2009 اعتبرت مديرة المكتب الوطني المغربي للسياحة في باريس السيدة سليمة حدور، أن تصوير أربع حلقات من المسلسل الفرنسي الناجح "بلو بيل لا في" (جميلة هي الحياة) في المغرب، يرتقب بثها في 15 دجنبر الجاري على القناة التلفزية (فرانس 3)، يعتبر طريقة "مجددة" للترويج للسياحة الوطنية لدى الجمهور الفرنسي. وأكدت السيدة حدور لوكالة المغرب العربي للأنباء، عقب العرض الأولي لهذه الحلقات، مساء أول أمس الإثنين، أن هذه التجربة، ثمرة اتفاق أبرمه المكتب مع الشركة المنتجة (تيلفرانس)، سيكون له بدون شك وقع إيجابي على النشاط السياحي في المغرب، خاصة أن المسلسل يحظى بمتابعة جمهور واسع في فرنسا. وتم هذا العرض، الذي كان منتظرا بتشوق من قبل محبي هذا المسلسل في فرنسا، بحضور السفيرة المنتدبة الدائمة للمغرب لدى منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) السيدة عزيزة بناني. وتعد هذه المرة الأولى التي ينتقل فيها تصوير حلقات هذا المسلسل إلى الخارج "مما سيؤدي لتعزيز وضعية السوق المغربي إزاء المنافسة"، حسب السيدة حدور، التي أشارت إلى أن تصوير الحلقات الجديدة للمسلسل في المغرب خول إبراز تنوع العرض المغربي، خاصة مناظره الحالمة (الشواطئ والصحراء والجبال وواحات النخيل وغيرها). وأشادت في هذا الصدد بالتوقيت المختار لبث هذه الحلقات، والذي يتزامن مع عطلة الميلاد، التي تتجه فيها الأسر للهروب من البرد بحثا عن الشمس، مما قد يؤدي لمضاعفة عدد السياح الفرنسيين في المغرب خلال هذا الموسم. ومن جانب (فرانس 3)، اعتبر المدير المساعد للمسلسل في القناة المكلفة ب "بلو بيل لا في" السيد تييري صوريل، أنه يتوقع أن تستقطب السهرة الكبرى المخصصة لبث الحلقات التي تم تصويرها في المغرب، نحو خمسة ملايين مشاهد، أي حوالي 20 في المائة من حصص السوق. وأعرب، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن ارتياحه لهذه التجربة الأولى لانتقال المسلسل خارج فرنسا، مشيدا بالخصوص بعمل التقنيين المغاربة الذين ساهموا في هذا المشروع عبر "كفاءتهم ومعارفهم"، التي خولت إنجازه في زمن قياسي (17 يوما من التصوير). وبدوره، ركز مخرج المسلسل السيد فيليب كاريز على الظروف الجيدة التي تم فيها التصوير، خاصة بفضل "الانسجام" و"التناغم" بين فريقي العمل الفرنسي والمغربي. وإلى جانب الفريق التقني المغربي، استعان المسؤولون عن المسلسل بوجوه وطنية لاستكمال فريق التمثيل المعتاد للسلسة الفرنسية، من بينهم الفنانون المهدي الوزاني وفاتي الجواهري ونادية بنزاكور. وقال السيد كاريز إن "نجاح هذه التجربة يجعلني راغبا في إنجاز مشاريع أخرى بالمغرب". وإضافة للمكتب الوطني المغربي للسياحة، الذي سهل الإجراءت والاتصالات مع الأطراف المعنية في المغرب، ساهم شركاء آخرون في إنجاح هذا المشروع، خاصة الشركة الوطنية "الخطوط الملكية المغربية"، التي قامت بنقل الفريق الفرنسي (30 شخصا) وكل معدات التصوير، وكذا المجلس الجهوي لورزازات وسلسلة فندقية في أكادير. وتحت شعار المغامرة، تدور أحداث الحلقات الجديدة لمسلسل "بلو بيل لا في"، التي تحمل عنوان "فتيات الصحراء" (26 دقيقة لكل حلقة)، في أكادير بعيدا عن حي ميسترال (خيالي) في مارسيليا، الذي احتضن أحداث المسلسل طوال السنوات الخمس الماضية. هكذا سيغادر فريق (بلو بيل لا في) حي ميسترال لقضاء رحلة في الصحراء المغربية، عبر برنامج يتضمن رحلة على الطريق خاصة بالفتيات داخل الفضاءات الكبرى. وفي سيناريو هذه الحلقات، تسافر كل من بلانش (سيسيليا هورنوس) وميرتا (سيلفي فليب) وميلاني (لايتيتيا ميو) وسيلين (ريبيكا هامبتون)، لقضاء عطلة هادئة تحت الشمس المغربية، إلا أن الأمور تتخذ منحى آخر غير متوقع، إذ أن المقام في المغرب سيتحول إلى كابوس، عبر ملاحقة سريعة في قلب الصحراء للفتيات الأربع، اللواتي يرافقهن هشام (فاروق برموغا) المثير للشبهات. وخلافا لرفيقاتها، لم تكن سلين تثق في هشام، وهو معرفة قديمة ومالك الفندق الذي أقمن فيه بأكادير. وكانت تشك في تورطه في الاختفاء الغريب لصديقتها الصحفية مونية (نادية بنزاكور)، التي كانت تحقق بالمغرب في قضية تتعلق بتهريب الآثار. وهو بالفعل دافعها الحقيقي لزيارة أكادير قصد العثور عليها. وسيصبح حي ميسترال برمته، جزءا من هذه الأحداث، من خلال التوترات والخيانات والهلوسات والاختفاءات وغيرها، القائمة بين نينون وفانسان وفريمون، الذين تحالفوا ظرفيا لمساعدت الفتيات، انطلاقا من مارسيليا من جهة، والمغامرات الأربع المتواجدات في الضفة الأخرى للمتوسط من جهة أخرى. وتم التصوير في أكتوبر الماضي، خاصة في صحراء من الأحجار غير بعيدة عن ورزازات وداخل قرية محصنة وسط الرمال.