أكد الشيخ محمد الحسني جمال أبو الهنود، من علماء القدس، أن "المسجد الأقصى يستولي على قلوب ووجدان المغاربة، قيادة وشعبا"، وأن "مظاهر الحضور المغربي في القدس ما تزال مستمرة وعطاؤها متواصلا". وأوضح الشيخ أبو الهنود، المسؤول بوزارة الأوقاف الفلسطينية، في حديث ليومية (المساء) نشرته في عددها اليوم الجمعة، أن هذا الحضور المغربي في المدينة المقدسة "يعود إلى مراحل تاريخية قديمة، ارتبط بالجهاد ضد الصليبيين، حيث كان هناك مغاربة وهبوا حياتهم فداء للقدس الشريف". وأضاف الشيخ أبو الهنود، خريج جامعة الأزهر، أن الحضور المغربي المستمر في القدس ترسخ من خلال "اهتمامات أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، الذي يتابع بنفسه مجريات الأمور في القدس الشريف والمسجد الأقصى". وذكر في هذا الصدد أن جلالة الملك يوفد السيد عبد الكبير العلوي المدغري المدير العام لوكالة بيت مال القدس "ليتابع مجريات الأمور باستمرار وتتكرر زياراته للقدس والمسجد الأقصى لصيانة الأماكن المقدسة وترميمها وإنشاء المؤسسات الخيرية للالتقاء بالمسؤولين مباشرة للمشورة وتقديم العون الدائم والمستمر والبناء". وبخصوص الحضور الصوفي المغربي في المشرق، أكد العالم الفلسطيني أنه "حضور قوي"، مبرزا أن "المغرب معروف بأوليائه وعلمائه الصالحين الذين انتشر فيضهم وخيرهم ومددهم الإلهي ليعم المشارق والمغارب علما وتصوفا وفكرا وفقها وسلوكا وعقيدة"، مشيرا إلى هناك دراسات في كثير من الجامعات بالمشرق وخاصة في جامعة الأزهر تبرز تجليات هذا الحضور. وفي هذا السياق، أكد الشيخ أبو الهنود على أهمية التصوف في الواقع الديني والاجتماعي المعاصر، متهما أعداء التصوف بأنهم "ضيقوا التفكير، وضيق التفكير أدى إلى التكفير والتكفير أدى إلى التفجير". من جهة أخرى، أعرب الشيخ أبو الهنود عن سعادته بحضوره للدروس الحسنية التي تلقى في حضرة أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة شهر رمضان الأبرك، وقال بهذا الخصوص "إن هذه الدروس من أعظم ما رأيت في حياتي وتنقلاتي العربية والدولية لما تحظى به من رعاية كريمة من أمير المؤمنين بحضور جنابه المنيف ولقاء علماء من شتى بقاع الأرض يلتقون في مجلس واحد وفي ضيافة كريمة واحدة يتبادلون العلوم والمعارف والأفكار".