وعد حميد شباط، عمدة فاس بإرسال مساعدات مادية إلى عدد من الدول الإفريقية، تقدر بمليار سنتيم، قال إنها ستخصص لإصلاح وترميم الزوايا والمساجد في عدد من المدن التي تعرف بارتباطها بالزاوية التيجانية التي يوجد مقرها الأكبر بالمدينة العتيقة بفاس. وسيصرف هذا المبلغ على الدول المستفيدة على ثلاث سنوات. وظهر ضمن الوفد الذي زار الزاوية التيجانية كافو كونا كوتي الوزير المالي للإدارة ووزير الداخلية الكامبي، أوسمان سونك، ويونس موسى، وزير العمل بمالاوي. ويقول معارضون للعمدة شباط إن هذه المساعدات ترمي فقط إلى «تلميع الواجهة»، في وقت تشهد فيه المدينة وضواحيها اختلالات في البنيات التحتية، ويحتاج فيها عدد من المساجد والمؤسسات الدينية والمتاحف والمدارس العتيقة إلى إصلاحات كبيرة لإنقاذها من الانهيار الذي يهددها. وزار وفد من عُمد مدن ووزراء دول إفريقية يتكون من 120 شخصا مقر الزاوية التيجانية بفاس، مساء يوم الجمعة، وأدوا به صلاة العصر، كما رددوا فيه، جماعة، ورد الزاوية، قبل أن يغادروا من جديد، ليتابعوا حضور أنشطة ملتقى القمة الخامسة للملتقى الإفريقي للجماعات والحكومات المحلية الإفريقية بمراكش. واستغل شباط زيارة هذه النخبة من الأفارقة المنتسبين إلى الزاوية التيجانية، لكي يؤكد، في تصريحات صحفية، بأن فاس تقود العلاقات ما بين شمال أفريقيا وجنوبها وشرقها وغربها، مضيفا بأن المغرب سيربح الشيء الكثير من وراء هذه الزيارة، على مستوى الديبلوماسية المحلية. وتفيد الأرقام بأن حوالي 200 مليون مسلم أفريقي لهم ارتباط بالزاوية التيجانية، وتحظى فاس العتيقة في أوساط هؤلاء المنتسبين بحضور خاص، بعد السعودية. ويشارك في ملتقى مراكش ممثلون عن أكثر من 1800 رئيس جماعة محلية وعمدة إفريقي يمثلون حوالي 44 دولة من إفريقيا. وتعتبر الزاوية التيجانية من أهم الزوايا التي ساهمت في نشر الإسلام في عدد من المناطق بإفريقيا. ويتنافس الجزائر والمغرب على احتضان ملتقيات تخص هذه الزاوية، وتحاول الجزائر التأكيد على أن شيخ التيجانيين له أصول جزائرية، فيما يؤكد المغاربة بأن هذا الشيخ تلقى تكوينه في فاس وبها أنشأ زاويته التي دفن بها. وغالبا ما تتخذ هذه «المنافسة» أبعادا سياسية.