12-2009- أكد السيد أحمد بوكوس، عميد المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، أن المغرب سجل " تقدما ملموسا" في مجال النهوض بالثقافة الأمازيغية مقارنة مع باقي دول منطقة شمال إفريقيا التي تعد مهد هذه الثقافة. وأكد السيد بوكوس الذي نشط مساء أمس الأربعاء بباريس ندوة حول وضع وآفاق الثقافة الأمازيغية، أن المبادرة الملكية بإحداث معهد خاص بالنهوض بهذه الثقافة منذ 2001، أعطت دفعة جديدة للمجهودات المبذولة في هذا المجال.
وأبرز أن إدماج تدريس اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية وفي وسائل الإعلام، شكل منذ ذلك الحين مكسبا رئيسيا لتثمين هذا التراث الذي كان مهددا ب " الاندثار" بسبب مشاكل في انتقاله عبر الأجيال، لكون الثقافة الأمازيغية ترتكز أساسا على الأدب الشفوي (شعر وقصة وخطابة ...).
وذكر في هذا الصدد ، بأن تدريس اللغة الأمازيغية، قد تم تجريبه في المغرب انطلاقا من السنة الدراسية 2003 - 2004 ب317 مدرسة في أفق تعميمها.
وأضاف أن أزيد من 500 ألف تلميذ (3425 مدرسة) يتلقون دروسا لتعلم الأمازيغية على مستوى الابتدائي، مضيفا أن عددا من الجامعات تمكنت كذلك من إدماج مسالك للثقافة الأمازيغية في تخصصاتها.
غير أن السيد بوكوس أشار إلى أن تعميم تدريس الأمازيغية سيواجه مشاكل تهم النقص في الموارد البشرية، وهو مشكل يسعى المعهد والوزارة الوصية إلى إيجاد حلول له على الخصوص من خلال وضع برامج للتكوين المستمر لفائدة الأساتذة.
كما أبرز على الخصوص دور المعهد في وضع برامج وآليات بيداغوجية، مذكرا بأنه يساهم كذلك بقوة في تدوين ودعم استعمال الحرف الأمازيغي (تيفيناغ) وخاصة من خلال نشر مؤلفات ووضع لوحة مفاتيح تضم حوالي خمسين حرفا.
وبخصوص إدماج تالأمازيغية في وسائل الإعلام، ذكر السيد بوكوس ، بأن التلفزة تقوم منذ سنة 2004 ببث برامج باللغة الأمازيغية، مضيفا أنه من المنتظر إطلاق قناة أمازيغية في متم سنة 2009.
وقد تم تنظيم هذه الندوة على هامش سلسلة تظاهرات "إزلان : أغاني وشعر ورقصات أمازيغية" التي تكرم التراث الموسيقى الأمازيغي المغربي.