أكد عدد من المنتخبين المحليين المشاركين في الملتقى الإفريقي الخامس للجماعات والحكومات المحلية الذي انعقد من 16 إلى 20 دحنبر الجاري بمراكش، يوم الأحد، أن تعزيز اللامركزية رهان لا محيد عنه لتطوير أداء الجماعات المحلية الإفريقية من أجل الاستجابة بشكل أكبر لحاجيات الساكنة. وأوضحوا، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تدبير الشأن المحلي بالقارة السمراء التي تواجه تحديات كبرى، يتطلب أكثر من أي وقت مضى اعتماد مقاربة تشاركية، تنفتح على اقتراحات كل الفاعلين في مجال التنمية المحلية. وفي هذا السياق، شدد السيد طارق القباج رئيس المجلس الجماعي لمدينة أكادير على ضرورة إشراك السكان في صياغة المقترحات ووضع الاستراتيجيات المتعلقة بالمشاريع التنموية المحلية. وأبرز أن هذا الملتقى شكل فرصة للتعرف على تجارب تدبير الشأن المحلي بالبلدان الإفريقية، وأتاح ربط علاقات مع خبراء محليين وأجانب ، معتبرا أن مستوى التدبير الديمقراطي للشأن المحلي بالقارة الإفريقية يعرف تفاوتا "فهناك بعض البلدان التي استطاعت أن تحقق تراكما مهما في مجال الديمقراطية، وبلدانا أخرى مازال يحدوها الأمل في أن تطور بشكل أكبر تجربتها الديمقراطية". وأكد السيد القباج أن هذا المؤتمر نجح لأول مرة في أن اجتمع هذا العدد الكبير من المدن الإفريقية في المغرب، معتبرا أن نسج علاقات تعاون مثمر بين دول الجنوب من شأنه تحقيق التعارف والتعاون اللامركزي مع بعض المدن وتبادل الخبرات المختلفة. وأشار إلى أن هذا الملتقى تطرق إلى العديد من المواضيع التي همت على الخصوص المحافظة على البيئة، وتم تقديم نموذج مدينة أكادير باعتباره مثالا يحتدى بالنسبة للعديد من المدن بالمغرب، وكذا تجربتها في تنشيط المجال السياحي. من جانبه، أكد السيد عمر البحراوي رئيس الجمعية الوطنية للجماعات المحلية للمغرب أن هذا الملتقى عرف مشاركة العديد من الدول الناطقة بالانجليزية والبلدان الناطقة باللغة البرتغالية بإفريقيا فضلا عن الفرنكفونية، وكذا ممثلي دول جميع القارات الأربعة الأخرى. وأكد السيد البحراوي أن المناقشات العامة في الجلسات الموضوعاتية والخاصة خرجت بتوصيات هامة يمكنها المساعدة على تجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية، مشيرا إلى أنه تم خلال أشغال هذا اللقاء التوقيع على عدة اتفاقيات شراكة للتعاون الثنائي. وقال إن من بين الإشارات الدالة على نجاح هذا الملتقى مشاركة وزراء يمثلون الحكومات المركزية وعمد المدن الإفريقية. أما السيد بوعمر تغوان رئيس مجلس جهة الرباطسلا زمور زعير، فأكد أن هذا اللقاء المهم مكن المغرب من عرض تجربته ومقارنتها مع باقي الدول الافريقية، مبرزا في هذا الصدد أن المغرب قطع أشواط مهمة في مجال اللامركزية وعدم التمركز وإشراك المنتخبين في تدبير الشأن المحلي. وأوضح في هذا السياق أن السياسة التي تعتمدها المملكة جعلت الجماعات المحلية تتكلف بالإشراف والتدبير اليومي للشأن المحلي، معتبرا أن التجربة المغربية في تدبير الشأن المحلي تعد نموذجا في القارة الإفريقية. وأشار إلى أن الدول الإفريقية المشاركة في هذا الملتقى أشادت بالتجربة المغربية في مجال تنظيم الجماعات المحلية، واعتبرت أنه يمكن محاكاة هذه التجربة.