أكد السيد فتح الله ولعلو رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط ان الجماعات المحلية المغربية تطمح الى تعزيز نسج الحوار مع نظيراتها بالبلدان الأخرى وخاصة الافريقية. وأضاف في حديث لوكالة المغرب العربي للانباء على هامش الملتقى الافريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 16 الى 20 دجنبر الجاري، ان المغرب يتطلع ،انطلاقا من تجربته في مجال التنمية المحلية ،الى توطيد علاقاته مع البلدان الافريقية وفي الوقت نفسه تقديم ما راكمه من تجربة "أعتقد أنها جد غنية". واستطرد قائلا إن "المملكة المغربية تملك تجربة كبيرة في مجال تدبير الجماعات المحلية والتي انطلقت منذ نهاية السبعينيات من القرن الماضي ونعيش حاليات منعطفا جديدا في هذا المجال لاسيما بعد الاصلاحات التي همت الميثاق الجماعي وذلك من اجل ترسيخ الديمقراطية والحكامة المحلية الجيدة". وأشار الى أن النهوض بالتنمية يمر أساسا عبر التحكم في النزاعات ووضع الشروط الضرورية الكفيلة باستتباب السلم والاستقرار ، لهذا " فإن المغرب يلعب دورا هاما في هذا المجال سواء تعلق الأمر بالنزاعات التي تهم شمال افريقيا والعالم العربي والاسلامي او تلك التي تهم بالاساس قضية الشرق الأوسط والنزاعات التي تعاني منها القارة الافريقية". وبخصوص أهمية الملتقى الخامس الافريقي للجماعات والحكومات المحلية بالنسبة للمغرب وللدول الافريقية ، أوضح السيد ولعلو أن هذا اللقاء يشكل فرصة سانحة لتعزيز علاقات الشراكة والتعاون ، خاصة مع مجموعة من المدن الافريقية التي تجمعها بالمدن المغربية علاقات تضامن حقيقية. وأكد السيد ولعلو إن المملكة المغربية ستبرز مرة أخرى من خلال ملتقى مراكش بعدها الافريقي التاريخي خاصة وأنها نسجت علاقات للصداقة ضاربة في القدم مع القارة الافريقية ، مذكرا بأن المغرب اضطلع في الوقت ذاته بدورا كبير في تحرر عدة بلدان افريقية وفي توحيد افريقيا لا سيما انطلاقا من اجتماع الدارالبيضاء الذي انعقد سنة 1960 . وأوضح أن هذا الملتقى سيمكن بالتاكيد المدن والجماعات المحلية المغربية من تقديم تجاربها الناجحة "للأشقاء الافارقة". وأضاف أن الملتقى يعد فرصة لتبادل التجارب والخبرات مؤكدا أنه من خلال التعاون بين المدن يمكن الدفع بالتعاون والشراكة جنوب -جنوب . واعتبر أن انعقاد الملتقى ا بالتزامن مع قمة كوبنهاغن ،التي تبحث بشكل خاص التغيرات المناخية،يملي على الجماعات المحلية تركيز اهتمامها على القضايا المرتبطة بالبيئة مؤكدا أن مثل هذا الاهتمام يمر بالضرورة عبر التنمية المحلية "علما أن الساكنة بكل المدن والجماعات المحلية تعيش مشاكل مرتبطة بالبيئة خاصة في ما يتعلق بتدبير المياه والطاقة والكهرباء والتحكم في المجال". وبخصوص الآمال المعلقة على الدورة الخامسة للملتقى، قال السيد ولعلو " ان انتظاراتنا من هذه القمة تتمثل في بلورة مقاربة افريقية موحدة تفضي الى خلق قطب افريقي موحد وذلك من اجل حمل العالم على إدراج المشاكل التي تواجهها القارة الافريقية ضمن اجندة النقاشات الاقتصادية الكبرى عبر العالم وخاصة في مجال مكافحة الفقر والجهود المبذولة لتحقيق التنمية والتقليص من المديونية". وخلص رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط الى أن كل هذه المشاكل تتخذ بعدا مزدوجا في علاقتها بالأزمة التي يجتازها الاقتصاد العالمي ، وبالنقاشات الدائرة حول التنمية المستدامة لاسيما بقمة كوبنهاغن الملتئمة حاليا .