زار وفد يضم مستشارين في مجال التعاون بالدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي، أمس الثلاثاء، مشاريع ممولة من قبل الاتحاد بمدينتي وزان وشفشاون واطلع على سيرها هذه المشاريع التي همت عدة قطاعات. فبمدينة شفشاون، قام الوفد الذي يضم مستشارين ينتمون إلى حوالي عشرة بلدان أعضاء بالاتحاد الاوروبي بزيارة منتزه تالسمطان أحد المنتزهات الوطنية الثمان الموجودة بالمملكة. وتابع المستشارون العرض الذي قدمه رئيس مشروع "ميدا" بالمدينة السيد حسن برحيلي الذي أكد في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مساهمة الاتحاد الاوروبي في تنمية الجهة وحماية الموارد الطبيعية تجسدت من خلال إنجاز مشروع للتنمية التشاركية على الخصوص في المناطق الغابوية. وأوضح أن هذا المشروع الذي بلغت تكلفته الإجمالية 375 مليون درهم، تم تمويله بشكل مشترك من قبل الاتحاد الاوروبي بنسبة 69 بالمائة، والحكومة المغربية بنسبة 31 بالمائة موزعة بين المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية والاقتصادية لعمالات وأقاليم الشمال. وإضافة إلى تحسين ظروف عيش السكان في المناطق القروية وخصوصا أولئك الذين يعيشون بالقرب من الغابات، يهدف هذا المشروع أيضا إلى تخفيف الضغط الذي تتعرض له الغابات وذلك من خلال حفظ وحماية مواردها. وأضاف السيد برحيلي أن هذا المشروع يتضمن برنامجا لبناء طريق يبلغ طوله حوالي 140 كيلومترا سيمكن من فك العزلة على ثلاثين دوارا ويسهل الولوج إلى بعض المرتفعات لمكافحة حرائق الغابات. كما يهدف إلى إحداث أنشطة مدرة للدخل من قبيل التعاونيات الفلاحية وخاصة في مجال استخلاص زيت الزيتون. وأبرز رئيس مشروع برنامج "ميدا" بشفشاون أن المقاربة المعتمدة في إطار هذا المشروع هي مقاربة تشاركية بالنظر إلى كونها تشرك الساكنة المحلية والمجتمع المدني. ومن جهته قال المنسق العام للوكالة الاسبانية للتعاون الدولي والتنمية بيسينتي سيليس زراكوزي، أن هذه الزيارة تأتي في وقت تتولى فيه اسبانيا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، المانح الرئيسي للمغرب مؤكدا أن المملكة وجهة الشمال على الخصوص، تمثل "أولوية لنا جميعا". وأشاد بالدينامية التي تعرفها هذه الجهة من البلاد وخاصة في المجال الاجتماعي. من جانبه، قال مدير عمليات المفوضية الأوروبية في المغرب ماريو مارياني، إن هذا النوع من الزيارات الميدانية يشكل أفضل وسيلة للتواصل مع الساكنة المستفيدة من مشاريع الاتحاد، مؤكدا على الدور الأساسي الذي يضطلع به المجتمع المدني في إنجاز العديد من المشاريع التنموية. وأوضح في هذا الصدد أن الاتحاد الاوروبي يشارك بحوالي 174 مليون أورو (قرابة ملياري درهم) في "المشاريع النشطة" بمختلف القطاعات في جهة طنجة-تطوان. إثر ذلك، زار الوفد الأوروبي مركز التكوين في مجال صناعة المجوهرات التقليدية "موصايكو ميديتيرانيا" الممول من طرف حكومة منطقة الاندلس بمساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. ويوفر هذا المركز الذي فتح أبوابه في السنة الماضية التكوين لأربعين شابا (ذكورا وإناثا) لمدة 24 شهرا، قصد مساعدتهم بتمويل قد يصل إلى 80 في المائة في إحداث مشاريع صغرى. ومن المقرر أن يواصل الوفد الذي قام في وقت سابق بزيارة لمدينة وزان اطلع خلالها على مشروع معصرة الزيتون المقام من قبل منظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية والوكالة الاسبانية للتعاون الدولي، جولته اليوم الأربعاء في تطوان حيث سيزور معهد تمودا باي، المتخصص في الفندقة والسياحة، ومركز حنان للمعاقين ذهنيا، ومقاولة لصناعة الخزف التي شكلت ثمرة تعاون تقني ألماني.