قال السيد صلاح الدين مزوار، رئيس التجمع الوطني للأحرار، اليوم الجمعة أن تكوين فريق برلماني بين حزبه وحزب الاتحاد الدستوري يؤسس لإعادة هيكلة عميقة للممارسة السياسية في كل أبعادها ولمشهد سياسي مستقبلي لن يتحقق إلا في المديين المتوسط والبعيد. وأكد أن هذه الخطوة "بقدر ما تشكل مصدر فخر وثقة، بقدر ما تضعنا أمام مسؤوليات عديدة وثقيلة في نفس الان"، مضيفا أن التقارب بين حزبين، أيا كانا، أمر لا يخلو من صعوبات. ويتطلب وقتا للتلاقح والتداخل. وقد قرر حزبا التجمع الوطني للأحرار والاتحاد الدستوري اليوم تشكيل فريق برلماني موحد في الغرفتين تحت إسم التجمع الدستوري الموحد. كما قررت قيادتا الحزبين، خلال اجتماع بالصخيرات، إحداث لجن وآليات دائمة لتفعيل التحالف بين الحزبين وفق مقاربة تشاركية وتوحيد مواقفهما. وقال السيد مزوار في كلمة خلال هذا الاجتماع "المطلوب منا جميعا اليوم هو أن نساهم في بناء فضاء سياسي جديد ونعمل على ضمان تموقعنا بما يؤهلنا لربح رهان المستقبل وفق ما تمليه شروط التحولات الكبرى من حولنا"، مشيرا في هذا الإطار الاستحقاقات المؤسساتية التي تجسد الجهوية عمقها والاستحقاقات الانتخابية. وأكد على مسؤولية برلماني الحزبين في انجاح هذه التجربة، معتبرا أن فشلها "سيكون ضربة قاصمة لمصداقية الحزبين بل واكثر من ذلك لمصداقية العمل السياسي عموما الذي لن يتحمل مزيدا من الاضعاف". وأوضح في هذا الصدد "اننا نسعى الى الانتقال بتجربتنا الجديدة الى حضور برلماني جديد، قادر على حمل مشروع مستقبلي كبير، لا تحده جدران مبنيي البرلمان فحسب بل يستلهم القضايا الكبرى للوطن، ويرفع من قيمة النقاش البرلماني ويدفع الفاعلين الى الاختيار الامثل". وأضاف أنه امام التجمعيين الدستوريين الوحدويين اليوم "فرصة ليكونوا قوة تساهم في إنتاج شروط تجاوز مأزق العمل السياسي". ودعا السيد مزوار برلمانيي فريق التجمع الدستوري الموحد إلى اعطاء نموذج راقي للعمل التشريعي سواء من خلال الرفع من مستوى الاداء التشريعي عبر حسن اختيار مواضيع ومجالات الدرس والتداول داخل المؤسسة والاهتمام بالقضايا الملحة للمواطنين، أو من خلال إعادة الهيبة والاعتبار للمؤسسة التشريعية التي تضررت صورتها كثيرا بفعل ظاهرة الغياب.