في الصورة وزير الخارجية الطيب الفاسي الفهري - أرشيف في أول لقاء بين المغرب والجزائر منذ اندلاع الأزمة الأخيرة حول الصحراء المغربية، بسب تداعيات قضية الانفصالية أميناتو حيدر، استضافت العاصمة الليبية طرابلس أمس الثلاثاء اجتماع وزراء خارجية الدول المغاربية في دورته التاسعة والعشرين. وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الطيب الفاسي الفهري إن الوفد المغربي المشارك في الاجتماع "أعرب مجددا عن أسفه للعراقيل الموضوعة أمام الاندماج المغاربي". وأضاف الفاسي الفهري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في ختام أشغال هذه الدورة، أن الوفد المغربي أبدى أسفه "خاصة للوضع الحالي للعلاقات المغربية الجزائرية بما فيها إغلاق الحدود البرية، وغياب تطبيع كامل جراء المشروطية الجديدة المتعلقة بقضية الصحراء المغربية". وأكد الوزير، في السياق نفسه، أن ذلك "ينعكس سلبا ليس فقط على العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين والجارين، بل أيضا على تحقيق التطلعات المتعلقة ببناء الصرح المغاربي". وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون قد أكد في الكلمة التي ألقاها في افتتاح أشغال الدورة، أنه لن يكون للشراكات وآليات التعاون التي يسعى اتحاد المغرب العربي إلى خلقها مع تجمعات جهوية ومنظمات إقليمية ودولية أية جدوى "ما لم يتم التطبيع الكامل بين جميع الدول الأعضاء في الاتحاد ورفع الشروط التعجيزية المرتبطة بالخلافات الجهوية التي تحول دون الإقلاع الحقيقي لهذا التجمع". ولم يلتق الفاسي الفهري بنظيره الجزائري مراد مدلسي، بينما أجرى مباحثات مع وزيرة الشؤون الخارجية الموريتانية الناها بنت حمدي ولد مكناس، تركزت حول السبل الكفيلة بتطوير علاقات التعاون بين المغرب وموريتانيا والرقي بها إلى مستوى أفضل. وشارك الفاسي الفهري في أعمال الاجتماع المغاربي، بعد تجاوز أزمة عارضة مسّت العلاقات المغربية - الليبية صيف العام الجاري، على اثر مشاركة زعيم انفصاليي البوليساريو في استعراض عسكري في مناسبة ذكرى ثورة الفاتح من شتنبر، ما أدى إلى انسحاب الوفد المغربي الذي كان يقوده رئيس الوزراء عباس الفاسي. إلا أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي أنحى باللوم في ذلك على إجراءات بروتوكولية. وكان لافتاً أنه أرسل للمرة الأولى إلى الملك محمد السادس رسالة تهنئة في مناسبة ذكرى "المسيرة الخضراء" .