعيون وباحثون ومسؤولون من إسبانيا والمغرب، بشراكة كذلك مع المعهد الأوروبي المتوسطي والجمعية الاجتماعية الثقافية المغربية " إبن بطوطة".