لا يتعلق الأمر بمحض الخيال، بل بالواقع: قرية القباب "تنزلق". في هذا المركز القروي بإقليم خنيفرة، لا تشهد الأرض زلزالا، بل تنزلق. هذه الانهيارات الأرضية تم تسجيلها في مختلف أحياء هذا المركز القروي الموجود على رأس الجبل، على بعد حوالي 40 كيلومترا من حاضرة زيان. ولا تعد هذه الظاهرة وليدة اليوم، إذ يعرف المركز انزلاقات أرضية متكررة. غير أنه وعقب التساقطات المطرية الأخيرة، ازدادت حدة هذه الظاهرة. وحسب الأرقام الرسمية، فإن 193 منزلا مهددا حاليا بالانهيار. ويمكن معاينة تصدعات واسعة وانكسارات في التربة بوضوح على مستوى مختلف الأزقة، خاصة في أحياء "الأمل" و"السعادة" و"السلام". وفي مواجهة تهديد الانهيار، تعمل السلطات الإقليمية والمحلية، وكذا مختلف المصالح المختصة، من أجل مواجهة أي احتمال، حيث تأخذ هذا المشكل على محمل الجد بالنظر لكون حياة الأشخاص مهددة. ++ السلطات العمومية تضاعف اليقظة ++ وأمام هذا التهديد الدائم، تضاعف السلطات الإقليمية والمحلية الحذر، كما تم اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية على المستوى المحلي، خاصة عبر منع البناء في المناطق المهددة، وتوسيعه ليشمل المركز. كما أوصت السلطات بإخلاء المساكن المهددة بشكل أكبر، وقامت بتوعية السكان لحثهم على مغادرة منازلهم. وفي هذا الإطار، ذكرت مصادر من السلطات المحلية لوكالة المغرب العربي للأنباء أن حوالي 40 أسرة غادرت منازلها. ومن جانب آخر، يتم إنجاز برنامج لإعادة إيواء 123 أسرة بكلفة تقدر بحوالي تسعة ملايين درهم، ويتم تمويل برنامج "التشارك"، الذي تم إتمام اتفاقيته وتوقيعه من طرف مختلف الأطراف، من قبل وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية، من خلال صندوق التضامن للإسكان، بقيمة 92ر4 مليون درهم ومجلس جهة مكناس-تافيلات (أربعة ملايين درهم) والمستفيدين (36ر0 مليون درهم). ومؤخرا، أحصت السلطات والتقنيون المكلفون بمتابعة الوضعية، 70 منزلا آخرين، حسب الأرقام الرسمية، ينضافون إلى المساكن التي تم إحصاؤها سابقا، خاصة في حي الأمل، عقب الفيضانات الأخيرة التي تسببت في انزلاقات جديدة للتربة. وقد أوصت لجنة كانت قد توجهت إلى القباب لتشخيص الوضع، في محضرها بالإخلاء الفوري والعاجل ل`70 منزلا إضافيا، بعد أن عاينت وجود تصدع كبير بحي السعادة، نجم عن انزلاق للتربة من شأنه التسبب في انهيار لكافة البنايات المجاورة. كما عاينت اللجنة، التي تضم ممثلي السلطات المحلية ومجلس الجماعة القروية القباب والمصالح التقنية بالإقليم والجماعة والوكالة الحضرية لخنيفرة والمندوبية الإقليمية للإسكان، وجود تصدعات على مستوى بعض الأزقة الموجودة في حي السعادة والسلام، إضافة إلى تشققات كبرى على مستوى الجدران والأسطح والأرض داخل بعض البنايات. ولمواجهة هذه الوضعية الجديدة، تعمل السلطات الإقليمية لخنيفرة، بتنسيق مع مختلف الأطراف المعنية، من أجل إتمام برنامج تكميلي موجه لإعادة إسكان 70 أسرة. ويرتقب انعقاد اجتماع الخميس المقبل بمقر الإقليم بمشاركة مختلف المصالح والأطراف المعنية. ++ نحو إحداث مركز جديد للقباب ++ وبرأي السلطات المحلية والتقنيين، فإن إحداث مركز جديد بمنطقة " لاندا" (حوالي ثلاثة كيلومترات عن المركز)، سيشكل الحل الملائم من أجل التسوية النهائية لهذا المشكل، معتبرين أن نقل إعدادية ومستشفى (كان مرتقبا إنشاؤه في المركز الحالي) نحو هذه المنطقة، لينضاف إلى ذلك 193 مسكنا تمت برمجته، يعد كفيلا بتشكيل نواة مركز "جديد" بعيد عن أي مخاطر. وأضافوا أن المركز الحالي القباب يظل مهددا من جانبين، إذ أن الجهة السفلى من المركز معرضة لانزلاقات التربة المتكررة بسبب طبيعة التربة الطينية، في حين تبقى الجهة العليا مهددة بانهيار الصخور. وقد كان مركز القباب، الموجود على ارتفاع 1200 متر، والذي تقدر ساكنته بحوالي 12 ألف نسمة، قبلة للسكان في السابق، بالنظر إلى وجود موارد مائية وفيرة.