( أجرى الحوار : عبد النبي الصيبي) أكد رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس السيد حميد شباط أن الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية المنعقد حاليا بمراكش يعد تزكية للتجربة الديمقراطية الرائدة بالمغرب والتي تعتبر "من أكثر التجارب تطورا على المستويين الإفريقي والعربي ". وأضاف السيد شباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش أشغال هذا الملتقى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 16 الى 20 دجنبر الجاري، أن التجربة المغربية في مجال تدبير الشأن المحلي تعد نموذجا يحتدى على مستوى القارة الإفريقية، وهو ما تعكسه اتفاقيات الشراكة المبرمة مع عدة مدن بالقارة. وشدد على أن المغرب "أصبح مطالبا بلعب دوره كاملا في التعاون جنوب- جنوب، بالنظر لما راكمه من تجارب وخبرات في هذا المجال، فضلا عن موقعه الجغرافي الاستراتيجي الذي أهله ليكون بوابة للقارة اللإفريقية نحو أوربا". وأعرب السيد شباط، في هذا السياق، عن استعداد مدينة فاس، التي تعد العاصمة الروحية للمملكة، للتعاون مع نظيراتها بمختلف الأقطار الإفريقية، خاصة في ما يتعلق بالجانب الروحي والديني، معلنا عن تخصيص مبلغ 10 ملايين درهم لدعم مختلف المدن التي ستدخل في شراكات مع فاس. وأوضح أن هذه الشراكات ستوجه بشكل خاص لدعم المشاريع ذات الصبغة الدينية والروحية الرامية إلى ترسيخ القيم السمحة للإسلام والحفاظ على الموروث الصوفي العريق الذي نسجت من خلاله فاس علاقات ممتدة في التاريخ مع عدة بلدان إفريقية. وبخصوص تجربة الجماعات المحلية المغربية، أبرز السيد شباط أن هذه الجماعات تعرف تطورا مضطردا تجسده الأوراش الكبرى التي انخرطت فيها والحركية التي تعرفها على أكثر من مستوى، مشيرا إلى أن "المغرب مؤهل لقيادة الديمقراطية المحلية بإفريقيا". وبعد أن أكد أن احتضان المغرب لهذا الملتقى يعد تأكيدا للدور الذي أصبح يضطلع به على مستوى القارة السمراء، ذكر رئيس المجلس الجماعي لمدينة فاس بالمجهود الكبير الذي بذلته مختلف الوفود المغربية خلال الدورات السابقة من أجل عقد هذا الملتقى الهام على أرض المملكة. وأشار في هذا الإطار إلى الحضور القوي والفعال للوفد المغربي خلال الدورة الرابعة التي انعقدت بجنوب افريقيا، والذي كسب رهان تنظيم الدورة الخامسة بمراكش، فضلا عن احتضان المغرب للمقر المركزي لجمعيات رؤساء والحكومات الإفريقية. وقال إن هذه الجهود المثمرة ستعود بالنفع على المملكة وكذا على قضية الوحدة الترابية التي يسخر المغرب لأجلها كل طاقاته للذوذ عنها، خاصة عن طريق الدبلوماسية المحلية "التي أصبحت مهمة جدا بالنظر لكونها تضم المنتخبين والأحزاب السياسية والنقابات وفعاليات المجتمع المدني". وتجدر الإشارة إلى أن هذا الملتقى، المنظم تحت شعار "التدابير المعتمدة من لدن الجماعات والحكومات المحلية الإفريقية لمواجهة تداعيات الأزمة العالمية : تطوير التنمية المحلية المستدامة وإنعاش الشغل"، يعرف مشاركة نحو خمسة آلاف فاعل في مجالات التنمية المحلية. ويتدارس المشاركون في هذه التظاهرة الوضع الحالي للاقتصاد العالمي والاستراتيجيات المعتمدة في مجال إنعاش التنمية والقضايا المرتبطة بتدبير المدن.