أطفال المغرب) تحت شعار "لنحم أطفالنا"، وذلك بمشاركة 400 مؤتمر يمثلون 90 فرعا للمنظمة من مختلف جهات المملكة. وتأسست (منظمة الطلائع - أطفال المغرب)، التي تعد من بين التنظيمات الموازية لحزب التقدم والاشتراكية، سنة 1984. وتضع ضمن أهدافها تربية الأطفال واليافعين على قيم المواطنة والديمقراطية والتضامن والسلم والتعاون والعمل الجماعي، والدفاع عن حقهم في العيش الكريم والصحة والتعليم والتغذية والسكن والترفيه، وكذا العمل على حمايتهم من كافة أشكال الحرمان والإهمال والاستغلال. وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، أكد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية السيد اسماعيل العلوي أن شعار المؤتمر "لنحم أطفالنا" يحمل في طياته مدلولا عميقا ومكثفا، مبرزا أن انعقاد هذا المؤتمر يكتسي أهمية كبرى في مسار الحركة الجمعوية التربوية بالمغرب. وأضاف أن المنظمة، وهي تعقد مؤتمرها الرابع، تعي حجم الرهانات الملقاة على الحركة الجمعوية التربوية، والتي تتعلق أساسا بحماية الطفولة المغربية من كل أنواع الحيف والحرمان وهضم الحقوق. وأكد أن هذا "المعطى الحقوقي المرتبط بخزان المستقبل يفرض على الجميع مسؤولية وضع حد لحالة الهشاشة، التي تعاني منها الطفولة المغربية في الأرياف والبوادي وضواحي المدن". وأشار إلى أنه على الرغم من المجهودات، التي بذلها المغرب خلال العقد الأخير سواء في المجال التشريعي أو المؤسساتي وما تم تحقيقه من ارتفاع في نسب تعميم التعليم وتحسين الأوضاع الصحية للطفولة، فإن المؤشرات الوطنية المتوفرة تؤكد على ضرورة مضاعفة الجهود من أجل تحسين المؤشرات المرتبطة بالطفل، خاصة في مجال الصحة والتعليم والحماية. ومن جهتها، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن السيدة نزهة الصقلي إن حماية الطفل من كل أشكال العنف سواء الجسدي أو الاستغلال الجنسي أو التشغيل المبكر تعد من ضمن أولويات الوزارة. وأكدت أن الحد من العنف ضد الأطفال لن يتأتى إلا بالتعبئة الجماعية ونشر ثقافة حقوق الطفل المرتبطة بحقوق الإنسان من أجل ضمان حياة سليمة للطفولة المغربية. وأبرزت السيدة الصقلي أن الوزارة تتوفر على ترسانة قانونية لحماية الطفل من كل أشكال العنف، مذكرة في السياق ذاته، بالإصلاحات التي اعتمدها المغرب، خاصة منها مدونة الأسرة، والإصلاحات التشريعية الأخرى في مجال الحماية الجنائية للطفل والتي تهدف إلى ملاءمة التشريع الوطني مع المقتضيات، التي جاءت بها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. أما رئيس (منظمة الطلائع - أطفال المغرب) السيد رشيد روكبان، فأكد أن المؤتمر ينعقد في سياق العديد من المستجدات، التي ميزت أوضاع الطفولة والحركة الجمعوية التربوية بالمغرب. وفي هذا الصدد، استحضر السيد روكبان المستجدات التشريعية المتعلقة بمجال الحماية الجنائية للطفل والتي تهدف إلى ملاءمة التشريع الوطني مع المقتضيات التي جاءت بها الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل ومختلف البروتوكولات الاختيارية الملحقة بها. وأكد أن المؤتمر ينعقد في ظل الأوضاع الكارثية التي يعيشها المحتجزون بمخيمات تندوف، خصوصا الأطفال، الذين "يئنون تحت وطأة أوضاع مأساوية ولا إنسانية"، مؤكدا أن هذا الوضع اللاإنساني يتطلب "تدخل المنتظم الدولي من أجل حماية الأطفال المغاربة وإنقاذهم من مغتصبي طفولتهم". من جهته، أكد السيد عبد المقصود الراشدي رئيس اتحاد المنظمات التربوية المغربية أن هذا المؤتمر يشكل مناسبة لتقييم أوضاع الطفولة، واستشراف آفاق المستقبل. أما السيد ادريس رضواني رئيس الشبيبة الاشتراكية، فنوه من جهته، بما تعرفه (منظمة الطلائع- أطفال المغرب) من تطور بفضل مجهودات أعضائها والتي جعلت من المنطمة إضافة نوعية للحقل التربوي بالمغرب وما راكمته من تجربة رائدة في مجالات الطفولة والتربية والتأطير والتخييم، مشيرا إلى أنها استطاعت توسيع رقعة تنظيمها وإشعاعها بشكل كبير. من جهة أخرى، تم خلال حفل افتتاح هذا المؤتمر، الذي حضره العديد من قيادات حزب التقدم والاشتراكية، وعدد من فعاليات المجتمع المدني، تقديم فقرات فنية لأطفال المنظمة ولعدد من الفنانين. وستتواصل أشغال هذا المؤتمر إلى غاية يوم الأحد المقبل بمركب مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة.