احتفى مجمع اللغة العربية الليبي ، أمس الثلاثاء بطرابلس خلال اجتماعه العادي السنوي السابع ، بترسيم عالم اللسانيات المغربي الأستاذ عبدالقادر الفاسي الفهري عضوا عاملا به. وأعرب الأستاذ عبد القادر الفاسي الفهري ، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ، عن اعتزازه بهذا "التكليف والتشريف الذي يأتي من دولة مغاريية شقيقة ويصب في تعزيز الروابط بين الشعوب المغاربية وإغناء رصيدها المعرفي". وتم تقديم الباحث عبد القادر الفاسي الفهري ، خلال حفل الترسيم ، من طرف الأستاذ إبراهيم مصباح علي أبو خزام رئيس جامعة ناصر الليبية وصاحب عدة مؤلفات في القانون الدستوري والعلاقات الدولية والفكر السياسي، وهو أمين سابق للجنة العامة للتعليم العالي (وزير). وألقى العضو الجديد للمجمع كلمة ، بالمناسبة ، قدم فيها نبذة عن مساره العلمي ومساهمته في توفير عناصر الحداثة اللسانية بالمغرب سواء بالنسبة للغة العربية أو اللغات الأخرى، مشيرا إلى ما قدمه من أبحاث ومشاركات في أرقى المراكز العلمية والبحثية في أوروبا والولايات المتحدة. وقال الأستاذ عبد القادر الفاسي الفهري ، الحاصل على جائزة الملك فيصل العالمية في مجال الدراسات اللغوية الحديثة سنة 2006 ، "لقد ألفت في التركيب والدلالة والمعجم والمصطلح والترجمة وتاريخ اللغة وقضايا التخطيط اللغوي (...) وأذكيت الحماس في الطلبة والزملاء ليقبلوا على علوم اللغة ويبرزوا فيها". وتابع الباحث المغربي الذي شغل في فترة سابقة منصب مدير الدراسات والأبحاث للتعريب بجامعة محمد الخامس بالرباط، "إلا أن هذه المساهمات ليست سوى نقطة في بحر المساهمات الفردية والجماعية التي تنتظرنا جميعا"، معتبرا أن "اللسانيات الحديثة في عالمنا العربي ما زالت في بداياتها، وليس هناك أقسام أو مراكز أو مدارس دورية للسانيات العامة، واللسانيات المقارنة غير موجودة في المستوى المطلوب". كما انتقد عدم وجود مجلات مختصة، وضعف الأبحاث في اللغة العربية وعدم توفر الأدوات الأساسية لمعرفة شاملة وعصرية لهذه اللغة، مشيرا ، أيضا ، إلى غياب معجم عربي عصري وعلمي يجمع اللغة العريية العصرية الفعلية وتراكيبها ودلالاتها وصوتياتها. والباحث عبد القادر الفاسي الفهري ، أستاذ التعليم العالي المتخصص في اللسانيات العربية والمقارنة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والأستاذ المدعو بعدد من كبريات جامعات العالم ، درس على يدي عدد من الباحثين المتخصصين وكبار المستشرقين، وزامل عددا من الباحثين المعروفين في العالم مثل ريجيس بلاشير (المعروف بترجمته لمعاني القرآن الكريم) الذي أشرف عليه في إعداد دوكتوراه السلك الثالث سنة 1969، وناعوم تشومسكي الذي تعرف عليه سنة 1978. تجدر الإشارة إلى أن مجمع اللغة العربية الليبي يضم 20 عضوا، هم 5 باحثين عرب من المغرب والجزائر ومصر وسوريا وتونس، و15 من الجماهيرية الليبية، ينتمون جميعهم لتخصصات وعلوم متنوعة، كتاريخ اللغات والأدب والاقتصاد والطب. وقد شهد الاجتماع العادي السنوي السابع للمجمع ترشيح عضويين ليبيين جديدين وعضو ليبي مراسل.