12-2009- اعتبر الممثل الأمريكي كريستوفر والكن الذي ستكرمه الدورة التاسعة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش ، مساء اليوم السبت ، أن هذا المهرجان "يتمتع بسمعة رائعة". وقال كريستوفر خلال ندوة صحفية نظمت قبيل انطلاق حفل التكريم، أن لديه "انطباعات جيدة عن المغرب"، مضيفا أنه كان يرغب "منذ وقت بعيد في زيارة هذا البلد"، كما عبر عن رغبته في اكتشاف مدينتي الدارالبيضاء وجبال الأطلس.
وبالرغم من عدم اطلاعه على الأعمال السينمائية المغربية، أشار الممثل الأمريكي الذي عزا سر نجاحه بالدرجة الأولى إلى "الحظ ولكن أيضا إلى العمل الجاد والدؤوب"، إلى الصيت العالمي الذي حظي به المغرب، من خلال الأفلام المشهورة والعالمية التي صورها به المخرج العملاق أورسون ويلز.
وفي السياق ذاته شدد، على أن السينما "كلغة عالمية" أضحت وسيلة من وسائل التقريب "بين جميع الحضارات والثقافات".
وكريستوفر والكن الذي اشتهر في عالم الفن السابع بأدائه لأدوار الشرير في أفلام الرعب ( انتشر عالميا بدوره في "سليبي هولو" الرهيب)، من الممثلين الذين يؤمنون بأن نجاح أي دور في أي عمل كيف ما كان "رهين بعدة أمور"، منها الطاقم الفني والممثلين ومكان التصوير، معربا عن الأمل ، بعد مسيرة طويلة في مجالي السينما والمسرح ، أن يقوم بأداء دور الأب والجد، أو بمعنى آخر دور يجنح إلى ما سماه بالدور "المثالي".
وباح كريستوفر بعد نبش بسيط في ريبرتواره الفني الغني واسترجاع لمرحلة الطفولة والشباب، بأنه اكتسب الشهرة بفضل "كده وترعرعه" في وسط سينمائي.
وذكر في السياق بالأعمال الدرامية التلفزيونية التي شارك فيها إلى جانب أخويه في الخمسينيات من القرن الماضي، قبل أن يتتبع دروس الرقص والتمثيل بمنهاتن، وولوجه لعوالم الركح والخشبة ووقوفه على أشهر المسارح العالمية ببرودواي.
واعتبر كريستوفر والكن أن أفلامه كلها "تختلف وتشتبه في الآن ذاته". وتبقى "مسألة خلود أي عمل سينمائي" نسبية، حسب الظروف المحيطة بإنتاج وإخراج العمل، حيث قال في معرض رده عن سؤال حول المخرجين الذين فضل أويفضل العمل معهم، أنه من الممثلين الذين يؤمنون ب"الاختيار المناسب"، وبالتالي فهو "يرتاح" للمخرجين الذين يحسنون الاختيار.
وكان كريستوفر والكن رأى النور بأستوريا في ولاية نيويورك من أب يعمل خبازا وأم مولعة بالمسرح، مما مكنه من الظهور في سن العاشرة، إلى جانب شقيقيه الأكبر سنا، على شاشة التلفاز في تمثيليات كانت تعرض مباشرة.
ومنذ سنة 1960، ظهر في إعلانات أزيد من خمسين عرض موسيقي بالولايات المتحدةالأمريكية وكندا، كما نال العديد من جوائز الاستحقاق عن أدواره، وخصوصا في "لا روز تاتوي" لتينيسي ويليامز، و"لو ليون أون إيفير" الذي قام فيه بدور الملك فيليب.
ولما عجزت أولى أدواره في السينما عن فرض وجودها، عاد والكن إلى المسرح لاستكشاف الأعمال الكلاسيكية، منها "طائر الشباب الجميل"، و"العاصفة"، و"روميو وجولييت"، و"حلم ليلة صيف"، و" واحدة بواحدة" حيث نال خمس مرات جائزة أحسن تمثيل.
وفي 1976، أغرته السينما من جديد حيث لعب دور جندي مندفع انتحاري في فيلم "رحلة إلى الجحيم" لمخرجه مايكل سيمينو، الذي حاز من خلاله على جائزة الأوسكار لأحسن دور ثان، وجائزة لجنة التحكيم بمدينة نيويورك.
وفي 1980، مثل في فيلم آخر لمايكل سيمينو بعنوان "باب الجنة"، ثم في فيلم "كلاب الحرب" لجون إرفين، قبل أن يعاوده الحنين لعشقه الأول من خلال "كل ذهب السماء" لإيلبير روس (1981) والذي قدم خلالها دورا غنائيا وراقصا، ثم جسد بعده دور عراف عبقري في "برينستوم" لدوكلاس ترومبول (1983).
ومثل كريستوفر والكن إلى جانب نجوم هوليود الكبار من قبيل جوليا روبرتس، وكاترين زيطا جونز في فيلم "أزواج مشاهير" لمخرجه جو روث (2001)، وليوناردو ديكابريو في شريط "إقبض علي إن استطعت" لستيفن سبيلبرغ (2002)، ودينيزيل واشنطن في "رجل في النار" لتوني سكوت (2004)، ونيكول كيدمان في "وخلق الرجل المرأة" لفرونك أوز (2004)، وروبين وليامز في "رجل السنة" لباري ليفيسون(2006)، ومؤخرا إلى جانب ميشيل بفايفر وجون ترافولتا في "هيرسبراي" لآدم شانكمان (2007).
يشار إلى أن الدورة التاسعة من المهرجان ستكرم السينما الكورية التي بلغت قرنا من الزمن، والتي يعدها النقاد حاليا من بين "الأكثر حيوية في العالم".